تأثير جدول زيارات متابعة الحمل على الولادة

أهمية متابعة جدول زيارات متابعة الحمل مستشفى التوليد

تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية التزام الحوامل بزيارات متابعة الحمل في المراكز الصحية أو مستشفيات الولادة. فقد بينت إحصائيات عالمية نشرت عام 2016 أن عدد الوفيات من النساء الحوامل، اللاتي يتوفين خلال الولادة، أو بعدها مرتفع كثيرًا كما تصل وفيات المواليد لحوالي مليوني مولود عندما لا تتابع الحامل زيارات الحمل مع الأطباء المختصين، وفي المراكز والمستشفيات.

متى يبدأ جدول زيارات متابعة الحمل؟

تُسمى حالات الحمل التي تُسجل في المراكز الطبية والمستشفيات لمتابعة الحمل بمصطلح Booked Cases. وعادة ما تطلب الحامل مراجعة الطبيبة بعد تأخر الدورة الشهرية وإجراء فحص الحمل المنزلي خلال الأسبوع الرابع من الحمل، وتكون في الغالب الزيارة الأولى لمتابعة الحمل في الأسبوع الخامس أو السادس من الحمل. وفي هذه الزيارة يتم إجراء فحص دم للتأكد من وجود حمل فعل، ومن ثم تحديد زيارات المتابعة التالية.

هناك العديد من العوامل التي تتحكم بتكرار زيارات الحمل، وأبرزها:

• الوضع المادي للأسرة والقدرة على تحمل تكلفة هذه الزيارات.
• وجود تأمين صحي يغطي جميع زيارات متابعة الحمل.
• قرب المستشفى من البيت.
• الوضع الصحي للأم الحامل.
• صحة الحمل، ووجود مشاكل صحية مثل سكري الحمل، أو غيرها.

زيارات متابعة الحمل خلال الثلث الأول من الحمل

لعل أهم زيارة هي التي تُجرى بين الأسبوع السادس والثامن حيث تخضع الحامل لفحوصات شاملة، وتُسجل الطبيبة تاريخ الأم الحامل الصحي، وتطمئن على سلامة كيس الحمل. وتصف فيتامينات الحمل، والفوليك أسيد وحبوب الحديد في حال كانت تُعاني الأم من نقص الحديد. كما وتجيب الطبيبة على تساؤلات الأم التي تكون كثيرة خصوصًا إن كان هذا الحمل الأول، وتعطي الطبيبة أهم التعليمات الصحية المناسبة لحالة الأم في هذه المرحلة.

زيارات الحمل في الثلث الثاني

أهم زيارة هي تلك التي يُجرى فيها فحص الموجات الصوتية المفصل، المعروف أيضا باسم المسح المورفولوجي المفصّل Anomaly Scan، والذي تخضع له الحامل بين الأسبوع العشرين والخامس والعشرين من الحمل. وهو فحص مهم للغاية، ويعطي تصوراً واضحاً عن صحة الجنين، خصوصًا في حالات الحمل بعد الأربعين، أو في حال كانت تعاني الأم من أي أمراض مزمنة، أو تتناول أدوية معينة. ويبين هذا الفحص بعض الحالات مثل إصابة الجنين بمتلازمة الداون، بحيث يكون هناك استعداد وتقبل أكثر عند ولادة الطفل، بدلًا من الوقوع تحت وطأ المفاجأة؛ بسبب عدم إجراء هذا الفحص المهم.

ومن الفحوصات المهمة في هذه المرحلة من الحمل فحص سكري الحمل الذي يكشف عن ارتفاع السكر لدى الحامل، ووصف العلاج والتغذية المناسبة لتُكمل حملها دون مشاكل.

زيارات الحمل في الثلث الثالث من الحمل

بينما تُجرى فحوصات ومتابعات الحمل الصحي الخالي من أي تعقيدات في العيادة أو المركز الصحي، تُجرى فحوصات الثلث الثالث في مستشفى التوليد الذي ستلد فيه الأم الحامل. من المهم الالتزام بزيارات متابعة الحمل بشكل منتظم بعد الأسبوع الثلاثين من الحمل. وعادة ما تكون الزيارات في هذه المرحلة كل أسبوعين في بدايات الثلث الثالث، وتصبح زيارة أسبوعية في الشهر التاسع. ويختلف عدد الزيارات باختلاف الوضع الصحي للأم الحامل، بحسب توصيات الطبيب المناسبة.

عواقب عدم الالتزام في جدول زيارات متابعة الحمل

هناك بعض النساء، وللأسباب التي ذكرناها في البداية لا يلتزمن نهائيًا بزيارات متابعة الحمل، فقط يلتزمن بالزيارة الأولى حيث يتم التأكد من الحمل، ويعدن إلى مستشفى الولادة عند بدء المخاض. وهي ما تعرف بالأوساط الطبية بمصطلح Unbooked Cases.  

بالطبع ستستقبل المستشفيات أي سيدة تشعر بآلام المخاض لتوليدها بسلام، ولكن سيواجه الطاقم الطبي تحديات كبيرة؛ بسبب عدم وجود أي معلومات طبية عن الحامل مثل:

• عدم معرفة فصيلة دم الأم الحامل، وهو سيسبب بعض التأخير في حال احتاجت إلى الدم خلال الولادة.
• غياب أي معلومات عن تاريخ الأم الطبي والمرضي، مما قد يعرض الطاقم لخطر العدوى ببعض الأمراض المعدية.
• تجنب الخضوع لعملية قيصرية غير ضرورية، بسبب غياب معلومات عن تاريخ الحمل، والتاريخ الصحي للأم.
• وجود تسمم حمل قد يؤدي إلى ولادة مبكرة أو مضاعفات أخرى خطيرة.
• أن تعاني الأم الحامل من الأنيميا وألا يكون المستشفى على دراية بذلك سيشكل تحديات خلال الولادة وخطر على صحة الأم والجنين.
• عدم معرفة المستشفى وسياساته والطاقم الطبي، يُسبب بعض التوتر للأمهات يوم الولادة.

الخلاصة

قد تتجنب الأم زيارات متابعة الحمل للرغبة في التوفير خصوصًا في حال عدم وجود تأمين صحي، إلا أنه في الكثير من الأحيان توفير ثمن زيارات متابعة الحمل يُحمل العائلات تكاليف جراحة قيصرية، أو إقامة المولود في الخداج وغيرها من الإجراءات الطبية التي يمكن تجنبها عند الالتزام في جدول زيارات متابعة الحمل.