هل يمكن تجنب قص العجان في الولادة؟

قص العجان، هل ممكن تجنبه؟ وهل من المستحيل أن تلد الأمهات بدونه؟ شق العجان من الخطوات التي قد تكون أحيانًا ضرورية خلال الولادة المهبلية، وفي بعض الأحيان لا يكون لها داع أبدًا. وهي من الخطوات التي قد تؤثر على المرأة من الناحية الصحية والنفسية، والاجتماعية أيضًا. سأتحدث في هذا المقال عن تأثير هذا القص على المرأة، وسأقدم بعض النصائح التي تساعد على تجنبه من خلال خبرتي كمثقفة حمل وولادة رافقت العديد من السيدات خلال الولادة، وأيضًا من منظور الخبرة الطبية التي حظيت بها من خلال عملي ودراستي كممرضة وخبيرة في الصحة العامة.

dr.nisreen.webp
نسرين نمر
تاريخ النشر:Jan 7th 2024 | تاريخ التعديل :Mar 10th 2024
تجنب قص العجان في الولادة

أسباب قص العجان

يلجأ أغلب الأطباء لهذه الخطوة عند وجود ضرورة طبية، مثل:

  • وجود مشكلة في المهبل، عند دخول مرحلة المخاض النشط، وهي المرحلة الثانية من المخاض، والتي تُعرف بمرحلة دفع الجنين أيضًا. فإذا طالت هذه المرحلة، بحيث بدأت تؤثر على الجنين وتراجعت نبضات قلبه قليلًا، يقوم طبيب الولادة بقص العجان لتعجيل خروج الجنين.
  • عدم قدرة الأم على دفع الطفل بشكل صحيح؛ بسبب بعض خيارات تسكين ألم الولادة، أو بسبب عدم معرفة اللحظات المناسبة للدفع.
  • وضعية الطفل داخل الرحم التي قد تؤجل خروجه بدون قص للعجان.
  • وضعية الاستلقاء للولادة، والتي تُعد من الوضعيات غير المستحبة في الولادة. فالوضعيات الأفضل هي التي تكون الأم جالسة، أو واقفة، أو أي وضعية تستخدم الجاذبية، لتسهيل الولادة. والسبب الآخر عدم جهوزية الأم النفسية والجسدية للمخاض والولادة، بسبب قلة التثقيف عن الحمل، والولادة، أو عدم حضورها لدروس كافية عن الولادة.
  • ومن الأسباب المهمة أيضًا التي تستدعي شق العجان، هو عدم جهوزية عضلات قاع الحوض، وهي عضلات منطقة العجان التي تؤثر على عملية دفع الطفل.
  • الاضطرار إلى استخدام الملقط أو الشفط لسحب الطفل، حيث لا يُمكن إدخال الملقط في قناة الولادة دون قص عجان.

من المهم التنويه إلى أن هذا الإجراء الطبي أصبح في الكثير من البلدان من روتين الولادة، حتى إن لم يكن له ضرورة طبية.

تأثير قص العجان على المرأة

  • تأثيرات جسدية بسبب ألم الشق، والخياطة بعد الولادة.
  • آثار نفسية؛ بسبب الألم الذي يحدث خلال الولادة، وبعدها مما يؤثر على رغبة الأم بالحمل، والولادة مرة أخرى. والاضطرار إلى تأجيل الحمل الثاني.
  • آثار عاطفية واجتماعية، عادة ما يكون الجماع بعد الولادة مؤلماً بسبب شق العجان، وهو ما يؤدي إلى رفض الكثير من النساء ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج، وهو أمر يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية.

