ارتفاع هرمون الحليب: الأعراض والأسباب الكامنة وطرق العلاج

أشارت بعض الدراسات أن حوالي ثلاث من كل خمس إناث يعانين من مشاكل في الإنجاب يعانين من ارتفاع مستوى هرمون الحليب في الدم، وهذا يعني أن ارتفاع هرمون الحليب ليس أمرًا بسيطًا، بل هو مشكلة صحية تتطلب العلاج الفوري، ولهذا السبب قررت أمومة أن توضح لكِ عزيزتي أعراض ارتفاع هذا الهرمون، والتي قد يشير وجودها إلى إصابتك بمشكلة صحية تتطلب العلاج الطبي الدقيق بالإضافة للأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة وطرق العلاج، فقط تابعي القراءة لتتعرفي على المزيد من التفاصيل.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Mar 9th 2024
ارتفاع هرمون الحليب

ارتفاع هرمون الحليب: هل هي مشكلة صحية تستدعي القلق؟  

هرمون الحليب أو البرولاكتين (Prolactin) هو هرمون تنتجه الغدة النخامية الموجودة في الجزء السفلي من الدماغ، يلعب هذا الهرمون دورًا في نمو وتطور الثديين، وإنتاج وإدرار الحليب بعد ولادة الطفل، ويساهم في العديد من العمليات والوظائف الجسدية. 

تتسبب المستويات غير الكافية أو الزائدة من البرولاكتين بالعديد من المشاكل الصحية، فارتفاع هرمون الحليب أو فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) هي حالة ترتفع فيها مستويات هرمون الحليب في الجسم عن المستويات الطبيعية، وعلى الرغم من أنها تصيب النساء بشكل شائع، إلا أنه من الممكن أن تصيب الرجال، ففي الوضع الطبيعي يحتوي جسم الرجل على مستويات منخفضة من هذا الهرمون لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية.

بشكل عام لا يشكل ارتفاع مستوى هرمون الحليب تهديدًا للحياة، ولكن يمكن أن يسبب العقم ومشاكل صحية أخرى، لذلك من الضروري عزيزتي أن تتعرفي على أعراض هذه المشكلة وأسباب الإصابة بها وخيارات العلاج المتاحة.

ما هي أعراض ارتفاع هرمون الحليب؟

تختلف أعراض ارتفاع هرمون الحليب من امرأة لأخرى، فبعض النساء لا تظهر عليهنّ أي أعراض، بينما تعاني بعضهن من أعراض خفيفة جدًا، وقد تعاني أخريات من أعراض شديدة. وبشكل عام يمكن أن يسبب ارتفاع مستوياته ظهور الأعراض الآتية: 

  • تغيرات في الدورة الشهرية، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية أو غياب الدورة الشهرية.
  • جفاف المهبل؛ وبالتالي الشعور بالألم وعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • الهبات الساخنة.
  • زيادة الوزن.
  • حب الشباب.
  • انخفاض كتلة العظام.
  • إفرازات حليبية من الثدي، على الرغم من عدم الحمل أو الرضاعة.
  • الإصابة بالعقم بسبب غياب الإباضة.
  •  نمو الشعر الزائد على الوجه والجسم.

وبالإضافة للأعراض الجسدية السابقة، يسبب ارتفاع هرمون الحليب بعض الأعراض المزاجية والنفسية، فقد تعاني المرأة من القلق والاكتئاب والتهيج والتوتر والعدائية، وفي بعض الحالات تصاب بعض النساء بالذهان (Psychosis)، وهي حالة تسبب الانفصال عن الواقع.

ما هي أسباب ارتفاع هرمون البرولاكتين؟

في بعض الأحيان لا يكون سبب ارتفاع هذا الهرمون في الجسم واضحاً، ويطلق الأطباء على هذه الحالة فرط برولاكتين الدم مجهول السبب، وعادةً ما يختفي دون علاج في غضون عدة أشهر. ولكن في معظم الحالات يرتبط ارتفاع مستوى هرمون الحليب بأسباب واضحة، وهذه أبرزها:

  • ورم البرولاكتينوما (Prolactinoma): هو السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع هرمون البرولاكتين، وهي حالة يظهر فيها ورم حميد غير سرطاني في الغدة النخامية، يضغط عليها ويتسبب في إنتاج الكثير من هرمون الحليب.
  • تناول بعض الأدوية: قد يكون سبب ارتفاع مستوى هرمون الحليب تناول بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب، أو المواد الأفيونية، أو أدوية ارتفاع ضغط الدم، أو الأدوية التي تعالج الغثيان والقيء، أو حبوب منع الحمل.
  • الإصابة ببعض الحالات الصحية: نعم تسبب بعض الحالات الصحية ارتفاع مستوى هرمون الحليب، ومنها: قصور الغدة الدرقية، أو أمراض الكلى أو الكبد، أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات، أو متلازمة كوشينغ (Cushings syndrome)، أو متلازمة نيلسون (Nelson syndrome) أو متلازمة ضخامة الأطراف (Acromegaly) أو بعض أنواع السرطانات.
  • أسباب أخرى: مثل الخضوع لجلسات علاج إشعاعي للغدة النخامية أو بالقرب منها، أو التعرض لكسور في الأضلاع أو حدوث كسور في عظام الصدر.

كيف يتم تشخيص ارتفاع هرمون الحليب؟ 

في الحقيقة لتشخيص هذه المشكلة سوف يطلب الطبيب منكِ إجراء فحص دم لقياس مستوى الهرمون في الجسم، وبعد ذلك يعتمد الإجراء القادم على مستوى هرمون الحليب.

ففي حال كان أعلى من المستوى الطبيعي، قد يطلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي أو فحص بالأشعة المقطعية للحصول على صورة تفصيلية للغدة النخامية والمنطقة المحيطة بها، وبهذا يمكن للأطباء تحديد ما إن كان هناك ورم برولاكتيني، ويستطيعون التعرف على حجمه وموقعه.

كيف يتم علاج ارتفاع هرمون الحليب؟

لا يوجد علاج موحد لهذه المشكلة، وتعتمد الطريقة الأنسب على السبب والأعراض التي تعاني منها، فحتى لو كان مستوى هرمون الحليب مرتفعاً للغاية، ولكنكِ تعانين من أعراض خفيفة لن تحتاجي إلى تلقي أي علاج.

ولكن في حال ظهرت عليكِ بعض الأعراض، سوف يختار الطبيب الطريقة الأنسب للعلاج اعتمادًا على سبب الإصابة كالآتي:

  • إن كان السبب هو الإصابة بالورم البرولاكتيني تشمل الخيارات العلاجية المتاحة: تناول بعض الأدوية لتقليص حجم الورم وتنظيم مستوى الهرمون، أو الجراحة لإزالة الورم، أو العلاج الإشعاعي.
  • إن كان تناول بعض الأدوية هو السبب في ارتفاع مستوى الهرمون يكون العلاج بتغيير نوع الدواء أو تعديل الجرعات اعتمادًا على توصيات الطبيب. 
  • إن كان السبب هو الإصابة بحالة صحية أخرى، مثل قصور الغدة الدرقية يكون العلاج بالسيطرة على هذه الحالة.
بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة