ما هو الفحص الدوري النسائي؟ وما أهميته؟
تتطلب العناية الصحية الخاصة بالمرأة القيام بالفحص النسائي الدوري، الذي يعد إجراءً طبياً أساسياً يهدف إلى الحفاظ على صحة المرأة، ويعد هذا الفحص شكلاً أساسياً من أشكال الرعاية الصحية الوقائية، حيث يتيح للأطباء فرصة تقييم الحالة الصحية للمرأة والكشف عن أي مشكلات صحية أو أمراض محتملة في وقت مبكر، مما يزيد من فرص العلاج الناجح وتحسين نوعية الحياة. في مقالنا اليوم من أمومة سنتناول كل ما يخص الفحص الدوري النسائي، بأنواعه المختلفة وأهميته بالنسبة للمرأة.
أهمية الفحص الدوري النسائي
تتمثّل أهمية التحاليل والفحوصات الدورية للمرأة فيما يأتي:
- الكشف بشكل مسبقِ عن الأمراض حتى قبل ظهور الأعراض.
- تعمل هذه الفحوصات على التقليل من خطر تفاقم الأمراض وحدوث مضاعفات قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، كما هو الحال في السرطان وارتفاع ضغط الدم.
- المحافظة على طبيعة حياة صحيّة وجيّدة للمرأة.
أبرز الفحوصات الدورية للمرأة؟
تتعدّد الفحوصات الدورية للمرأة التي يجب عليها القيام بها، ومن أبرزها ما يلي
الفحص الذاتي للثدي
يعدّ الفحص النسائي الذاتي للثدي من أبسط الفحوصات الدورية للمرأة، والتي تساعدها على مراقبة ثدييها، والانتباه إلى أي تغييرات قد تحدث فيهما، ويجدر الذكر أن هنالك بعض التغييرات الطبيعية في طبيعة الثدي؛ بسبب اختلاف مستوى الهرمونات خلال الشهر فلا داعي للمبالغة في الخوف.
ويعتبر أفضل وقت من الشهر للفحص الذاتي للثدي هو بعد أسبوعٍ واحد من انتهاء الدورة الشهرية حيث يكون الثدي أقلّ احتقاناً، والهدف من حث النساء على القيام بفحوصات الثدي الدورية هو تعويدهن على ملاحظة الشكل والملمس الطبيعي للثدي؛ ليكنّ أكثر قدرة على اكتشاف أي شيء غير مألوف أو مختلف، والتقاط سرطان الثدي في مراحله الأولى.
تصوير الماموغرام
تصوير الماموغرام (Mammogram) هو فحص الثدي باستخدام الأشعة السينية، وهو أفضل طريقة للكشف المُبكّر لسرطان الثدي، لذلك يعدّ من أهم الفحوصات الدورية للمرأة.
فحص سرطان عنق الرحم
عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم، والذي يصل بين الرحم نفسه والمهبل، وينصح بالقيام بالفحص الدوري من خلال زيارة الطبيبة النسائية، وذلك حتى يساعد الفحص في الكشف عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV في مراحله الأولى قبل أن يتطور إلى سرطان عنق الرحم.
حيث يمكن أن يسمح الكشف عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة مبكرة لطبيبك بمراقبة العدوى والتدخل في حالة حدوث تغيير في خلايا عنق الرحم.
ينصح النساء من عمر 21 سنة بالقيام بالبدء بإجراء فحص سرطان عنق الرحم، كما يجب تكراره بشكل دوري كل 3-5 سنوات ووضعه ضمن مجموعة الفحوصات الدورية للمرأة.
حيث يتمثّل فحص سرطان عنق الرحم بفحصين، وهما الآتي:
- فحص داخلي لخلايا عنق الرحم عن طريق أخذ خزعة منه.
- الكشف عن وجود فيروس الورم الحليمي البشري (Human papilloma virus) الذي قد يسبب سرطان عنق الرحم.
- منظار المهبل حيث يقوم به الطبيب المختص من خلال عدسة مكبرة (منظار المهبل) لفحص عنق الرحم عن كثب وبتفصيل أكبر من خلال إدخال أداة تسمى منظاراً في المهبل، للسماح برؤية عنق الرحم بوضوح.
- كشط باطن عنق الرحم إجراء يتم فيه كشط الغشاء المخاطي لقناة عنق الرحم باستخدام ملعقة مثل أداة تعرف باسم الكشط من أجل الكشف عن الحالات غير الطبيعية أو السرطانية أو سرطان عنق الرحم، ويشمل هذا الإجراء تمدد عنق الرحم لإزالة بطانة الرحم عن طريق الكشط أو الشفط، كما أنها تستخدم للكشف عن سرطان عنق الرحم.
