افكار تنظيم النوم عند الأطفال بعد عطلة المدارس

مع بدء اقتراب العودة إلى المدارس تختلط المشاعر، وتتضارب المسؤوليات خاصة بعد ما تمر به الأسر من تغييرات في الروتين واضطراب في النظام لدى الأطفال، فعادة ما يكون معظم الأطفال متحمسين أيضاً للذهاب إلى المدرسة والانتقال إلى الصفوف الأعلى، ولكنهم قد يشعرون بالحزن لانتهاء العطلة الصيفية أو حتى العطلة الشتوية، والاضطرار إلى العودة للنوم باكراً من جديد. في مقالنا اليوم من أمومة، سنقدم لك العديد من النصائح حول كيفية تنظيم النوم عند أطفالك بعد عطلة المدارس.

مروة
مروة بني هذيل
تاريخ النشر:Jan 10th 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
تنظيم النوم بعد الإجازة

أهمية تنظيم النوم، وجودته بالنسبة لطفلك

للنوم أهمية كبيرة لصحة طفلك النفسية والذهنية، وكذلك لنموه بشكل صحي. ومن أبرز الأمور المهمة التي يمنحها النوم الجيد لطفلك:

  • يساعد النوم على تنظيم عمليات الدماغ وتنظيم الذاكرة؛ حيث يعمل على ما يسمى بتماسك الذاكرة، بمعنى أن المعلومات المتنوعة التي يتعلمها الطفل أثناء اليوم تتجمع وتترابط خلال نومه بشكل يساعده على استدعائها عند الحاجة إليها. 
  • يعمل الدماغ خلال النوم على فلترة التجارب التي مر بها الطفل، فيقوم باستبعاد الأحداث غير الهامة من الذاكرة، فمثلاً في حال قام الطفل بعدة تجارب فاشلة لركوب الدراجة وأخيراً قام بتجربة ناجحة، فإن العقل أثناء النوم يستبعد الكيفية التي لم ينجح بها في ركوب الدراجة، ويحتفظ فقط بالكيفية التي نجح بها في ذلك بحيث عندما يأتي لركوب الدراجة في اليوم التالي يكرر مباشرة ما قام به في المرة الأخيرة. 
  • يعمل النوم الجيد على تهدئة الدماغ، ويجعل طفلك أقل عرضة للكوابيس، والتقلبات المزاجية، والمشاكل السلوكية وخاصة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
  • يعتبر هرمون النمو البشري من أهم تلك الهرمونات، والذي تفرزه الغدة النخامية بالمخ، ويتأثر معدل إنتاجه بالكثير من العوامل مثل الإجهاد، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والنوم أيضاً. ففي حالات النوم العميق خلال الليل يزيد إفراز هرمون النمو لدى الطفل.

معدل عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل

تختلف عدد ساعات النوم اللازمة لنمو الطفل الصحي باختلاف المرحلة العمرية، حيث يتراوح معدل الساعات التي يحتاجها الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال إلى ما بين 10 ساعات، و12 ساعة يومياً تتراوح بين ساعات الليل وبعض القيلولات طوال اليوم.

ومع نمو الطفل تقل ساعات النوم التي يحتاجها، ففي المرحلة الابتدائية أي بين عمر 5 و12 سنة، يتراوح عدد ساعات النوم إلى ما بين 9 ساعات و11 ساعة يومياً، تمثل تلك الأرقام متوسط عدد ساعات النوم الذي يختلف من طفل لآخر بنسبة بسيطة. 

أخطار وأضرار السهر وعدم تنظيم النوم عند الأطفال

يوجد العديد من الأضرار الصحية التي تعود على الطفل في حالة السهر حتى وقت متأخر وعدم تنظيم النوم، ومن هذه المخاطر:

تأثيرات سلبية على نمو الطفل

فكما يُساعد النوم جيدًا في نمو الطفل وتطور الدماغ لدى الأطفال بصورة أفضل، وخاصةً نوم الليل، وبالتالي فإن الحرمان من النوم جيدًا يُعيق تطور الصحة العقلية والبدنية لديه.

