اسباب التهاب البول للحامل

تتعرض النساء للعديد من المشكلات الصحية والتحديات المرهقة خلال فترة الحمل، ولعل من أبرز هذه التحديات التهاب البول، فخلال فترة الحمل، يصل معدل الإصابة بعدوى المسالك البولية إلى 8% من مجموع النساء الحوامل. في مقالنا اليوم من أمومة سنقدم لكِ العديد من المعلومات عن التهاب البول للحامل، وسنتطرق إلى الأسباب، الأعراض وطرق العلاج.

مروة
مروة بني هذيل
تاريخ النشر:Jun 24th 2023 | تاريخ التعديل :Apr 10th 2024
التهاب البول للحامل

ما هو التهاب البول للحامل؟

هو عدوى بكتيرية تصيب أحد أجزاء الجهاز البولي، والتي عادةً ما تؤثر في النساء أكثر من الرجال، ويزيد خطر الإصابة بها كثيراً خلال فترة الحمل لأسباب عديدة أهمها ارتفاع مستوى الهرمونات التي تجعل المسالك البولية أكثر حساسية وعرضة للإصابة بالعدوى، مما يسبب ارتجاع البول إلى الكلى. تزيد فرصة الإصابة بعدوى التهاب البول والمسالك البولية عند الحامل؛ بسبب الحمل ارتفاع تركيز السكر والبروتين بالبول، وأيضاً زيادة ضغط الرحم المتزايد بالحجم خلال فترة الحمل على المثانة؛ مما يصعب تفريغ البول بالكامل، الأمر الذي يسهل تعرضها للعدوى بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى. التهاب البول للحامل من الأمراض التي قد تصاب بها المرأة الحامل بسهولة، إلا أنّه قد يتسبب في وقوع مضاعفات خطيرة على المرأة والجنين في حالة إهمال علاجه.

مخاطر التهاب البول للحامل

عادة ما تكون حالات الإصابة بالتهاب البول بسيطة، ولا تشكل خطورة على الحامل مما لا يستدعي القلق، وعادة ما يتم علاجها بسرعة باستخدام المضادات الحيوية. في حالات نادرة، وخصوصاً عند إهمال علاج العدوى البكتيرية، قد تتطور الأمور سلباً بسبب انتقال العدوى من التهاب المثانة أو الإحليل إلى الكلى، في هذه الحالة تظهر أعراض التهاب البول بشكل أوضح، وقد يصل إلى حدوث آلام شديدة في جانب الجسم الذي به الكلى المصابة.

يسبب إهمال علاج هذه العدوى المنتشرة إلى الكلى وقوع مضاعفات أخرى أكثر خطورة مثل:

  • انتشار البكتيريا إلى الدم.
  • الإصابة بتعفن الدم.
  • اضطراب التنفس.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • وأخيراً الإصابة بصدمة إنتانية(Septic shock) ؛ وهي حالة طبية خطيرة تسبب فشل، وتوقف معظم أعضاء الجسم، وانخفاض شديد في ضغط الدم.

أخطار التهاب البول لدى حامل على الجنين

لا تقتصر مخاطر التهاب البول على المرأة الحامل فقط، بل قد تصل إلى الجنين، مثل:

  • قد يتعرض الجنين لخطر الولادة المبكرة قبل إتمام الأم الأسبوع 37 من الحمل.
  • أو ربما يكون عرضة للولادة بوزن منخفض لا يتعدى 2500 جم.
  • أو كلا الأمرين معاً.

لتجنب وقوع أي من المضاعفات الخطيرة للأم أو الجنين يجب أنّ نؤكد على أهمية مراجعة الطبيب عند الإصابة بأي أعراض غير طبيعية، للوقوف على سبب هذه الأعراض وتشخيصها، ووصف المضاد الحيوي المناسب لها.

أسباب التهاب البول للحامل

يُعَدُّ التهاب البول والمسالك البوليّة من المشكلات الشائعة أثناء فترة الحمل؛ وذلك بسبب التغيُّرات التي تحدث في جسم الحامل بالإضافة إلى شكل البطن، والتي تسمح للبكتيريا بالنُّموِّ، كما تُقلِّل من قدرة الجسم على مُحاربتها، ومن أهمّ هذه التغيُّرات:

  • اتساع منطقة الحالب.
  • زيادة حجم المثانة، ممّا يُؤدِّي إلى زيادة كمّية البول في الإحليل.
  • زيادة تركيز البول.
  • ظهور الهرمونات، والسكَّر في البول.
  • تغيُّرات هرمونيّة تُسبِّب بُطء تدفُّق البول.
  • زيادة الوزن، ممّا يزيد من صعوبة تدفُّق البول من المثانة.

أعراض الإصابة بالتهاب المسالك البولية للحامل

تتعدد أعراض التهاب البول، ومن أهمّ الأعراض المصاحبة لالتهاب المسالك البوليّة عند الحامل:

  • تغير لون البول، ورائحته.
  • الشعور بالحرقة أثناء التبوُّل.
  • آلام التشنُّجات أسفل الظهر، أو البطن.
  • التبوُّل بشكل مُتكرِّر.

