دور الأب في رحلة الأمومة

أهمية الآباء في حياة أطفالهم

في دراسة نشرتها مجلة Psychology Today  تبين أن للآباء دور مهم في تنشئة الأطفال، ونموهم العاطفي والنفسي السليم. فلا يقل وُجود الأب في حياة الطفل عن دور الأم. لذلك تعيش الأمهات المعيلات تحديات كبيرة في رحلتهن في عالم الأمومة، بينما الأب غائب لأي سبب كان. أما إن كان الأب موجودًا، فمن المهم إشراكه ليس فقط في تربية الطفل والعناية به، بل في تجربة الأمومة نفسها.

خطوات ليكون الأب شريكًا فعالًا في رحلة الأمومة

1| معرفة احتياجات الأم

عزيزي الزوج، زوجتك التي أصبحت توا أمًا مرت بتجربة الحمل والولادة التي أثرت في صحتها الجسدية والنفسية. وها هي مسؤولة عن طفلكما الصغير، الذي لا ينام في الليل، ويحتاج إلى الرضاعة مرات عديدة. فلا بد أن لديها الكثير من الاحتياجات العاطفية والمادية، وهي تحتاج إلى العون والمساعدة بشكل كبير. لذلك لا تنتظر منها أن تخبرك عما تحتاجه، اسألها بشكل مباشر، قدم مساعدتك ودعمك باستمرار، صدقني بمجرد سؤالك واهتمامك، ستكون قد سددت احتياج مهم من احتياجاتها كأم جديدة بحاجة من يتفهم مسؤولياتها الكبيرة، وما مرت به من تجربة حمل، وولادة، وعناية بمولود جديد.

2| تفهم مشاعرها

تمر المرأة بعد الولادة بكآبة النفاس، وقد تمر أيضًا باكتئاب ما بعد الولادة، وهي أمور طبيعية، وعابرة. وهي تشعر بداخلها بشلال من المشاعر الغريبة، ومن الشكوك، والمخاوف. لذلك من المهم أن يتفهم الزوج هذه التغيرات العاطفية، ويكون على دراية بأعراضها، وأن يقدم الدعم والمساعدة لزوجته لتتخطى هذه المشاعر القوية.

3| تقدير مجهود الأم

مسؤوليات الأمومة هي الأصعب على الإطلاق، وتقوم الأمهات بهذه المهام والمسؤوليات بكل صدر رحب، وبكل محبة. ولكن تحتاج الأم خصوصًا التي تمر بتجربة الأمومة لأول مرة لمن يقدر ما تقوم به وما تمر به في مشوارها الصعب والطويل، والجميل كأم. وتحتاج لمن يربت على كتفها، ويقول لها أحسنت، أنت تقومين بعمل رائع! ليطمئن قلبها ويخفف مخاوفها. بالإضافة إلى التقدير من الضروري أن يقدم الأب المساعدة، والدعم، ومساعدة الأم من خلال تنظيف البيت، وإعداد الطعام، وتنظيم الزيارات، لضمان راحة الأم والمولود مع توافد المهنئين.

4| قضاء وقت مع الطفل

مثلما تُمنح الأمهات إجازة أمومة، تمنح أغلب الدول الآباء إجازة أبوة تتراوح مدتها بين ثلاثة أيام إلى ثلاثة أشهر. من المهم أن يستغل الأب هذه الإجازة الثمينة لكي يقضي وقت مع زوجته وطفله. لذلك ينصح الخبراء جميع الآباء الجدد بقضاء وقت كاف مع الطفل حديث الولادة خلال الأشهر الأولى من خلال القيام ببعض النشاطات فيما يلي أهمها:

• الملامسة الجلدية، خصوصًا في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة.
• تغيير حفاض الطفل.
• حمل الطفل عندما يحتاج من يحمله.
• التناوب على الرضاعة الليلية من خلال إعطاء الطفل الحليب المشفوط باستخدام قنينة الحليب.
• التحدث مع الطفل، والغناء له وقراءة القصص له.
• اللعب مع الطفل الرضيع.

5| التثقف عن الأمومة

لكي يكون الأب شريكًا فاعلًا في مشوار الأمومة من المهم أن يكون على ثقافة ودراية بكل ما يتعلق بالأمومة. لذلك ينصح الخبراء، بأن يحضر الزوج مع زوجاته كورسات الحمل، والولادة، والعناية بالمواليد، للتزود بالمعرفة والمعلومات السليمة القادمة من مصادر موثوقة لكي يكون شريكًا إيجابيًا لزوجته في هذه الرحلة الجميلة التي تشبه الأفعوانية السريعة.

الخلاصة،

الزواج، وتربية الأبناء، والأمومة، والأبوة تجارب قائمة على شراكة بين شخصين. ولا يمكن لهذه التجارب أن تكون ناجحة ومتناغمة، دون أن تكون هذه الشراكة إيجابية وفاعلة. لذلك من المهم تحفيز الأب وتشجيعه ليكون شريكاً فعالًا في الأمومة.