فحص الهرمونات
ومن أبرز الهرمونات التي يوصى بفحصها بشكل دوري:
- الهرمون المنبه للجريب: (FSH)، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز نمو البويضة في المبيض لتجهيزها للإخصاب، ويجدر بالذكر بأنَّ نسبة هذا الهرمون تتزايد عن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين والهرمونات الأخرى، وتساعد مراقبة مستويات هذا الهرمون على الكشف عن اضطرابات الدورة الشهرية، أو وجود مشاكل في وظيفة المبيض، أو متلازمة تكيّس المبايض، أو أورام الغدة النخامية.
- الهرمون المنشط للجسم الأصفر: (LH)، إذ يُساعد هذا الاختبار على الكشف عن وجود مشاكل في الخصوبة.
فحص الغدّة الدرقية
تكون النساء وخاصة اللواتي فوق عمر الستين عُرضةً أكبر من الرجال للإصابة بمشكلات الغدة الدرقية (Thyroid gland)، وهي الغدة الموجودة في الرقبة والمسؤولة عن إفراز الهرمونات المسؤولة عن عملية الأيض، وتتمثل أكثر مشكلات الغدة الدرقية شيوعًا فيما يأتي:
- خمول الغدّة الدرقية.
- فرط نشاط الغدّة الدرقية.
- ومن خلال الفحص الدوري، يمكن اكتشاف أعراض اختلال هرمون الغدّة الدرقية في ما يأتي:
- التعب العام.
- تسارع دقّات القلب.
- اختلال الشهية والوزن.
- حساسية أكبر لدرجات الحرارة.
- ضعف العضلات.
- تقصّف الشعر والأظافر.
فحص الأمراض المزمنة
تحتاج النساء إلى إجراء الفحوصات الدورية للأمراض المزمنة، خصوصاً إذا كانت تعاني من السمنة أو كانت من اللواتي يتبعن أسلوب حياة غير صحي، أو في حال وجود أقاربٍ من الدرجة الأولى مصابون بالأمراض المزمنة، ومن هذه الأمراض ما يأتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- ارتفاع كولسترول الدم.
فحص مقاومة الإنسولين ومستوى السكر في الدم
ينصح الأطباء المرأة إجراء فحص مستوى سكر الدم ابتداءً من عمر الـ40 عاماً كل ثلاث سنوات، خاصةً إذا ما كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع في مستوى الكوليسترول في الجسم أو السمنة المفرطة أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
فحص فيتامين د
حيث تعاني الكثير من النساء من نقص فيتامين د نتيجة تعرضهنّ لأشعة الشمس لفترة أقل من الرجال بالتالي يكون مستوى فيتامين د في أجسادهن أقل، مما يسبب الإصابة بالعديد من المضاعفات مثل آلام العظام وخاصّة مع التقدّم في العمر ومع اختلاف مستوى الهرمونات في الجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية، لذلك يكون فحص فيتامين د واحد من أهم الفحوصات الدورية للمرأة.
فحص الحديد في الدم
يلعب الحديد دوراً مهماً جداً في تكوين خلايا الدم المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى الخلايا بالتالي القيام بالعمليات الحيوية.
كما أن الفتيات والنساء يفقدن الدم والحديد أثناء الدورة الشهرية، بالإضافة للحمل والولادة حيث تلعب هذه المراحل في حياة المرأة دوراً كبيراً في نقص الحديد في جسم المرأة، لذلك يجب فحص الحديد أثناء القيام بالفحوصات الدورية للمرأة.
ما النتائج التي تستدعي للقلق؟
قد تستدعي بعض نتائج الفحوصات الدورية للمرأة القلق؛ مما يتطلب الاهتمام ومتابعة إرشادات الطبيب لتلقي العلاج المناسب وتجنب المضاعفات، ومن هذه النتائج ما يلي:
- وجود كتلة صلبة بالقرب من الإبط.
- انتفاخات، أو نتوءات، أو تورم، أو تقرّحات في جلد الثدي.
- اختلاف شكل الحلمة، لا سيّما إن كانت مقلوبة للداخل.
- إفرازات دموية من الحلمة.
- نقصُ مستويات الحديد وفيتامين د في الدم.
- اختلال مستوى هرمونات الغدّة الدرقية.
- اضطرابات في ضغط الدم.
- ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
- ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم.
- وجود سيولة في الدم.
من المهم أن يتم الفحص الدوري النسائي بانتظام وفقاً للإرشادات الطبية، حيث يمكن أن يختلف توقيت الفحص اعتمادًا على عوامل مثل العمر وتاريخ الصحة الشخصية.
إن الاهتمام بالصحة النسائية يسهم في تعزيز الوعي الصحي وتحسين جودة الحياة، ويعكس الجهود المبذولة لتحقيق هدف الوقاية والكشف المبكر في مجال الرعاية الصحية.