هل يمكن تجنب شق العجان؟

العجان هي المنطقة ما بين المهبل والشرج منطقة مساحتها صغيرة، ولكن يضطر الأطباء لقصها أحيانًا خلال الولادة المهبلية. هناك ثلاث درجات أو ثلاثة أنواع لهذا الإجراء الطبي بحسب الحاجة خلال المخاض. يمكن تجنب قص العجان في عدة حالات منها:

  • إن كانت الأم جاهزة ومستعدة نفسيًا وحاصلة على تثقيف كاف عن كل ما يتعلق بالحمل والولادة.
  • إن كان لدى الأم الاستعداد الجسدي، وتتمتع بالقوة اللازمة في عضلات الحوض من خلال القيام بتمارين رياضية تسهل الولادة، وتقوي عضلات الحوض، وتزيد من مرونة منطقة العجان. وأبرز هذه التمارين هي تمارين كيغل، وتمارين القرفصاء وهي ما كانت تقوم به جداتنا عدة مرات خلال اليوم أثناء استخدام الحمام العربي، ولذلك كان قص العجان أقل حدوثًا في الماضي. بالإضافة للمشي، وصعود الدرج وتمارين التنفس العميق. من المهم أن تواظب الأم على هذه التمارين طيلة الحمل، بعد استشارة الطبيب طبعًا، فالقيام بها في الأسابيع الأخيرة من الحمل، لن يزيد مطاطية عضلات العجان، وهو الأمر الأساسي الذي يساعد على تجنب الشق.
  • الولادة في مستشفى صديق للأم.
  • اختيار طبيب يُفضل عدم قص العجان إلا للضرورة.
  • وضع خطة ولادة واضحة ومراجعتها مع طبيب الولادة.
  • الاستعانة بمثقفة حمل وولادة "دولا".

تدليك العجان

هناك الكثير من التشجيع على تدليك العجان بالزيوت خلال الحمل، لتقليل فرص حدوث شق للعجان. إلا أنه لا يوجد أدلة كافية على فاعلية مساج العجان لتقليل حالات القص. بينما تدعم الأدلة الوسائل التي ذكرتها سابقًا في هذا المقال.

من المهم الإشارة، إلى أنه حتى مع تحقيق الخطوات السابقة، وحتى إن لم يُضطر الطبيب لإجراء شق للعجان لأي سبب طبي، أنه قد يحدث تشقق تلقائي للعجان في أثناء الولادة المهبلية وهو أمر طبيعي. تختلف درجات التشقق التلقائي باختلاف مرونة العجان، ومدى تهيئة منطقة قاع الحوض. في هذه الحالة يكون الالتئام أسرع، وبشكل منظم، أكثر وأقل إيلامًا؛ لأنه الشق حدث بشكل طبيعي وتلقائي.

خطوات الرعاية ما بعد قص العجان

  •  استخدام مسكنات الألم عند الضرورة.
  •  أوضع كمادات باردة.
  • استخدام فوط النفاس.
  • الاهتمام بمنطقة العجان، لكي يكون الالتئام سليمًا، ولا تتعرض الأم لخطر الالتهابات التي قد تؤدي في بعض الحالات لدخول المستشفى مجددًا.
  • المتابعة مع طبيبة النسائية لحين التئام جرح الولادة بشكل كامل.

الخلاصة

بينما قد يكون قص العجان ضروريًا أحيانًا، من المهم التنويه أن تثقيف الحمل والولادة، والاستعداد الجسدي، واختيار الطبيب، والمستشفى قد تقلل الحاجة لهذا الإجراء خلال الولادة. 

dr.nisreen.webp
نسرين نمررفيقة ومدربة ولادة (دولا)

تحمل نسرين شهادة البكالوريوس في التمريض من جامعة الشارقة، ودرجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة حمدان الذكية. وهي أيضاً أخصائية رضاعة طبيعية، ومثقفة حمل وولادة، ودولا معتمدة من هيئة أماني في المملكة العربية السعودية. تتمتع نسرين بسنوات من الخبرة في مجال صحة المرأة، والتثقيف الصحي خصوصاً تثقيف الحوامل، ومساعدتهن للاستعداد للولادة. تكرس نسرين كل وقتها لمساندة الأمهات خلال رحلة الأمومة، وتحرص أن تقوم بدورها كرفيقة ولادة على أكمل وجه. فهي حريصة دوماً على أن تكون موجودة خلال ساعات الولادة منذ اللحظات الأولى، وحتى ولادة الطفل. لدى نسرين شغف كبير بمساعدة النساء في مرحلة الولادة والرضاعة الطبيعية، وغيرها من مراحل رحلة الأمومة.

مقالات ذات صلة