ما تأثير هرمونات المرأة على صحتها؟

بالرغم من أن الهرمونات موجودة لدى الرجل، تمامًا كما هي موجودة لدى المرأة، إلا أنه يبدو أن تأثيرها على جسم المرأة وصحتها الجسدية والنفسية أكبر بكثير. سنتعرف في هذا المقال على أهم الهرمونات الأنثوية، وسنوضح كيف تؤثر هرمونات المرأة على صحتها، وكيفية التعامل مع لخبطة الهرمونات عند المرأة.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Nov 5th 2024
تأثير هرمونات المرأة على صحتها

ما هي الهرمونات؟

الهرمونات مواد كيميائية تفرزها الغدد، وتنتقل عبر الدم لكي تنظم مختلف الوظائف الحياتية التي يقوم بها الجسم. تؤثر الهرمونات في النمو، وفي الأيض، والدورة الشهرية، والصحة الإنجابية وغيرها من وظائف الجسم.

هرمونات المرأة وكيف تؤثر على صحتها

هرمون الإستروجين

وهو الهرمون الذي يلعب أهم دور في بلوغ البنات، فهو المسؤول عن تحول الفتاة إلى امرأة عند البلوغ وبدء الدورة الشهرية. حيث إن هذا الهرمون له أثر مباشر على التغيرات الجسدية التي تحصل عند بلوغ البنات، من نمو شعر الجسم، وبروز الثديين وغيرها من التغيرات. 

كما أنه أحد الهرمونات الأنثوية الرئيسية، والذي يؤثر على الصحة الإنجابية وحدوث الحمل. وله أثر على صحة القلب حيث إن مستويات الإستروجين الطبيعية في الجسم تؤثر في مستوى الكولسترول في الدم، ويساهم أيضًا في دعم صحة العظام والحماية من هشاشة العظام، وصحة البشرة، والصحة النفسية، وتحسين المزاج.

يفرز معظم الإستروجين في جسم الأنثى من المبايض التي تنتج البويضات، ويُفرز أيضًا هذا الهرمون في الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلية. ينتقل الإستروجين في الجسم عبر مجرى الدم، ويؤثر بالتالي في مختلف أعضاء الجسم.

من الجدير بالذكر أن مستويات هرمون الإستروجين تتغير خلال الشهر، فيكون في أعلى مستوياته في منتصف الدورة الشهرية، وفي أدنى مستوياته خلال أيام الحيض. كما أن مستويات هذا الهرمون تتغير في مرحلة انقطاع الطمث حيث تبدأ مستوياته بالتراجع مبكرًا منذ مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض عديدة، أهمها:

  • الأرق.
  • جفاف البشرة.
  • الهبات الساخنة.
  • التعرق الليلي.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • جفاف المهبل.
  • تقلبات المزاج.
  • تراجع الرغبة الجنسية.

أما إن كانت مستويات الإستروجين ضعيفة، فتظهر الأعراض التالية عند النساء:

  •  زيادة الوزن، خصوصًا في منطقة البطن، والأرداف.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية مثل النزف الشديد أو الشحيح.
  • ازدياد شدة أعراض متلازمة ما قبل الطمث.
  • ألياف حميدة في الثدي والرحم.
  • تعب.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • الشعور بالاكتئاب والقلق.

هرمون البروجسترون

وهو هرمون استيرويدي يفرزه الجسم الأصفر أو corpus luteumوهي غدة مؤقتة يفرزها جسم المرأة بعد التبويض. وظيفة البروجسترون الرئيسية هي تجهيز بطانة الرحم لاحتمالية الحمل بعد الإباضة. كما يحفز بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة، ويمنع تقلصات الرحم غير المؤلمة التي قد تسبب في نبذ البويضة المخصبة. في حالة عدم حدوث الحمل يتلاشى الجسم الأصفر، وتتراجع مستويات البروجسترون في الجسم؛ مما يسبب حدوث الدورة الشهرية. أما في حالة حدوث الحمل، يستمر البروجسترون في تحفيز الأوعية الدموية في بطانة الرحم، لتغذية، ودعم نمو الجنين.

تعاني النساء اللاتي لديهن مستويات منخفضة من البروجسترون من عدم انتظام الدورة الشهرية، وتأخر الحمل، حيث إن غياب البروجسترون لا يساعد على توفير البيئة اللازمة لنمو البويضة المخصبة إلى جنين. وحتى في حال حدث حمل لدى المرأة التي تعاني من انخفاض في البروجسترون، ستكون أكثر عرضة للإجهاض، أو الولادة المبكرة، حيث يلعب هذا الهرمون دورًا أساسيًا في استمرار الحمل.

ومن الأعراض المصاحبة لانخفاض هذا الهرمون أيضًا، النزيف الرحمي غير الطبيعي، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ونزيف الحمل، والمغص خلال الحمل، والإجهاضات المتكررة. ومن الجدير بالذكر أن انخفاض البروجسترون قد يؤدي إلى ارتفاع الإستروجين والذي بدوره سيسبب ظهور هذه الأعراض:

  • زيادة الوزن.
  • مشاكل في المرارة.
  • ضعف الرغبة الجنسية.

