ما هي سدادة الرحم؟ ومتى تنزل؟
إذا كنت حاملًا لا بد أنك سمعت بمصطلح سدادة الرحم، ولكن لا تعرفين عنه الكثير، ولديك الكثير من الأسئلة مثل: ما هي هذه السدادة؟ وما الفرق بين سدادة الرحم والإفرازات الأخرى؟ وكيف أعرف أن السدادة نزلت؟ وماذا يعني نزولها؟ ستجدين الإجابات عن كل هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال.
ما هي السدادة المخاطية للرحم؟
سدادة المخاط المعروفة أيضًا باسم Mucus plug عبارة عن كتلة مخاطية تتكون في عنق الرحم منذ بداية الحمل، وتلعب دورًا مهمًا خلال فترة الحمل.
وهو عبارة عن تجمع كتلة متماسكة من المخاط الذي يتم إفرازه خلال مرحلة التبويض، والذي يُساعد الحيوانات المنوية في الوصول إلى البويضة مع تأمين البيئة المناسبة له، وفي حال تخصيب البويضة يتغير هذا المخاط حتى يقوم بإغلاق عنق الرحم مُشكلًا هذه السدادة.
لسدادة الرحم دور مهم وأساسي في حماية الجنين من الإصابة بالالتهابات المختلفة، كما أنه بدون وجود هذه السدادة يكون من الصعب الحفاظ على الحمل والجنين.
تكوين السدادة المخاطية
تتكون السدادة المخاطية الموجودة في عنق الرحم خلال فترة الحمل من مخاط وعناصر خلوية، وتتكون في أغلب الحالات من مخاط شفاف مائل إلى البياض، قوامه كثيف مثل الجيلاتين. وقد تختلف الألوان والقوام بحسب الحالة، فقد تكون شفافة أو بيضاء أو حتى مائلة إلى اللون الوردي أو البني نتيجة وجود آثار من الدم.
دور السدادة خلال الحمل
تعمل هذه السدادة كعازل بفضل الأجسام المضادة الموجودة فيها لحماية الرحم أثناء الحمل والجنين من أي التهابات أو بكتيريا قد تدخل من خلال المهبل، وتعد هذه السدادة عنصراً أساسياً في استمرارية الحمل. يتأثر تكوين السدادة المخاطية بهرمونات الحمل، ومن أبرزها هرمون البروجسترون الذي يعمل على تكثيف هذه السدادة في بداية فترة الحمل، والإستروجين الذي يعمل على ترقيها عند اقتراب الولادة.
ما الفرق بين سدادة الرحم والإفرازات الأخرى؟
تكون سدادة عنق الرحم كثيفة القوام وذات لون شفاف مائل إلى البياض، وقد تكون ممزوجة ببعض الدم، فيكون هناك القليل من اللون الأحمر، أو البني أو الوردي. كما أنها تخرج إما على دفعة واحدة، فتكون كميتها كبيرة أكبر من أي من الإفرازات المهبلية الأخرى، أو تخرج على مراحل، وغالبًا ما يحدث ذلك بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. أما الإفرازات الأخرى التي تخرج خلال الحمل فلها ألوان مختلفة، وتكون أقل كثافة وذات كمية عادية، يمكنك معرفة التفاصيل عن إفرازات الحمل في هذا المقال.
ما هو المخاض المبكر وكم يدوم؟
لأن نزول السدادة المخاطية يحدث في مرحلة المخاض المبكر، سنوضح لك في هذه الفقرة بعض المعلومات عن هذه المرحلة من مراحل الولادة. المخاض المبكر هو المرحلة الأولى في عملية الولادة، حيث يبدأ عنق الرحم في الاتساع والترقق للسماح للطفل بالمرور عبر قناة الولادة. عادةً ما تكون التقلصات في هذه المرحلة خفيفة، وتأتي بفترات غير منتظمة. يعتبر المخاض المبكر هو الفترة التي يتوسع فيها عنق الرحم من صفر إلى 3 أو 4 سنتيمترات. قد تستمر هذه المرحلة لعدة ساعات، وغالبًا ما تكون هي الأطول في عملية الولادة، خصوصًا بالنسبة للأمهات الجدد.
