تعد فترة الحمل وما بعد الولادة من أكثر الفترات تحولًا في حياة المرأة. فيشهد جسم المرأة خلالها تغيرات كبيرة، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل أيضاً من الناحية النفسية والاجتماعية. تأتي التحديات والمتطلبات الجديدة مع كل مرحلة، وهو ما يجعل فهم هذه التغيرات وتقديم الدعم المناسب واللازم لمرورها بسلام ضرورة حتمية من الزوج بالدرجة الأولى. ولعل أبرز التغيرات التي تظهر هي التغيرات في العلاقة الزوجية، وكون العلاقة الزوجية الجنسية تلعب دورًا مهمًا في حياة الأزواج، يجعل الحديث وفهم التغيرات التي تؤثر عليها أمراً ضرورياً، فمن خلالها يتم تعزيز الاندماج العاطفي بين الشريكين وتقوية الروابط الزوجية، ولكن خلال فترة الحمل والفترة الأولى ما بعد الأولى غالباً ما تظهر تغيرات على العلاقة الزوجية نتيجة لعوامل جسدية ونفسية خاصة بكل مرحلة، سنوضحها في مقالنا هذا، ونخبركِ نصائح تساعدك للتعامل معها بشكل سلس.
تزداد مستويات هرمونات مثل البروجستيرون والإستروجين خلال الحمل. هذه التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية بشكل متنوع. بعض النساء قد يشعرن بزيادة في الرغبة الجنسية نتيجة لهذه التغيرات، في حين قد يشعرن نساء أخريات بانخفاضها.
الذي يمكن أن يصاحب الحمل خاصة في الأشهر الأولى قد يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
التغيرات في شكل الجسم خلال الحمل، مثل زيادة الوزن وزيادة حجم البطن والصدر، قد تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس؛ وبالتالي تؤثر على الرغبة الجنسية.
يمكن أن يسبب الألم أو التوتر النفسي مشكلات في الرغبة الجنسية. بعض النساء قد يعانين من آلام في مناطق معينة من الجسم، أو قد يشعرن بالقلق بشأن الحمل والخوف من الولادة، مما يمكن أن يؤثر على رغبتهن الجنسية.
يمكن أن تتأثر العلاقة الجنسية مع الزوج بشكل كبير بالعواطف والعلاقة العامة بين الزوجين خلال فترة الحمل. تغيرات في التفاهم والاتصال العاطفي يمكن أن تؤثر إيجابًا أو سلبًا على الرغبة الجنسية.
كما وتظهر عدد من التغيرات في مرحلة بعد الولادة خاصة في الستة أسابيع الأولى المعروفة بفترة النفاس بغض النظر عن كيفية ولادة المرأة (ولادة طبيعية أو قيصرية) تؤثر على الرغبة في العلاقة الجنسية عند المرأة، من أهمها:
بعد الولادة، تكون الأمهات غالباً مرهقة بسبب التغيرات الجسدية والرعاية التي تقدمها للطفل الرضيع وقلة النوم. هذا الإجهاد والتعب يمكن أن يقلل من الرغبة الجنسية.
بعد الولادة، يحدث تغير في مستويات الهرمونات في الجسم وهنالك بعض النساء معرضات لاكتئاب ما بعد الولادة أو موجات من تقلب المزاج. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم؛ وبالتالي تؤثر على الرغبة الجنسية عند المرأة.
قد تحدث تمزقات أو آلام في منطقة الحوض والظهر بسبب الولادة، وقد تزيد من الحساسية وتجعل العلاقة الجنسية مؤلمة. هذا بدوره يمكن أن يقلل من الرغبة الجنسية.
بعد الولادة، قد تشعر النساء بعدم الارتياح بسبب التغيرات في شكل الجسم التي تأتي مع الحمل والولادة. مثل الترهلات وعلامات التمدد وانتفاخ البطن أو وجود القطب، مما يؤثر على شعور المرأة بثقتها بنفسها؛ وبالتالي يؤثر على الرغبة في إقامة علاقة جنسية مع زوجها.
مع مولود جديد في الأسرة، يكون انشغال الأم برعاية الطفل وتقديم كافة الاحتياجات الجسدية والنفسية له، هذه المسؤولية الجديدة تقلل من الوقت والطاقة والصفاء الذهني المتاحين لممارسة العلاقة الزوجية.
ولأننا نعلم كم من الممكن أن تؤثر هذه التغيرات على حياتك اليومية وتعاملك مع زوجك ونفسك، نقدم لكِ عبر موقع أمومة 4 نصائح وحلول تساعدك في التعامل معها، ولكن تأكدي أن هذه التغيرات هي أمر طبيعي تمر بها كل النساء:
من المهم مصارحة شريكك بما تشعرين به، وشرح له أسباب التغيير، واطلبي منه بشكل واضح ما هو نوع الدعم الذي تريدين منه أن يقدمه لمساعدتك في تخطي التغيرات.
عززي من التقارب العاطفي بينك وبين زوجك من خلال قضاء وقت معاً أو تجربة أمور جديدة وتبادل اللمسات الحميمية والكلمات الدافئة، هذا من شأنه أن يساعد في جهوزيتكما للعودة لممارسة العلاقة الحميمية.
امنحي نفسك الزمن الكافي لتتعافى بعد الولادة وتقبلي المرحلة وتعاملي مع نفسك برفق واستشعري عظمة تجربة الولادة التي قدمها لكِ جسمك، وتأكدي أنها مرحلة مؤقتة، وتعاملك معها أنها كذلك سيسهل مرورها بأقل ضرر نفسي وجسدي.
إذا كان هناك تحديات جنسية خاصة بعد الحمل والإنجاب تتطلب مساعدة إضافية، أو مرور وقت طويل دون وجود علامات للتشافي، من المهم عندها البحث عن دعم من محترفي الصحة الجنسية أو مستشاري العلاقات الزوجية.
في النهاية، تأكدي أنك أم رائعة وزوجة عظيمة، وهذه التغيرات لن تغير ذلك مهما طالت.
اقرئي أيضًا 5 نصائح للأم العاملة للاستمرار برحلة رضاعة طبيعية سلسة
كتب هذا المقال بقلم: "سيرين عوض صباح" من فريق كلنا أمهات.