كل شيء عن تتبع الدورة الشهرية

تتبع الدورة الشهرية ليس مجرد وسيلة لتحديد أيام الحيض فقط؛ بل هي أداة قوية تمنحك نظرة أعمق على إيقاع جسمك الطبيعي. فمن خلال تتبع الدورة يمكنك فهم جسمك بشكل أفضل، والتنبؤ بالفترة الأكثر خصوبة، وتعزيز صحتك العامة. وفي هذا المقال سوف نوضح لكِ أهمية تتبع الدورة، وكيفية القيام بذلك بفعالية بالإضافة لمعلومات أخرى مهمة حول هذا الموضوع.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Aug 23rd 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
تتبع الدورة الشهرية

ما هي الدورة الشهرية؟

الدورة الشهرية هي عملية هرمونية تحدث شهريًا في جسم الأنثى بهدف تهيئته لحدوث الحمل. تستغرق هذه الدورة في المتوسط 28 يومًا، ولكن يمكن أن تختلف مدتها بشكل كبير من امرأة لأخرى.

تتكون الدورة الشهرية من أربع مراحل، وهي: مرحلة الحيض (النزيف)، والمرحلة الجريبية، ومرحلة الإباضة، ومرحلة الجسم الأصفر. يرافق كل مرحلة تغيرات بيولوجية معينة في الجسم وسلوكيات وأعراض فريدة يمكن تتبعها بطريقة معينة سوف نوضحها في الفقرات الآتية.

ماذا يقصد بتتبع الدورة الشهرية؟

يقصد بتتبع الدورة الشهرية الاحتفاظ بسجل حول طول الدورة الشهرية، وتوقيتها، ونوعية السائل الذي يخرج من المهبل من لون وملمس وكمية، وطبيعة الأعراض الأخرى التي ترافق النزيف، مثل: التشنج، والتعب، والتقلصات.

 ما أهمية تتبع الدورة؟

يساعد تتبع الدورة الشهرية في معرفة ما هو الطبيعي لجسمك، وهذا قد يسهل عليكِ الأمور الآتية:

  • تقدير موعد الدورة الشهرية التالية، وهذا مفيد عند التخطيط لمواعيد معينة للرعاية الصحية، مثل: وضع اللولب، أو عند التخطيط للإجازة القادمة.
  • مساعدة الأطباء على تقييم الوضع الصحي العام وتقديم الرعاية الصحية اللازمة، فالدورة الشهرية من المؤشرات الصحية المهمة، ومن الشائع أن يسأل الأطباء عن اليوم الأول من آخر دورة شهرية أو الدورات السابقة المتتالية أثناء تشخيص أي مشكلة.
  • تحديد المشكلات التي تؤثر على الصحة الإنجابية من خلال ملاحظة التغيرات المهمة في الدورة الشهرية، مثل: النزيف بين الدورات أو الألم الشديد الذي يمنع القيام بالأنشطة اليومية أو التدفق الكثيف الذي يحتاج لتغيير الفوطة الصحية كل ساعة على سبيل المثال.
  • التحكم في الصحة الإنجابية، وذلك بفهم توقيت الإباضة والحيض وتغيرات الرغبة الجنسية بشكل أفضل.
  • تعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الروتينية بما يناسب جسم المرأة ويعزز صحتها، إذ تتغير الطاقة والشهية والدافع الجنسي والحالة المزاجية خلال أيام الدورة الشهرية.

ما هي طرق تتبع الدورة ؟

يمكنك تتبع دورتك الشهرية بعدة طرق، اختاري منها الأنسب اعتمادًا على نمط حياتك، والمعدات المتوفرة، والتفضيلات الشخصية:

  • الطريقة اليدوية: باستخدام ورقة وقلم أو التقويم الورقي، حددي موعد بدء الدورة الشهرية (اليوم الأول الذي يبدأ فيه النزيف)، وتاريخ انتهاء الدورة (أي اليوم الذي يتوقف فيه النزيف)، وشدة التدفق لكل يوم أثناء الدورة والأعراض الجسدية والعاطفية الأخرى.
  • التطبيقات: تتوفر العديد من التطبيقات التي يمكنك تحميلها على الهاتف المحمول لتتبع الدورة الشهرية بسهولة وفعالية، من خلال جمع أكبر قدر من المعلومات عن موعد بدء وانتهاء الدورة الشهرية والأعراض الأخرى. كما يجدر التنويه أن هناك تطبيقات لتتبع الدورة خاصة بالنساء الرياضيات والنساء النشيطات بشكل خاص.

