إذا كنت قد سمعت بمصطلح الفيبروميالجيا مؤخرًا، أو قد حصلت عليه كتشخيص لمجوعة من الأعراض المزمنة التي تعانين منها. لا بد أن لديك العديد من الأسئلة عن هذه الحالة، وأسباب حدوثها، وأعراضها وأفضل طرق علاجها. لذلك جمعنا لك معلومات من أفضل المصادر الطبية لنجيب عن كل أسئلتك.
الفيبروميالجيا أو "الألم العضلي الليفي" هي اضطراب مزمن يتسم بألم موزع في أنحاء مختلفة من الجسم، وخاصة في العضلات والأنسجة المحيطة بالمفاصل، بالإضافة إلى التعب العام، ومشاكل التركيز، وضبابية التفكير.
وتعتبر الفيبروميالجيا من الحالات التي يصعب تشخيصها، وذلك بسبب تشابه أعراضها مع أعراض حالات أخرى، لذلك تبقى الكثير من الحالات دون تشخيص نهائي، أو ينتهي بها الأمر بتشخيص خاطئ. لدرجة أنه كان هناك إنكار كبير لدى العديد من الأطباء لوجود هذه الحالة أصلًا. ومن الجدير بالذكر أن أكثر من يعاني من الألم العضلي الليفي هم من النساء.
عادة ما يشخص الأطباء المرضى بإصابتهم بالفيبروميالجيا عند شعورهم المستمر بالألم في أغلبية هذه المواضع:
لا يزال العلماء لا يعرفون سببًا محددًا للإصابة بهذه الحالة، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تكون لها تأثير على احتمالية الإصابة بالألم الليفي العضلي، ومن أهمها:
من الممكن أن يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالفيبروميالجيا لدى الأشخاص الذي لديهم أقارب من الدرجة الأولى ممن يعانون من نفس الحالة. كما يشير بعض الباحثين، بأن هناك طفرة جينية قد تكون مسؤولة عن نقل الجين الذي يؤدي للإصابة بهذه الحالة، ولكن لا يزال الأمر قيد البحث والدراسة.
الإصابة بالالتهابات مثل الإنفلونزا، أو الالتهاب الرئوي، والالتهابات المعوية المختلفة قد يكون لها أثر بزيادة احتمالية الإصابة بهذه الحالة، أو زيادة حدة الأعراض لدى الأشخاص المصابين.
للحالة النفسية والمزاجية تأثير مباشر على أجسامنا، وقد بينت الدراسات أن التوتر والقلق لفترات طويلة، وبشكل متكرر قد يؤدي لتغيير مستويات هرمونات الجسم والإصابة بالفيبروميالجيا.
التعرض لصدمة جسدية، مثل حادث أو مرض شديد، أو لصدمة نفسية شديدة له تأثير مباشر على الإصابة بالألم العضلي الليفي.
تبين أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية مثل الروماتيزم، أو الذئبة الحمراء، هم أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة المزمنة.
من أكبر التحديات التي تواجه المصابين بهذه الحالة هي صعوبة التشخيص. حيث إنه لا يوجد صور أشعة أو تحاليل مخبرية جازمة يمكن أن تشخص هذا المرض. وعادة ما يخلص الطبيب لهذا التشخيص بعد متابعة المريض لعدة أشهر، فإن استمرت الأعراض، والآلام بشكل مستمر لفترة أكثر من 3 أشهر مع عدم وجود أسباب أخرى لها يكون التشخيص هو الفيبروميالجيا.
للأسف لا يوجد حتى يومنا هذا علاج للفيبروميالجيا. ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض، وتسكين الآلام، وزيادة العناية الذاتية، وتغيير نمط الحياة.
عادة ما يصف الأطباء أدوية مسكنة، للألم، ومضادة للالتهاب بحسب حدة الألم ووضع المريض. من المهم عدم تناول هذه الأدوية بدون وصفة طبية للحصول على الجرعة، والمدة المناسبة بناء على توصيات الطبيب المختص.
يلجأ مرضى الفيبروميالجيا للعديد من العلاجات البديلة مثل:
تبين أن تغيير الحمية الغذائية له دور إيجابي في تخفيف الأعراض، وتحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من هذه الآلام المزمنة. ومن هذه التغييرات:
كما ذكرنا سابقًا، فإن للحالة النفسية أثراً مباشراً على الإصابة بهذا الألم الجسدي المزمن. لذلك تعتبر العناية الذاتية والسعي لتحسين الحالة النفسية من أهم خطوات العلاج، وتحسين جودة الحياة. لذلك ينصح بممارسة التأمل، والتنفس العميق، والتدوين، والالتزام بممارسة هواية، والسعي لتقليل الإجهاد والتوتر قد الإمكان. والسعي لبناء علاقات شخصية إيجابية مع أصدقاء داعمين، ومحبين.