مدة المخاض المبكر
مدة المخاض المبكر قد تختلف بشكل كبير بين النساء، وحتى من حمل لآخر لنفس الامرأة. لدى بعض النساء، قد يستغرق المخاض المبكر بضع ساعات فقط، في حين قد يمتد لدى البعض الآخر إلى 8-12 ساعة أو أكثر. من العوامل التي قد تؤثر على مدة المخاض المبكر:
- تجارب الولادة السابقة.
- الحالة الصحية العامة للأم.
- حجم ووضعية الجنين.
- العوامل العاطفية، مثل التوتر أو القلق أو الخوف من الولادة.
ماذا يحدث للسدادة المخاطية خلال المخاض؟
تبدأ هرمونات المرأة الحامل بالتغّير قبل بدء المخاض، حيث يرتفع مستوى هرمون الإستروجين، وتُصبح السدادة المخاطية أقل سمكًا، كما يرتخي عنق الرحم ويبدأ بالتوسع.
لذا قد تُلاحظ المرأة خلال هذه الفترة زيادة الإفرازات المهبلية، أو قد تخرج السدادة القطنية مرة واحدة، مما يُشير إلى اقتراب مرحلة المخاض.
متى يجب الذهاب إلى المستشفى؟
عادةً ما لا يكون من الضروري الذهاب إلى المستشفى مباشرةً خلال المخاض المبكر. ينصح الكثير من الأطباء بالبقاء في المنزل خلال هذه المرحلة طالما لا توجد مضاعفات أو مخاوف مثل النزيف، أو الألم الشديد. غالباً ما يُنصح النساء بالذهاب إلى المستشفى عندما تصبح التقلصات أكثر انتظاماً وقوة وتقرباً، وعادة ما يحدث ذلك عندما تكون التقلصات تأتي كل 4-5 دقائق وتستمر لحوالي 50-60 ثانية.
الفرق بين المخاض المبكر والولادة المبكرة
من المهم التفريق بين المخاض المبكر والولادة المبكرة. المخاض المبكر يشير إلى المراحل الأولية من عملية الولادة، وهي عملية طبيعية ومتوقعة مع اقتراب موعد الولادة. بينما تكون الولادة مبكرة إذا حدثت قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل من الحمل، وقد تؤدي إلى ولادة مبكرة، وهو ما يشكل خطراً على الطفل.
نصائح في حال المخاض المبكر
وفي حال المخاض المبكر ننصحك بالقيام بما يلي لتعزيز الشعور بالراحة:
- الخروج للتمشي
- الاغتسال أو الاستحمام
- الاستماع إلى موسيقى مهدئة
- حاولي تجرِبة التنفُّس أو أساليب الاسترخاء التي تتم التوعية بها في الفصول التعليمية عن الولادة
- تغيير الأوضاع
هل يشكل نزول سدادة الرحم المبكر خطورة على الحمل؟
نزول السدادة المخاطية للرحم (بالإنجليزية "mucus plug") هو حدث طبيعي يمكن أن يحدث خلال الحمل، فهو غالباً ما يشير إلى اقتراب الولادة.
أما إذا حدث نزول سدادة الرحم في وقت مبكر من الحمل، فقد لا يكون هذا بالضرورة مؤشراً على الخطورة على الحمل، إلا أنه يجب عليك الاتصال بالمستشفى وإبلاغ طبيب النساء الخاص بك عن هذا الحدث للحفاظ على سلامتك وسلاحه الجنين؛ هذا لأن نزول سدادة الرحم في وقت مبكر قد يكون إشارة إلى حدوث تغييرات مبكرة في عنق الرحم، مما يمكن أن يؤثر على توقيت الولادة.
سيقوم الطبيب المختص بتقييم حالتك وفحص عنق الرحم لتحديد ما إذا كان هناك أي تغييرات أخرى تحدث، وبالتالي فقد يتخذ الطبيب الإجراءات اللازمة لإدارة الحمل بشكل أفضل، إذا كان هناك أي قلق بشأن سلامة الحمل أو توقيت الولادة المبكرة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنت في أوائل الحمل، ولاحظت وجود إفرازات مخاطية ممزوجة بدم، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب. وكذلك، إذا كانت الإفرازات ذات رائحة نافرة أو مصحوبة بألم أو حكة، فهذا قد يدل على وجود عدوى، ويجب استشارة المتخصص.