هرمون التستوستيرون

بالرغم من أن التستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي، إلا أنه يلعب دورًا هامًا في صحة المرأة أيضًا. هناك كميات أقل من هذا الهرمون في جسم المرأة مقارنة بمستوياته لدى الرجل، ويفرز التستوستيرون من المبايض، والغدد الكظرية إلى مجرى الدم، ويؤثر بشكل مباشر على الرغبة الجنسية عند النساء، وكثافة العظم، وقوة العضلات. أما في حال كانت مستويات هرمون الذكورة هذا مرتفعة عند المرأة ستظهر لديها هذه الأعراض:

  • عدم انتظام، أو غياب الدورة الشهرية.
  • زيادة في نمو شعر الجسم.
  • صلع في مقدمة الرأس.
  • ظهور حب الشباب.
  • ثخانة في الصوت.
  • تأخر الحمل.
  • تكيس المبايض.
  • السمنة.
  • مقاومة الإنسولين.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • ارتفاع في مستويات الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، وتراجع في مستوى الكولسترول المفيد.

تشهد مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ومرحلة انقطاع الدورة الشهرية تراجعًا في مستويات الهرمونات الأنثوية وهرمون الذكورة أيضًا، مما يؤثر على الرغبة الجنسية بشكل سلبي، ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال تناول مكملات هرمون التستوستيرون التي يصفها الطبيب.

هرمون الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي غدة تشبه الفراشة موجودة في مقدمة الرقبة، وتٌفرز عدة هرمونات مهمة لصحة الجسم. في حال لم تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمون الدرقي Thyroid Stimulating Hormone (TSH) يكون ذلك بسبب كسل نشاط الغدة الدرقية. وتشير إحصائيات مايوكلينيك أن النساء خصوصًا بعد عمر الستين هن أكثر عرضة من الرجال لكسل الغدة الدرقية. كما أن اختلاف مستويات البروجسترون والإستروجين خلال الحمل، قد يسبب اعتلالًا في هرمونات الغدة الدرقية. كما أن التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة حالة شائعة تصيب حوالي 10% من النساء، وغالبًا لا يتم تشخيص هذه الحالة وخلطها مع اكتئاب ما بعد الولادة؛ بسبب تشابه أعراض الحالتين. من الجدير بالذكر أن كسل الغدة الدرقية نادرًا ما يسبب أي أعراض تُذكر في المراحل المبكرة، أما إن تُركت الحالة بدون علاج تظهر أعراض فيما يلي أهمها:

  • التعب.
  • فرط الحساسية للبرودة.
  • الإمساك.
  • جفاف الجلد.
  • زيادة الوزن.
  • انتفاخ الوجه.
  • خشونة في الصوت.
  • ضعف في العضلات.
  • ارتفاع في الكولسترول.
  • آلام وتصلب في العضلات.
  • ألم وتصلب في المفاصل.
  • عدم انتظام في الدورة الشهرية.
  • تساقط الشعر.
  • تباطؤ نبضات القلب.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الاكتئاب.

كسل الغدة الدرقية يمكن تشخيصه بسهولة من خلال فحص مستويات الهرمون الدرقي في الدم، وعلى أساس النتيجة يمكن أن يصف الطبيب الجرعة المناسبة لتعويض ضعف مستوى الهرمون.

أسباب لخبطة الهرمونات عند النساء

  • عدم النوم الكافي.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي غني بالسكريات، والدهون المشبعة والأطعمة الجاهزة.
  • التوتر والقلق المزمنان.
  • الأمراض المزمنة.
  • الاكتئاب.

علاج لخبطة هرمونات المرأة

العلاج الدوائي

  • أدوية السكري.
  • أدوية تعويض الهرمون الدرقي.
  • أدوية تثبيط هرمون الغدة الدرقية في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
  •  الهرمونات التعويضية في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ومرحلة انقطاع الدورة الشهرية.

العلاجات الطبيعية

  • اتباع نظام غذائي صحي، يحتوي على كميات ضئيلة من السكر المضاف. ويحتوي على كميات كافية من الأطعمة الغنية بالبروتين وأوميغا 3، وشرب كميات كافية من الماء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء والتـأمل.
  • تناول المكملات التي يصفها الطبيب.

الخلاصة،

الهرمونات عامل مهم في صحة المرأة، وهي تؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية، والنفسية. وهي تتغير في مراحل مختلفة من عمر المرأة مسببة أحيانًا أعراضًا مزعجة. من المهم اتباع نظام حياة صحي، للحفاظ على صحة الهرمونات الأنثوية، وفحصها باستمرار للتأكد من عدم وجود أي اعتلال هرموني. ومراجعة الطبيب المختص في حال وجود الاعتلال للحصول على العلاج المناسب.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة