دليلك الشامل عن الامراض المنقولة جنسيا

ما هي الامراض المنقولة جنسيا؟

الأمراض المنقولة جنسيًا (Sexually transmitted diseases) هي عدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية تنتقل بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي، سواء الجنس المهبلي أو الفموي أو الشرجي، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تنتقل بطرق أخرى، مثل:

• من الأم الحامل إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة.
• خلال عمليات نقل الدم أو عند الاستخدام المشترك لبعض الأدوات ومنها الإبر.

اعراض الامراض المنقولة جنسيا

من غير الضروري ظهور أعراض على المصابين بالأمراض المنقولة جنسيًا، لهذا السبب لا تكتشف الكثير من النساء إصابتهنّ حتى ظهور المضاعفات عليهنَ، أو حتى يتم تشخيص الزوج.

أما في حال ظهور أعراض، فهناك مجموعة واسعة قد تظهر بعد أيام قليلة من الإصابة، أو قد تستغرق عدة سنوات حتى تظهر اعتمادًا على سبب الإصابة، وفيما يأتي أبرزها:

• ظهور قروح أو طفح جلدي أو نتوءات على أو حول المناطق الآتية: المهبل أو القضيب أو الخصيتين أو الشرج أو الأرداف أو الفم أو الفخذين.
• الشعور بألم وانزعاج أثناء ممارسة العلاقة.
• نزول الدم بعد الجماع.
• ألم وحرقان أثناء التبول.
• حكة في المهبل أو حوله.
• عدم انتظام الدورة الشهرية.
• انتفاخ الخصيتين والشعور بألم فيهما.
• إفرازات غير عادية أو ذات رائحة كريهة من المهبل أو القضيب.
• آلام أسفل البطن.
• حمى.

كما تسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا أعراض أخرى، مثل: فقدان الوزن، وظهور كتل وتورمات، وتغيرات في الرؤية أو السمع، وفقدان الذاكرة، والغثيان، والإسهال، والآلام والقشعريرة.

ما هي أسباب الإصابة؟

عادةً ما تحدث العدوى المنقولة جنسيًا بسبب انتقال أحد الجراثيم الآتية من شخص مصاب عن طريق السائل المنوي أو الدم أو سوائل المهبل أو سوائل الجسم الأخرى:

• البكتيريا: مثل السيلان والزهري والكلاميديا.
• الفيروسات: مثل فيروس الهربس البسيط، والورم الحليمي البشري، ونقص المناعة البشرية.
• الطفيليات: من الأمثلة عليها داء الشعرات.

أبرز أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا

هناك أكثر من 20 نوعًا من الأمراض المنقولة جنسيًا، وفيما يأتي أكثرها شيوعًا:

1| السيلان

هي عدوى شائعة سببها بكتيريا النيسيرية البنية (Neisseria gonorrhoeae)، ويمكن أن يؤدي عدم علاجها لمضاعفات خطيرة.

عادةً ما تنتشر أثناء ممارسة الجنس المهبلي أو الفموي أو الشرجي، وتصيب المهبل أو القضيب أو الشرج، كما يمكن أن تنتقل للعيون في حال لمس الشخص منطقة مصابة؛ ومن ثم لمس عينيه. وتعتمد الأعراض التي يعاني منها المصاب على مكان الإصابة.

2| الهربس التناسلي

الهربس هي عدوى فيروسية تؤثر على الجلد وعنق الرحم والأعضاء التناسلية وبعض أجزاء الجسم الأخرى.

إذ يؤثر النوع الأول من فيروس الهربس على الفم، ويمكن أن ينتقل للشريك عن طريق اللعاب عند ممارسة الجنس الفموي. بينما يؤثر النوع الثاني منه على المنطقة التناسلية والشرج والفم، وينتقل عند القيام بالجنس الفموي أو المهبلي أو الشرجي.

بمجرد الإصابة بفيروس الهربس، فإنه يبقى في الجسم مدى الحياة، ولكن يبقى خاملًا في معظم الأحيان، ولن تظهر الأعراض على الكثير من الأشخاص.

3| الكلاميديا

الكلاميديا هي عدوى شائعة، تسببها بكتيريا المتدثرة التراخومية (Chlamydia trachomatis)، وعادةً لا تسبب أعراضًا، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى العقم ومضاعفات أخرى إذا لم يتم علاجها.

4| الزهري

ينتج الزهري عن بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum)، وهي عدوى خطيرة قد تسبب مضاعفات طويلة المدى وضررًا دائمًا بالأعضاء في حال عدم الخضوع للعلاج المبكر.

