اسباب قرحة المعدة وعلاجها
تعاني الكثير من النساء من مشكلات المعدة المختلفة خلال مراحل حياتهن، وتعد قرحة المعدة أو القرحة الهضمية أحد أكثر هذه المشكلات الهضمية شيوعاً، والتي قد تكون مزعجة ومؤلمة. .في مقالنا اليوم من أمومة سنتعرف على أسباب القرحة في المعدة وأعراضها الشائعة، وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها بالطرق المختلفة
ما هي قرحة المعدة؟
القرح المعدية هي تقرحات تُصيب الغشاء المبطن للمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتحدث بسبب تآكل أو جرح في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة، أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أو أسفل المريء.
اسباب قرحة المعدة
يبطن المريء والمعدة طبقة مخاطية تحميه من الحمض الذي تحتويه في الحالات الطبيعية. وكلما زادت كمية الحمض نقصت كمية المخاط، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالقرحة.
تحدث القُرح الهضمية عندما يتسبَّب الحمض الموجود في المريء والمعدة بتآكُل السطح الداخلي للمعدة أو الأمعاء الدقيقة كما يمكن أن ينشأ عن الحمض قرحة مفتوحة مؤلِمة قد تسبِّب النزف.
ومن الأسباب الشائعة لهذه القرحة أيضًا:
- الإصابة بأحد أنواع البكتيريا. كالبكتيريا الملوية البوابية التي تعيش غالباً في الطبقة المخاطية التي تغطي الأنسجة المبطِّنة للمعدة والأمعاء الدقيقة وتحميها. لا تسبب بكتيريا الملوية البوابية مشكلاتٍ صحية غالباً، إلا أنها قد تسبب التهاباً في الطبقة الداخلية للمعدة.
- استخدام مسكِّنات الألم باستمرار. قد يُسبب تناول مسكنات الألم المعروفة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالأسبرين تهيُّجاً في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة أو التهابها.
- تناول بعض الأدوية الأخرى مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية - مثل الستيرويدات ومضادات التجلُّط، والأسبرين منخفض الجرعة، وغيرها ـ قد يزيد من احتمالية ظهور القُرح إلى حَدٍّ كبير.
عوامل إضافية تساهم في الإصابة بقرحة المعدة
- التدخين. قد يَزيد التدخين من احتمالية الإصابة بالقرح الهضمية، خصوصاً لدى الأشخاص المصابين ببكتيريا الملوية البوابية.
- شرب الكحوليات. يؤثر الكحول على البطانة المخاطية للمعدة حيث قد يتسبب في تهيج المعدة، وقد يتسبَّب في تآكلها، مما يزيد من كمية الحمض الذي تنتجه المعدة.
- التوتر العالي والضغوطات النفسية المستمرة.
- تناول الأطعمة الحارة، والتي تحتوي على الكثير من التوابل.
لا تُسبِّب هذه العواملُ القرحَ بمفردها، لكن قد تسبِّب تفاقُم الإصابة، أو تجعل تعافيها أصعب.
أعراض الإصابة بقرحة المعدة
تتفاوت شدة الأعراض بتفاوت شدة القرحة، ولعلّ أكثر أعراض القرحة شيوعاً هو الشعور بالحرقة أو الألم في منتصف البطن بين الصدر وسرة البطن.
يزداد الشعور بأعراض المعدة عندما تكون المعدة فارغة حيث يكون الألم أكثر حدة، وقد يستمر الألم لبضع دقائق إلى عدة ساعات.
تشمل الأعراض ما يلي:
- ألم خفيف في المعدة.
- فقدان الوزن.
- عدم الرغبة في الأكل بسبب الألم.
- الغثيان أو القيء.
- الانتفاخ.
- الشعور بالامتلاء والشبع بسهولة.
- التجشؤ أو ارتجاع المريء.
- حرقان في الصدر.
- الألم الذي قد يتحسن عند تناول الطعام أو الشراب، أو تناول مضادات الحموضة.
- فقر الدم، وتشمل أعراضه التعب، وضيق في التنفس، وأحياناً شحوب في البشرة.
- براز داكن اللون.
- القيء الذي يحتوي على الدم.
المضاعفات
عادة لا تعتبر القرحة في المعدة خطيرة، إلا أنه من الضروري التعرف على المضاعفات التي من الممكن أن تنشأ بسببها، ومن هذه المضاعفات:
النزيف
قد تتسبب القرحة بتآكل الجدار الداخلي للمعدة، مما يؤدي إلى النزيف وأحياناً فقدان كميات كبيرة من الدم، ومن الممكن أن يكون النزيف خفيفاً أو خطيراً، ومن الأعراض المصاحبة للنزيف:
- الألم في الجزء العلوي من البطن.
- الشعور بالغثيان واستفراغ مادة شبيهة بالقهوة.
- خروج البراز بلون داكن.
- الدوار وفقدان الوعي.
ثقب المعدة
قد يتسبب تآكل جدار المعدة في حدوث ثقب في الجدار الداخلي؛ مما يعمل على خلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا وحدوث الالتهاب، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الصفاق، ومن الأعراض المصاحبة للثقب:
- الشعور بألم شديد في البطن.