وفي حال اشتد الإلتهاب، فقد تزيد هذه الأعراض، وتظهر أعراض أشد خطورة منها:

  • الشعور بحاجة ملحة ومتكررة للتبول.
  • الشعور بعدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل.
  • صعوبة البدء بالتبول.
  • الشعور بحرقان وألم مع التبول.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض وآلام بالظهر.
  • بالإضافة إلى ظهور رائحة للبول.
  • زيادة الإفرازات بشكل ملحوظ.
  • خروج بول مصحوب بقطرات دم ومعكر مع ارتفاع حرارة الجسم.
  • بالإضافة إلى أعراض مميزة لعدوى الكلى مثل الغثيان والقيء مع ألم شديد في جانب الجسم الذي به الكلى المصابة بالعدوى.

تشخيص الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى المرأة الحامل

الطريقة الوحيدة والأساسية لتشخيص الإصابة بالتهاب البول سواء للمرأة الحامل أو غيرها هي تحليل زراعة البول من خلال القيام بزراعة البول، وذلك من أجل التأكد من وجود البكتيريا وتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى، إلا أن القيام بتحليل زراعة البول يتطلب أخذ الحيطة عند تجميع عينة البول، وذلك عبر تجميعها بكوب نظيف من وسط تدفق البول، وليس من أوله بعد تنظيف المهبل وفتحة الإحليل جيداً. كما يتم إجراء تحليل للبول للكشف عن وجود خلايا الدم الحمراء والبيضاء فيه.

علاج التهابات المسالك البولية عند الحامل

غالباً ما يقوم الطبيب بعلاج بكتيريا البول للحامل الناتج عن التهاب المسالك البولية من خلال وصف المضادات الحيوية لمدة 3 - 7 أيام، فيقوم بوصف المضادات الحيوية الآمنة للأم والجنين. في حين يجب التنبيه على أن بعض المضادات الحيوية لا يتم وصفها حيث إنها لا تعد آمنة أثناء الحمل، وقد تؤثر على نمو الطفل خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

هل يمكن علاج التهاب البول للحامل بدون مضاد

ينصح بالقيام بالعديد من العادات الغذائية الصحية لعلاج التهاب البول لدى الحامل والحد من ازدياده؛ وبالتالي الحد من الخطر المحتمل على الأم والجنين، ومن أهم العلاجات المنزلية المنصوح بها، والتي لا تتعارض مع العلاج الدوائي التي يقدم بعد استشارة الطبيب:

  • شرب الكثير من الماء، بما لا يقل عن 8 أكواب حيث يساعد الماء تخفيف البول، ويساعد على طرد البكتيريا من المسالك البولية.
  • شرب عصير التوت البري: حيث يساعد ذلك على منع حدوث عدوى المسالك البولية والقضاء عليها، فقد أشارت الدراسات أن التوت البري يحتوي على مكونات قد تساعد في منع البكتيريا من الالتصاق ببطانة المسالك البولية. 
  • تناول الزبادي لاحتوائه على البروبيوتيك، وعادة ما يصفه الطبيب للمرأة الحامل التي تعاني من التهاب البول إلى جانب تناول المضادات الحيوية، وذلك لإعادة توازن البكتيريا النافعة بالجسم.
  • تناول بعض المكملات الغذائية: فقد أثبتت دراسة أن بعض المكملات الغذائية تُساعد في علاج عدوى المسالك البولية المتكررة لدى النساء من خلال قتل البكتيريا ومنع الالتهابات، ومن أبرز المكملات: فيتامين ج، الزنك، والبيتا كاروتين، بالإضافة إلى الغذاء الصحي.
  • الحرص على عدم حبس البول والقيام بالتبول فور ظهور الرغبة بالتبول حيث يساعد ذلك على خروج البكتيريا من المسالك البولية بشكل أسرع والتقليل من فرصة حدوث تركز للبول.
  • يجب غسل المنطقة التناسلية وفتحة الشرج جيدًا بالماء عند الذهاب إلى الحمام، والمسح من الأمام إلى الخلف، حتى لا تنتقل البكتيريا.
  • يفضل تجنب المنتجات التي تحتوي على العطور أو مواد مهيجة، مثل: الصابون، أو مزيلات العرق، أو المنظفات.
  • ينصح بارتداء ملابس داخلية قطنية لبقاء المنطقة جافة، حيث إن البكتيريا تتجمع في الأماكن الرطبة، وينصح أيضاً بتجنب ارتداء الملابس الضيقة.
  • شرب شاي اليانسون.
  • تناول مغلي أوراق النعنع.
  • شاي إكليل الجبل.
  • تناول كوبين من منقوع أوراق البقدونس يوميًا.
  • شرب عصير التوت البري.

ولأن الوقاية خير من العلاج ننصحك عزيزتي الأم الحامل بالقيام بالفحوصات بشكل منتظم عند ملاحظة أي من الأعراض والتأكد من عدم عودة بكتيريا البول لدى الحامل أو للكشف مبكراً عن علامات التهاب المسالك البولية، بالإضافة إلى التزامك بنظام غذائي صحي غني بالألياف.

 pregnancy-course-cta-ar.webp

مروة
مروة بني هذيلكاتبة محتوى طبي واجتماعي

كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.

مقالات ذات صلة