ما هي المعلومات التي يجب جمعها لتتبع الدورة؟

يساعد جمع أكبر قدر من المعلومات في إعطاء صورة شاملة عن العوامل التي يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية، وكيفية تفاعل الجسم مع المحفزات الخارجية والداخلية، وفيما يأتي أهم المعلومات التي يجب جمعها لتتبع الدورة الشهرية:

  • مدة وطبيعة النزيف: حددي اليوم الأول الذي بدأ فيه النزيف ومدة استمراره، وحددي أيضًا الأيام التي عانيتِ فيها من النزيف بين الدورات الشهرية. وقومي بوصف كمية ونوعية النزيف، حيث إنهما لا يقلان أهمية عن مدة النزيف وعدد مرات حدوثه، فعلى سبيل المثال من الضروري أن تلاحظي فيما إن كان الدم بنياً غامق أو أحمر فاتح، وفيما إن كان ثقيلًا وغزيرًا أو خفيفًا، وفيما إن كان هناك جلطات وأنسجة أم لا.
  • الأعراض والتغيرات الجسدية: من الضروري توضيح جميع الأعراض الجسدية التي تواجهينها بشكل مفصل في كل يوم من أيام الدورة الشهرية والأيام التي تسبقها، مثل: التقلصات والتشنجات، وشدة الألم، والغثيان، والانتفاخ، والصداع، والتعب، وتغيرات الشهية.
  • الأعراض العاطفية والنفسية: قومي بتوضيح أي تغيرات في الحالة المزاجية خلال أيام الحيض والأيام التي تسبقها، وفيما إن كنتِ تشعرين بالتوتر أو القلق أو الاكتئاب، ولا تنسي توضيح التغيرات في الرغبة الجنسية أيضًا.
  • جودة وساعات النوم: راقبي ساعات وجودة نومك خلال أيام الدورة الشهرية، ودوني كافة المعلومات.
  • درجة حرارة الجسم الأساسية: قد تكون درجة حرارة الجسم الأساسية مؤشرًا على رد فعل سلبي لتأثيرات نمط الحياة أو أمور بيولوجية أخرى، لذلك من الضروري متابعة درجة حرارة الجسم الأساسية وتدوينها بشكل يومي.
  • التغيرات في سائل عنق الرحم: تتبع التغيرات في سائل عنق الرحم من كمية ونوع وكثافة وغيرها معلومات مهمة للأطباء.
  • التمرين والأداء: إن كنتِ نشيطة، يمكن أن يساعدك تتبع التغيرات في الأداء اليومي في تحديد الوقت الأفضل لممارسة التمارين للحصول على نتائج أفضل.
  • الأدوية: من المهم توضيح جميع الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية التي تتناولينها خلال الدورة الشهرية، فعلى سبيل المثال تتناول بعض النساء مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية للتخفيف من آلام وتشنجات وتقلصات الدورة الشهرية أو غيرها من الأعراض. وهذا الأمر قد يكون مفيدًا عن ظهور آثار جانبية أو تفاعلات دوائية.

هل هناك علاقة بين تتبع الدورة والحمل؟

نعم، إن كنت ترغبين بالحمل فتتبع الدورة الشهرية ومعرفة متوسط طول الدورة سوف يساعدكِ على التنبؤ بأيام الإباضة، والفترة التي تكون فيها الخصوبة في أعلى مستوياتها واحتمالية حدوث الحمل عالية جدًا.

إذ تحدث الإباضة بين اليوم 12 - 14 من الدورة الشهرية عند معظم النساء، وعادةً ما يحدث الحمل إن حدثت العلاقة في يوم الإباضة نفسه أو خلال الأيام الخمس التي تسبقه، أو في اليوم الذي يليه، وتعرف هذه الفترة بنافذة الخصوبة.

وهذا يعني إن كانت دورتك الشهرية 28 يومًا، ويحدث التبويض بعد الدورة في اليوم 14، سوف تكون نافذة الخصوبة بين اليوم 9. لذا إن كنتِ ترغبين بالحمل فاحرصي على حدوث العلاقة خلال هذه الأيام، وإن كنتِ لا ترغبين بحدوث الحمل فتجنبيها خلال هذه الأيام.

 متى يجب زيارة الطبيب؟

بشكل عام يوصى بتتبع الدورة على مدار 3 أشهر متتالية للحصول على أكبر قدر من المعلومات، وفي حال ملاحظة أي خلل أو مشاكل أو أعراض غير طبيعية حينها يجب استشارة الطبيب. وفيما يأتي أبرز الأعراض غير الطبيعية التي تتطلب استشارة الطبيب:

  • غياب الدورة الشهرية أو انقطاعها.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • ألم شديد أو غير طبيعي.
  • نزيف بين الدورات الشهرية.
  • ظهور أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
  • نزيف حاد أو غزير جدًا.

الخلاصة

سواء كنت تسعين لحدوث الحمل أو تحسين صحتك العامة، فإن تتبع الدورة الشهرية يوفر لك معلومات قيمة حول ذلك من خلال متابعة طول الدورة الشهرية، وتوقيتها، وطبيعة النزيف ومدى غزارته، وشدة الألم والتشنجات والأعراض الأخرى وغيرها من المعلومات.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة