أعراض ارتجاع المريء وعلاجه

ارتجاع المريء هي مشكلة شائعة قد تواجهها الكثير من الأمهات في ظل ضغوط الحياة اليومية ونمط الغذاء. يسبب هذا الاضطراب عودة الأحماض من المعدة للمريء وشعورًا بالحرقة في الصدر وعدم الراحة بعد تناول الطعام. وفي المقال الآتي سوف نلقي الضوء على أعراض ارتجاع المريء بالإضافة لطرق علاجه وتفاصيل أخرى.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Oct 14th 2024 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
أعراض ارتجاع المريء

ارتجاع المريء

ارتجاع المريء أو ما يعرف طبيًا بداء الارتداد المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease) هي حالة شائعة تسبب ارتداد أو رجوع أحماض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط بين المعدة والفم.

ففي الوضع الطبيعي يجب أن تنتقل محتويات المعدة في اتجاه واحد فقط، أي إلى الأسفل، ولكن في بعض الأحيان قد يتدفق الحمض للأعلى أي للمريء، ويسبب تهيج والتهاب أنسجة المريء.

يصاب الكثير من الناس بالارتجاع الحمضي من وقت لآخر، وعلى الأغلب أن جميع الأشخاص عانوا من نوبة عرضية واحدة على الأقل خلال حياتهم، ولكن تكرار حدوث الارتجاع الحمضي (أي الإصابة بنوبتين على الأقل أسبوعيًا لعدة أسابيع)، يسبب ارتجاع المريء أو داء الارتداد المعدي المريئي.

أعراض ارتجاع المريء

تختلف الأعراض التي يعاني منها البالغون مقارنة بالأطفال، وفيما يأتي أبرزها:

الأعراض التي يعاني منها البالغون

تشمل أبرز أعراض ارتجاع المريء عند البالغين:

  • الشعور بالحرقان في منطقة الصدر، ويعرف ذلك بحرقان المعدة أو الحموضة (فكما ذكرنا سابقًا تحرق أحماض المعدة أنسجة المريء).
  • ارتجاع الطعام والسوائل والشعور بسائل حامض أو مر في الحلق بعد تناول الطعام، ويطلق على هذا مصطلح القلس (Regurgitation).
  • الغثيان وفقدان الشهية.
  • الشعور بوجود كتلة في الحلق، والمعاناة من صعوبة في البلع.
  • آلام في الجزء العلوي من البطن، أو في منتصف الصدر قد ينتشر للخلف.
  • أعراض تشبه الربو كالسعال المزمن وضيق التنفس.

غالبًا ما تتفاقم أعراض ارتجاع المريء بعد تناول الطعام وتحديدًا الوجبات الكبيرة والدسمة، وتصبح أسوأ عند الاستلقاء أو أثناء الليل، أو بعد الانحناء أو التدخين أو شرب الكحول.

الأعراض التي يعاني منها الرضع

قد يعاني الأطفال من ارتجاع المريء وخاصة إن ولدوا قبل الأوان، أو في حال كانوا يعانون من حالة تؤثر على المريء. وتشمل أبرز أعراض ارتجاع المريء عند الرضع والأطفال الصغار:

  • رائحة الفم الكريهة.
  • الصفير أو بحة في الصوت.
  • نوبات قيء خفيفة.
  • صعوبة في النوم.
  • رفض الطعام وصعوبة البلع.
  • انزعاج الطفل بشكل مستمر.

أسباب الإصابة بارتجاع المريء

عادةً ما يحدث ارتجاع المريء بسبب ضعف حلقة العضلات الموجودة في الجزء السفلي من المريء. ففي الوضع الطبيعي تفتح هذه الحلقة العضلية للسماح بدخول الطعام للمعدة؛ ومن ثم تُغلق لتمنع تسرب الأحماض للمريء.

وفي الحقيقة السبب وراء ضعف هذه العضلة ليس واضحاً تمامًا، ولكن قد تزيد بعض العوامل من خطر حدوث ذلك، مثل:

  • السمنة وزيادة الوزن؛ لأنهما يزيدان من الضغط على المعدة ويُضعفان العضلات.
  • الحمل، فهرمونات الحمل تحفز استرخاء العضلات، كما أن تمدد الرحم بسبب زيادة حجم الجنين قد يضغط على المعدة.
  • التدخين، لأنه يؤثر على قدرة العضلة على أداء وظيفتها بشكل طبيعي.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات أو الحالات الصحية، مثل تصلب الجلد، أو فتق الحجاب الحاجز.
  • تناول وجبات كبيرة، أو تناول الطعام في وقت متأخر أو تناول بعض أنواع الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية أو المقلية أو بعض المشروبات مثل الكحول أو القهوة.
  • تناول أدوية معينة مثل الأسبرين.