مراحل الولادة
كيف أعرف أن سدادة الرحم نزلت؟
بينما يستعد جسمك للولادة، يصبح جدار عنق الرحم أكثر رقة، وأصر طولًا مما يؤدي إلى فقدان السدادة المخاطية يعني انفتاح عنق الرحم استعدادًا للولادة. قد تخرج السدادة مرة واحدة، فترى المرأة الحامل على ملابسها الداخلية كمية كبيرة من المخاط الكثيف الممزوج بالدم أحيانًا، أو يخرج على مراحل بحيث ترى كميات أقل من الإفراز الممزوج بالدم، والذي يتميز بكثافته ولونه المختلف.
في بعض الأحيان يصاحب نزول السدادة بعض الأعراض مثل:
- ألم يشبه ألم الدورة الشهرية.
- ألم في أسفل الظهر.
- خروج ماء الرحم، أو السائل المحيط بالجنين.
- ضغط في قاع الحوض.
خروج السدادة المخاطية بعد الأسبوع السابع والثلاثين يعني اقتراب الولادة، والتي قد تبدأ خلال أيام أو أسابيع أو حتى ساعات من المهم الانتباه لباقي علامات قرب الولادة لتعرفي متى تتجهين إلى المستشفى.
أما إذا خرجت السدادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين، فهذا قد يدل على احتمال حدوث ولادة مبكرة، لذلك عليك مراجعة طبيبتك لإجراء تقييم لوضعك واتخاذ الإجراءات اللازمة.
هل تجوز الصلاة بعد نزول سدادة الرحم المخاطية؟
من أسئلة فقه الطهارة والصلاة التي تسألها النساء هي ما إذا كان عليها أن تصلي بعد نزول السدادة المخاطية. وفي الحقيقة تختلف الفتاوى في هذا الأمر باختلاف الحالة، وفيما يلي التفصيل:
- فإن كانت السدادة خالية من الدم، ولم يصاحبها أي طلق أو ألم تصلي المرأة؛ لأن الولادة قد تحتاج بعض الوقت لتبدأ.
- أما إذا كان هناك دم مع السدادة المخاطية فهناك آراء شرعية مختلفة حول وجوب الصلاة.
- الرأي الأول: وفقًا للفقه الشافعي والحنفي يعتبر دم ما قبل الولادة مثل دم الاستحاضة، وليس مثل دم النفاس لذلك تجب الصلاة على المرأة.
- الرأي الثاني: وهو وفقًا للفقه الحنبلي، أن الدم الذي يخرج قبل الولادة هو دم نفاس، ولا يجب على المرأة الصلاة.
لذلك من الأفضل أن ترسلي رسالة نصية، أو تتصلي بدار الإفتاء، وتحصلي على الحكم من الفقهاء وفقًا لحالتك بالتفصيل.
متى يبدأ الطلق بعد نزول سدادة الرحم؟
قد يبدأ الطلق بعد نزول السدادة بساعات قليلة، أو أيام عديدة. لا يوجد جدول زمني لخروج السدادة المخاطية وبدء مراحل المخاض. فأحيانًا تنزل السدادة بعد بدء الطلق، وأحيانًا تنزل بعد بدء المخاض وأنت في مستشفى الولادة. لذلك عند نزول السدادة المخاطية، راقبي أعراضك الأخرى، وتواصلي مع طبيبتك لتخبرك بالخطوة التالية.
ماذا تفعلين بعد نزول السدادة؟
بعد نزول علامات المخاط الكثيف من قناة عنق الرحم يجب عليك مراجعة طبيبتك أو توجهي للمستشفى لتخضعي للفحص والتقييم لمعرفة بدء المخاض وللاطمئنان على صحتك وصحة جنينك. كما ننصحك عزيزتي الأم بأن تستشيري القابلة أو الطبيبة عما عليك فعله وتجنبي اتباع الوصفات الشعبية حفاظًا على سلامتك وسلامة طفلك.
اقرئي أيضًا ما هي علامات الولادة في الشهر التاسع؟