شعور الطفل بالتعب والإرهاق

إن السهر وعدم تنظيم النوم بحيث يحصل الطفل على قسط كافِ من النوم ليلاً، سينعكس على شعوره المستمر بالتعب والإرهاق منذ الصباح وطوال اليوم، مما يؤثر على حالته المزاجية وقدراته على أداء مختلف الأنشطة اليومية والتفاعل مع الآخرين.

كثرة نوم الطفل

شعور الطفل الدائم بالنعاس خلال نهار؛ مما يجعله ينام في أوقات غير مناسبة والاستيقاظ في وقت متأخر، بما في ذلك من تأثيرات سلبية عديدة على الجسم، حيث يُمكن أن يؤدي إلى:

  • آلام الرأس.
  • الشعور بالتوتر.
  • التعب.

إصابة الطفل بالأرق

إن الإصابة بالأرق هي أحد أضرار نوم الطفل في وقت متأخر، حيث يتسبب الاعتياد على السهر بصعوبة النوم بشكل طبيعي في الليل، مما قد يجعل الطفل يُعاني من صعوبة الاسترخاء والاستغراق في النوم.

اختلال النظام الغذائي للطفل

يحتاج الطفل إلى الحصول على التغذية الصحية والمتكاملة، وفي حالة النوم متأخرًا، فإنه غالباً لا يحصل على وجبة الإفطار في موعدها؛ بسبب استيقاظه متأخراً أو شعوره التعب وتعكر مزاحه.

كما أن السهر يزيد من فرصة الإكثار من تناول الطعام ليلاً، وخاصةً الأطعمة غير الصحية التي يُفضلها الأطفال، مما يُسبب زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.

خلل الجهاز المناعي للطفل

نتيجة عدم النوم جيدًا تحدث اضطرابات في وظائف الجهاز المناعي، مما يزيد من أخطار الإصابة بالأمراض المختلفة.

خطوات تساعدك على كيفية إعادة تنظيم نوم طفلك بعد عطلة المدارس

من الخطوات التي يمكن أن تساعدك في تسهيل عملية إعادة تنظيم نوم طفلك:

البدء بشكل تدريجي ومتسلسل

قومي بتعديل مواعيد النوم بشكل تدريجي. لا تحاولين تغيير كل شيء في ليلة واحدة.

حاولي تغيير موعد النوم والاستيقاظ بتقديمه من 15 إلى 30 دقيقة كل يوم، حتى يتمكن جسم طفلك من التكيف تدريجياً.

البدء بتحديد روتين ليلي قبل النوم

قومي بتحديد روتين للنوم يشمل أنشطة هادئة مثل قراءة القرآن أو قراءة كتاب، حيث يساعد تطبيق الروتين اليومي على خلق إشارة للدماغ بقرب وقت النوم.

تحديد وقت استخدام الشاشات

قومي بتحديد وقت للاستخدام المحدود للشاشات (التلفزيون، الهواتف، الأجهزة اللوحية) قبل النوم.

واحرصي على تجنب استخدامها قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر الأشعة الزرقاء على نوعية النوم.

توفير بيئة مريحة للنوم

تأكدي من أن غرفة النوم هادئة ومظلمة وباردة بما يكفي تساعده على الاسترخاء.

تشجيع النشاط البدني وممارسة الرياضة خلال النهار

حيث يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز النعاس ليلاً، مع الحرص على تجنب ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة وتناول الطعام قبل النوم.

التحفيز والتعزيز

استخدمي المكافآت والإشادة عندما يلتزم الطفل بالجدول الزمني المحدد للنوم.

باستمرارية الجهود والصبر، يمكنك تجاوز تحديات إعادة تنظيم نوم الطفل بعد عطلة المدارس وإقامة جدول زمني منتظم يلبي احتياجاتهم، ويسهم في تحسين نوعية نومهم.

مروة
مروة بني هذيلكاتبة محتوى طبي واجتماعي

كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.

مقالات ذات صلة