طرق علاج ارتجاع المريء

يمكن التخفيف من الأعراض المزعجة بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة وتناول بعض الأدوية، وفيما يأتي التوضيح:

علاج ارتجاع المريء بالأدوية

عادةً ما يصف الطبيب مجموعة من الأدوية للتقليل من أحماض المعدة أو معادلتها، وللتخفيف من أعراض الارتجاع، ومنها:

  • مضادات الحموضة التي تعادل أحماض المعدة.
  • حاصرات الهيستامين، والتي تقلل من إفراز الأحماض.
  • مثبطات مضخة البروتون، والتي تعيق إفراز الأحماض، وتحفز شفاء المريء.

علاج ارتجاع المريء في المنزل

يمكن اتباع الخطوات الآتية التخفيف من أعراض ارتجاع المريء:

  • تناول وجبات أصغر حجمًا وأكثر تكرارًا، وتناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
  • تجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، إذ يجب الحرص على تناول آخر وجبة قبل عدة ساعات من الاستلقاء.
  • ارتداء ملابس فضفاضة لا تضغط على منطقة البطن.
  • الإقلاع عن التدخين؛ لأنه يقلل من قدرة العضلة على أداء وظيفتها.
  • الحفاظ على وزن صحي وفقدان الوزن الزائد.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات المحفزة للارتجاع، كالمشروبات الكحولية والكافيين والشوكولاتة والأطعمة الدهنية والنعناع.
  • رفع رأس السرير عند النوم، أو وضع عدة وسادات لرفع الجزء العلوي من الجسم، ومحاولة النوم على الجانب الأيسر.

أسئلة شائعة

فيما يأتي بعض الأسئلة الشائعة عن هذه الحالة الطبية وإجاباتها:

هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائيا؟

لا يوجد علاج لارتجاع المريء بشكل نهائي، وجميع العلاجات المتوفرة هدفها السيطرة على الأعراض والوقاية من حدوث المضاعفات.

ومع ذلك، قد تسبب الحالات الشديدة من ارتجاع المريء المضاعفات، بالرغم من تناول الأدوية، وفي هذه الحالات قد يوصي الطبيب بإحدى الجراحات الآتية:

  • جراحة تثنية القاع، والتي يقوم خلالها الطبيب بلف الجزء العلوي من المعدة حول المصرة المريئية السفلية (العضلة السفلية للمريء) لشد العضلة ومنع الارتجاع.
  • جهاز لينكس، أي يتم تثبيت حلقة مكونة من خرزات مغناطيسية صغيرة جدًا حول المنطقة التي تصل بين المعدة والمريء، وتكون الجاذبية المغناطيسية قوية بما يكفي منع ارتداد الحمض، ولكنها ضعيفة أمام الطعام.

هل ارتجاع المريء مرض خطير؟

بالرغم من أن هذه الحالة ليست خطيرة، إلا أنها مع مرور الوقت قد تسبب مجموعة من المضاعفات، فأحماض المعدة قوية جدًا، ويمكن أن تؤذي المريء والقصبات الهوائية وأي عضو آخر قد تصل إليه. وفيما يأتي أبرز مضاعفات ارتجاع المريء:

  • التهاب المريء، فمن الممكن أن تحلل الأحماض أنسجة المريء، وهذا قد يسبب التهاباً ونزيف، وفي بعض الأحيان قد يسبب تقرحات.
  • تضيق المريء، فقد يسبب الضرر الذي يتعرض له المريء مع مرور الوقت تكوّن نسيج ندبي قد يضيق مسار الطعام، ويسبب مشكلات في البلع.
  • تفاقم أعراض الربو أو التسبب في ظهور أعراض تشبه الربو لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض تنفسية. فقد تدخل جزيئات الحمض لمجرى الهواء وتسبب انقباضها.
  • الارتجاع الحنجري البلعومي، أي قد تصل الأحماض للحلق خلال النوم، وتسبب بحة في الصوت وتورم الأحبال الصوتية والتهاب الحلق.
  • مريء باريت، أي قد يسبب الضرر الناتج عن الحمض تغيرات في الأنسجة المبطنة للمريء السفلي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.

ما هو الحل السريع لارتجاع المريء؟

الحل السريع لنوبة ارتجاع المريء هي القيام بالخطوات الآتية:

  • الوقوف بشكل مستقيم.
  • شرب رشفة من الماء.
  • نزع حزام الخصر أو تغيير البنطال إن كان ضيقًا.
  • تناول أحد أدوية مضادات الحموضة.

الخلاصة

ارتجاع المريء هي حالة شائعة تصيب البالغين والأطفال على حدٍ سواء، تسبب ارتداد أحماض المعدة للمريء وظهور بعض الأعراض المزعجة، مثل: حرقة المعدة، وعسر الهضم، والشعور بطعم مر أو حامض بالفم. يمكن التغلب عليها بإجراء تعديلات على نمط الحياة وتناول بعض الأدوية.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة