الحمل بعد الأربعين أصبح أكثر شيوعاً مع تأخر سن الزواج، ومع قرار الكثير من النساء تأجيل الإنجاب للالتفات للدراسة، والعمل ولأسباب أخرى أيضاً. كما وتفضل الكثير من النساء الحمل في عمر الأربعين، لتستعيد شبابها، وتنعم بوجود طفل صغير بعد أن كبر باقي الأطفال. ولكن ما هي خطورة الحمل بعد الأربعين؟ وهل يساهم فعلاً في تجديد الشباب؟ الإجابات في هذا المقال.
يحدث عادة تراجع في جودة، ومخزون البويضات مع بدء الثلاثينات، ويستمر هذا التراجع مع مرور العمر. ولكن توجد صعوبة في حدوث الحمل، ومن الممكن حدوث حمل في عمر متأخر بشكل تلقائي، ومن خلال علاجات الخصوبة.
إذا أرادت المرأة الإنجاب في عمر الأربعين، من المهم مراجعة طبيبة النسائية، وإن لزم الأمر مراجعة أخصائية الخصوبة. وأنا بدوري أخبر مراجعاتي عن تراجع جودة ومخزون البويضات، وأزودهن بكل المعلومات المتعلقة بثقافة الخصوبة والصحة الإنجابية. وتكون الخطوة التالية إجراء فحص بالأمواج الصوتية للكشف عن مخزون البويضات، وفحص الرحم والمبايض. وبناء على نتائج الفحوصات تبدأ رحلة علاج الخصوبة، إن احتاج الأمر لذلك، وقد يكون العلاج بخطوات بسيطة، مثل تحفيز التبويض لشهر أو شهرين. أو قد يستدعي إجراء تدخلات مثل الإخصاب الصناعي، أو الحقن المجهري، أو أطفال الأنابيب. ومن الجدير بالذكر أنه حتى مع هذه التدخلات، فلا يوجد ضمانات لحدوث حمل. من الجدير بالذكر أن نسبة حدوث حمل حتى مع علاجات الخصوبة الحديثة من 40 إلى 50% لجميع الأعمار وتتراجع إلى 5% بعد الأربعين. حيث أن تراجع عدد وجودة البويضات، والتي تعني تراجع نسبة احتمالية حدوث إخصاب للبويضة من الحيوان المنوي. وحتى في حال تخصب البويضة، قد يكون هذا الإخصاب غير طبيعي مسبباً حدوث تشوهات. وهذه التشوهات قد تعني عدم حدوث الحمل، أو عدم ثباته، وحدوث إجهاض، أو ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون.
وهي من أكثر أخطار الحمل بعد عمر الأربعين، حتى ولو كان الحمل تلقائياً، وبدون علاجات الخصوبة. حيث تكون النسبة حدوث هذه المتلازمة في حمل من بين كل خمسين حملاً بعد عمر الأربعين.
قد لا تعمل المشيمة بشكل سليم، مما يؤدي إلى ولادة الطفل بوزن قليل.
مما لا شك فيه أنه لا يمكن الإملاء على أي امرأة في أي عمر تنجب. ولكن من الضروري الاعتراف بأن القدرات الجسدية ستتراجع مع مرور العمر. وسيكون الجسم أكثر إجهاداً، وإرهاقاً، مما يجعل تحمل أعراض الحمل، والولادة أصعب بكثير. كما أن إنجاب طفل في هذا العمر يحتاج للكثير من الطاقة لمجاراة نشاطه المتزايد. ومن الناحية المهنية، غالباً ما تكون المرأة في عمر الأربعين قد وصلت لمرحلة متقدمة في وظيفتها، مما يعني أن لديها الكثير من المسؤوليات العملية، والمهنية التي ستكون مرهقة أكثر مع الحمل، ومع العناية بطفل رضيع.
نشاهد الكثير من المشاهير اللاتي ينجبن في عمر الخمسين حتى. وهنا يجب التنويه، أنه وخصوصاً في العالم الغربي هناك خيارات للإخصاب في عمر متأخر مثل استخدام بويضات من متبرعة شابة للإخصاب. وقد تكون السيدة التي أنجبت في عمر الأربعينات أو الخمسينات، قد قامت بحفظ الخصوبة، واختارت تجميد البويضات والأجنة، وهي في الثلاثينات، أو العشرينات من عمرها لتستخدمها بعد ذلك. لذلك من المهم زيادة الوعي بالخصوبة، والصحة الإنجابية ليكون اتخاذ قرار الإنجاب بعد الأربعين مدروساً بشكل جيد.
اقرئي أيضاً إجابة لكل تساؤلاتك عن التبويض