هل تحتاجين للمساعدة والدعم أثناء الولادة؟

لا بد أننا سمعنا من جداتنا، وأمهاتنا حكايات ولاداتهن البطولية، كيف وضعن أطفالهن بدون أي مساعدة. تروي إحدى الصديقات أن جدتها ولدت طفلها، بينما تعمل في الحقل، ووضعت طفلها الآخر، وهي تعجن الخبز. فهل يمكن للمرأة أن تلد بدون أي مساعدة؟ أم هل تحتاج الحامل للدعم والمساعدة في أثناء الولادة؟ وما نوع هذا الدعم اللازم؟ الإجابات في هذا المقال.

dr.nisreen.webpنسرين نمر
Apr 27th 2023
الولادة

ماذا تفعلين إذا فاجأك المخاض؟

في إحدى المرات، بينما كنت أدرب أمهات حوامل في دورة تثقيف حمل وولادة سألت الحاضرات: ماذا تفعلين إذا باغتتك علامات الولادة وأنت خارج البيت، واشتد الطلق وأصبحت الولادة وشيكة؟

سعدت بإجابات أغلب الحاضرات اللاتي قلن إنهن سيتخذن وضعية القرفصاء استعدادًا إلى قرب الولادة. وهي الوضعية الغريزية والطبيعية للولادة، مما يبين أن المرأة مستعدة غريزيًا وطبيعيًا للولادة. ولأن المرأة في الماضي كانت معتادة على القيام بالكثير من المجهود الجسدي خلال اليوم لتلبية احتياجات الأسرة المختلفة، لذلك كن جداتنا قادرات على الولادة بدون أي مساعدة ودعم في الكثير من الأحيان، فأجسادهن مرنة، ولينة، وستستجيب للتغيرات التي ستحدث خلال المخاض، والولادة. ولديهن قدرة غريزية على اختيار وضعيات تخفف ألم الولادة بدون تدريب مسبق. على عكس وضع الأمهات حاليا، حيث تعتمد جميع الأمهات على مصادر الرفاهية في التنظيف والعمل، فقلت فرص حصولهن على الحركة (كاستسهال ركوب السيارة، حتى لو قصرت المسافة، استخدام المصاعد الكهربائية بدلا من صعود الدرج، استخدام الحمام المقعدي بدلا من الحمام العربي القديم الذي يحفز وضعية القرفصاء. فهذه عوامل تؤدي لقلة المجهود الجسدي ولكسل عضات قاع الحوض.

لذلك أهم دعم ومساعدة تحتاجه المرأة خلال الولادة من جسدها، من خلال تدريبه، وزيادة مرونته. أبسط ما يمكنك تقديمه لنفسك من دعم مسبق هو ممارسة رياضة خفيفة خلال الحمل، مثل المشي يوميًا لمدة نصف ساعة أو ساعة. ويمكنك أيضًا ممارسة تمارين لتقوية قاع الحوض، وأجزاء جسمك المختلفة بعد استشارة طبيبك، وتحت إشراف مختصين لكي تكوني مستعدة للولادة، وتحصلي من جسمك على دعم وتعاون كامل خلال ولادتك.

هل تحتاج المرأة إلى مرافقة خلال الولادة؟

الإجابة بين نعم، ولا! أنت لست بحاجة للدولا أو لأي مرافقة أثناء الولادة، فيمكنك القيام بذلك بشكل طبيعي تمامًا كما فعلت جدتك. ولكنك بحاجة للدعم المسبق، والتثقيف الكامل عن الولادة، وبحاجة لأن تعرفي حقوقك في غرفة الولادة، وأن تطلعي على علامات الولادة، ومراحل المخاض المختلفة، وخيارات تخفيف ألم الولادة لكي تكوني مستعدة جيدًا لرحلة ولادتك.

يمكنك أيضًا الاستعانة بدولا إذا كنت تلدين لأول مرة، وتشعرين بأي نوع من الخوف من الولادة، وتدركين بأنك بحاجة لمساعدة ودعم مباشرين خلال الولادة.

من بديل الدولا؟

قد لا يمكنك الحصول على دعم دولا خلال ولادتك لأي سبب أو آخر، ولكن لا تقلقي فهناك بدائل أخرى. اختاري شخصًا تثقين به، وترتاحين لتواجده في كل الأوقات لمرافقتك منذ بدايات الحمل، وتعرفين بأنه قادر على دعمك ومساندتك خلال الحمل، وفي أثناء الولادة. قد يكون هذا الشخص، زوجك، أو والدتك، أو صديقة مقربة.

من المهم أن يحصل الشخص الداعم على تثقيف خلال الحمل، وأن يطلع على تفاصيل المخاض، والولادة لكي يكون مدركًا كيف يقدم الدعم والمساعدة عندما تحتاج الأم الحامل لذلك.

هل تحتاجين للمساعدة خلال ولاداتك التالية؟

عادة ما تكون ولادة البكرية هي الأصعب كونها تجربة غير مسبوقة، فتشعر الأم بالكثير من الخوف، والقلق، وتحتاج إلى من يلازمها ويساندها في كل الأوقات. ولكن ماذا عن الولادة الثانية، والثالث؟ إذا نجحت الأم في الحصول على التثقيف والدعم الكافي خلال الحمل الأول والولادة الأولى لدرجة تمنحها الثقة، واستطاعت تخطي كل مخاوفها، وكانت ظروف الحمل والولادات التالية مشابهة للأولى، فهذا يعني أنها لن تحتاج إلى وجود دولا، أو أي شخص آخر لمرافقتها، ومساعدتها، ودعمها. ولكن في حال اختلفت الظروف في الحمل الثاني مثل الإقامة في بلد جديد أو مواجهة صعوبات معينة خلال الحمل قد تؤثر في تجربة الولادة، فبالتأكيد هناك داع للمساعدة والدعم، والتثقيف سواء من دولا أو من شخص مقرب وموضع ثقة.

المعرفة أهم الداعمين

أود أن أنوه على أهمية المعرفة والتثقيف خلال الحمل، وتدريب النساء حول كل ما يتعلق بمشوار الحمل، ورحلة الولادة. من المهم جدًا الحصول على معلومات موثوقة من مصدر مباشر مثل الطبيبة النسائية، أو القابلة، أو الدولا أو الكورسات الاحترافية، بالإضافة إلى المقالات الطبية التي يقدمها الخبراء على منصة أمومة.

 

اعرفي أيضًا ما هي حقوقك في غرفة الولادة؟

 

birth-and-labor-course-cta-ar (1).webp

من احدث الفيديوهات

مقالات ذات صلة

Omooma App
Omooma App