تسبب الإصابة بالزهري دخول المريض بأربع مراحل، ففي المرحلة الأولية تظهر قرحة غير مؤلمة على المريض قد لا يلاحظ وجودها، بينما تظهر مجموعة من الأعراض في المرحلة الثانوية، ومنها طفح جلدي على باطن اليدين والقدمين، وتقرحات بيضاء على المهبل وفتحة الشرج.

وفي المرحلة الثالثة، والتي تعرف بالكامنة تختفي معظم الأعراض، بالرغم من بقاء البكتيريا في الجسم، وفي المرحلة الأخيرة أو ما تعرف بالزهري الثالثي تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي والعينين والقلب والأعضاء الأخرى، وقد تهدد الحياة.

5| فيروس الورم الحليمي البشري

هي مجموعة من الفيروسات بعضها يشكل خطرًا أكثر من غيره، ولكن جميعها يؤثر على الجلد والأغشية المخاطية كالفم والحلق وعنق الرحم والشرج.

لا يعاني معظم المصابين من أعراض، ولكن تؤدي بعض الأنواع للإصابة بالثآليل التناسلية، كما تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الحلق.

6| فيروس نقص المناعة البشرية

هو فيروس يهاجم الجهاز المناعي، وينتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي أو مشاركة الإبر أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية أو ملامسة الجلد المجروح، وذلك لأن الفيروس يعيش في سوائل الجسم بما في ذلك السائل المنوي والدم وحليب الثدي والسوائل المهبلية والمستقيمية.

يُضعف هذا الفيروس من المناعة، ويجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بأنواع العدوى الأخرى، بما في ذلك الأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى، وبدون علاج قد يصاب المريض بمضاعفات مهددة للحياة.

7| التهاب الكبد ب

هي عدوى فيروسية طويلة الأمد تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو استخدام أدوات غير معقمة للحقن، أو من الحامل لجنينها.

عادةً ما يبقى الفيروس في السائل المنوي والدم وسوائل الجسم الأخرى بعد الإصابة، ويمكن أن يؤدي لتلف الكبد.

8| داء المشعرات

داء المشعرات هي عدوى تنتج عن طفيل يعرف بالمشعرة المهبلية (Trichomonas vaginalis)، يمكن أن تؤثر على أي شخص، ولكنها شائعة بين الإناث، وتؤثر على المهبل، أما عند الرجال، فقد تؤثر على الإحليل.

يسبب داء المشعرات مضاعفات أثناء الحمل، ويزيد من فرصة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

وعادةً ما يصف الطبيب أدوية لكلا الزوجين لعلاج العدوى، وبدون علاج يمكن أن تستمر لعدة أشهر أو سنوات.

التشخيص

يتم تشخيص بعض الأمراض عن طريق الفحص البدني والأعراض التي يعاني منها الشخص، بينما تحتاج أنواع أخرى لإجراء فحص مجهري للقرحة أو السوائل التي يتم مسحها من المهبل أو القضيب أو فتحة الشرج، وتحتاج بعض الأمراض لفحوصات دم لتشخيص الإصابة بها أو إجراءات معينة كالتنظير المهبلي.

علاج الامراض المنقولة جنسيا

يمكن علاج الأمراض المنقولة جنسيًا التي تسببها البكتيريا أو الطفيليات بالمضادات الحيوية، ولكن للأسف لا يوجد علاج للأمراض التي تسببها الفيروسات، ويصف الطبيب في هذه الحالات أدوية لتخفيف الأعراض وتقليل خطر انتشار العدوى.

تحتاج بعض الحالات للعلاج بالليزر أو الجراحة، ولكن يجدر التنويه أن بعض الأمراض كالإيدز والثآليل التناسلية لا يمكن علاجها، كما أن بعض المضاعفات والأضرار الناجمة عن الأمراض لا يمكن التعافي منها.

ما هي علاقة الأمراض المنقولة جنسيًا بالحمل؟

لسوء الحظ، تنتقل بعض الأمراض من الأم للحامل للجنين أثناء الحمل أو الولادة، وقد تسبب مضاعفات خطيرة، مثل:

• الزهري: يمكن أن ينتقل إلى الجنين، ويسبب الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو الإصابة بعدوى خطيرة.
• التهاب الكبد ب: يمكن أن ينتقل من الحامل إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة، ولكن خطر انتقال الفيروس عن طريق حليب الثدي يكون ضئيلًا في حال عدم الإصابة بتشقق الحلمات.

لذلك من الضروري أن تقوم المرأة بإجراء فحص للأمراض المنقولة جنسيًا قبل التفكير بالحمل لاكتشاف العدوى وعلاجها وتجنب المضاعفات إن وجدت، وفي حال حدوث الحمل مع الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا، حينها يجب التحدث مع الطبيب حول إمكانية الخضوع للعلاج إن كان آمنًا، أو تأخيره لبعد الولادة.