يعتبر الوزن غير الطبيعي للرضع والأطفال مصدر قلق للآباء والأمهات والمختصين في مجال الرعاية الصحية الطفولية لارتباطه بصحة الطفل ونموه السليم، وسواء كان وزن الطفل غير الطبيعي يرتبط بالزيادة أو النقصان، فإنه يستدعي المتابعة المستمرة. اعرفي من هذا المقال متى يعتبر وزن الطفل غير طبيعي حيث سنناقش الآثار الصحية المحتملة لهذه الحالات على نمو الطفل وتطوره الجسدي والنفسي.
يمكن أن يعتمد وزن الولادة وزيادة الوزن عند الأطفال على عدة عوامل منها:
تشير الدراسات أن طول الوالدين ووزنهما يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على وزن الطفل عند الولادة ونمط اكتساب الوزن أثناء الرضاعة وخلال حياته.
يميل الأطفال الذكور إلى أن يكونوا أثقل وأكثر وزناً عند الولادة من الإناث كما يزداد وزنهم بشكل أسرع، ويعتقد أنه قد يكون هرمون الذكورة مسؤولاً عن حدوث ذلك.
تشير الدلائل إلى أن الطفل الثاني يكون أثقل وزناً من الطفل الأول، وقد يكون وزن الطفل غير طبيعي، على الرغم من وجود استثناءات، إلا أن هناك عدة عوامل أخرى، بما في ذلك التغيرات التي تصاحب الحمل خصوصاً مع زيادة عمر الأم في الحمل، مما قد تسبب هذا التفاوت في الوزن بين الطفلين الأول والثاني.
يمكن أن تكون المرأة الحامل التي تعاني من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة لخطر ولادة طفل أكثر وزناً، أو قد يعاني الطفل أيضاً من زيادة الوزن لاحقاً.
يمكن أن تؤدي بعض الظروف الصحية أثناء الحمل إلى زيادة وزن الجنين عند الولادة. على سبيل المثال، قد يؤدي سكري الحمل إلى زيادة الوزن عند الولادة ومضاعفات أخرى عند الأطفال حديثي الولادة.
يمكن أن يؤثر النظام الغذائي للمرأة أثناء الحمل على وزن الرضيع عند الولادة وكما قد يؤثر على نمط زيادة الوزن، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة، فإن النساء اللائي يكثرن من تناول الأطعمة الدهنية بشكل مفرط، مثل الأطعمة المقلية والمخبوزات، أثناء الحمل عادة ما يلدن أطفالاً أكبر حجماً.
يمكن أن يؤدي الإفراط في تقديم الحليب الصناعي إلى زيادة الوزن لدى الأطفال نسبة إلى الأطفال الذين يرضعون حليب الأم فقط.
تقديم الأطعمة الصلبة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والأطعمة المصنعة والمشروبات، مثل عصائر الفاكهة للطفل يؤدي إلى زيادة الوزن.
كما يمكن أن تؤثر بعض العوامل الأخرى على وزن الطفل عند الولادة، حيث قد تكون زيادة وزن الجنين والمولود ناتجاً عن التشوهات الكروموسومات الجنينية والولادات المتعددة، كما يمكن أن يؤدي تداخل عوامل متعددة إلى نمو الطفل في اتجاه معين، مما يتسبب في أن يصبح بعض الأطفال أثقل أو أخف من غيرهم.
أفضل ما يمكنك تقديمه لطفلك إذا كنت تشعرين بالقلق إزاء وزنه، هو استشارة طبيب الأطفال حيث يعتبر كل من النمو والتطور والوزن من الموضوعات التي يتوقع مناقشتها خلال فحوصات صحة الطفل.
سيساعدك الطبيب في متابعة وزن طفلك منذ مرحلة الرضاعة الطبيعية وحتى المراهقة من خلال رسوم بيانية تظهر الوزن بالنسبة إلى الطول، ليقوم الطبيب بعد ذلك بحساب مؤشر كتلة جسم (BMI) طفلك، كما يمكنك استخدام هذه الرسوم البيانية لتتبع اتجاه نمو طفلك ومقارنة نمو طفلك مع الرضع الآخرين من نفس الجنس والعمر.
تجدر الإشارة إلى أن للإجابة على سؤال متى يعتبر وزن الطفل غير طبيعي من المهم معرفة أنه لا يقتصر نمو الطفل فقط على نموه الجسدي من حيث الطول والوزن، بل يشمل أيضاً نموه الداخلي، مثل: نمو الدماغ لديه الذي يُمكن أن ينمو بشكل أكبر خلال السنوات الخمس الأولى من حياته، فقد يصل إلى 90% من حجمه النهائي.
أما لحساب وزن الطفل المثالي وفقًا لعمره يُمكنك اتباع المعادلات الآتية:
فيما يأتي بعض العلامات التي قد تُساعد على معرفة إذا كان وزن الطفل غير طبيعي، سواء كان يعاني من السمنة أو النحافة:
يتم احتساب مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل من قبل الطبيب؛ ومن ثُم يحدد قياس كتلة الجسم المُناسب للطفل وفقاً لمخطط نمو مؤشر كتلة الجسم للعمر، وباستخدام مخطط النمو للطفل تُحدد النسبة المئوية لمؤشر الكتلة، ومنها يحدد الطبيب ما إذا كان الطفل يعاني من السمنة.
فيما يأتي الأرقام التي تشير إلى السمنة:
زيادة في الوزن: مؤشر كتلة الجسم بين 85% - 94%.
السمنة: مؤشر كتلة الجسم بين 94% أو أعلى.
السمنة المفرطة: مؤشر كتلة الجسم 99% أو أعلى.
قد تشمل العلامات الآتية أيضًا على أن الطفل يعاني من زيادة في الوزن:
لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من نقصان في الوزن يُقَارَن مع الأطفال الآخرين في سنة، إذا كان الطفل في أدنى 5% من حيث الوزن مقارنة بطوله يُعد طفلًا نحيفاً.
إليك بعض النصائح التي قد تساعد في محاربة السمنة والحفاظ على وزن طفلك ليكون طبيعياً وصحياً:
وأخيراً عزيزتي، فإن متابعة وزن الطفل تعتبر من المؤشرات المهمة التي تستند عليها متابعة النمو الطبيعي والصحي لطفلك، والتي تتطلب استشارة الطبيب بشكل مستمر.