- تسارع نبضات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- احتباس والتهاب البول.
انسداد المعدة
قد ينتج انسداد المعدة بسبب تورّم القرحة ووجود الندبات في الجدار الداخلي للمعدة، مما يمنع مرور الطعام بشكل طبيعي وخروجه من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ومن الأعراض المرافقة لانسداد المعدة:
- الاستفراغ المستمر بكميات كبيرة، مع احتواء الاستفراغ على جزء من طعام غير مهضوم.
- الشعور المستمر بالنفخة أو امتلاء البطن.
- خسارة الوزن بشكل غير طبيعي.
سرطان المعدة
مصابو القرحة هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، ومن الأعراض المرافقة لسرطان المعدة الناتج عن القرحة:
- وجود ألم شديد في المعدة لا يختفي، بالرغم من استخدام المسكنات.
- عدم القدرة على بلع الطعام.
- خروج البراز بلون داكن.
العلاج
يتم علاج قرحة المعدة عادةً باستخدام المضادات الحيوية وبعض الأدوية التلطيفية والمغلفة للمعدة.
إلا أنه يمكن استخدام الأعشاب والعلاجات المنزلية للتخفيف والحد من أعراض هذه القرحة، ومن هذه الأعشاب:
عرق السوس
عرق السوس هو من الأعشاب المعروفة في العلاج التقليدي، ويُعتقد بأن تناول جذور عرق السوس المجففة تساهم في علاج القرحة الهضمية، علماً أنه تم التنويه مؤخراً لضرورة تناول الحبوب الدوائية من عرق السوس بدلًا من الجذور المجففة.
الزنجبيل
يعتقد الكثير من الأشخاص بفاعلية الزنجبيل في علاج أمراض الجهاز الهضمي بشكل عام كما تشير بعض الدراسات بأن الزنجبيل قد يساعد في تخفيف القرحة الناتجة من العدوى البكتيرية أو الناتجة من بعض الأدوية، إلا أنه يجب استخدامه بحذر واتّزان.
الكركم
يُستخدم الكركم في الطعام، ويتميز بلونه الأصفر، لاحتوائه على الكركمين (Curcumin) وهي مادة لها خصائص علاجية في منع الالتهابات والأكسدة، الأمر الذي قد يساعد في منع تقرح المعدة.
البابونج
يُستخدم البابونج عادةً في تهدئة الأعصاب وتخفيف آلام البطن والالتهابات، إلا أن بعض الدراسات الحديثة تشير أيضاً إلى أن مستخلص البابونج قد يمتلك خصائص مضادة للتقرحات في المعدة.
الثوم
الثوم مصدر غنيّ بالكبريت الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة والبكتيريا، فبالتالي قد يساعد الثوم بالتخلص من القرحة من خلال احتوائه على مواد مضادة للبكتيريا الملوية البوابية في المعدة.
الألوفيرا
تُستخدم الألوفيرا في مواد التجميل كما ينصح بها للحفاظ على صحة ونضارة البشرة، إلا أنه وجد مؤخرأ أن لها فعالية في تخفيف القرحة حيث بينت الدراسات أنها تحتوي على خصائص تلعب دوراً في تقليل كمية حمض المعدة والمساعدة في التئام القرحة.
الحلبة
إن الحلبة غنيّة بالمواد الصمغيّة التي تعمل على تغليف بطانة المعدة؛ وبالتالي فهي تساهم في التسريع في عملية التئام القرح داخل المعدة.
يجب التنويه باستشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل تناول أي من الأعشاب والمكملات، حتى لا تتعارض مع بعض الأدوية، مسببة آثاراً جانبية.
علاج قرحة المعدة بالطرق الطبيعية
البروبيوتيك (Probiotic)
البروبيوتيك أو المعيّنات الحيوية هي متممات غذائية تعمل على إعادة التوازن في البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، والمساعدة في التخلص من القرحة.
تساعد مادة البروبيوتيك على التقليل من عدد البكتيريا الملويّة البوابية مما قد يسرّع عملية التئام القرحة وتخفيف أعراضها.
يتوفر البروبيوتيك في الصيدليات حيث تتواجد على شكل حبوب دوائية، كما قد تتواجد أيضاً في بعض الأطعمة، مثل: اللبن.
العسل
للعسل خصائص مضادة للبكتيريا؛ مما يجعله من المواد الطبيعية التي قد تساعد في علاج القرحة، حيث إن العسل الطبيعي غنيّ بمضادات الأكسدة، ويساعد في التئام التقرحات والجروح الداخلية والخارجية.
عصير الملفوف
يُعد الملفوف مصدراً غنيّاً بفيتامين ج ومضادات الأكسدة التي قد تمنع وتعالج القرحة البكتيرية.
كيف يمكن الوقاية من القرحة؟
- استخدام المضادات الحيوية في حال كانت البكتيريا الملوية البوابية هي المسببة لقرحة المعدة.
- الحرص على استهلاك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مع الوجبات واستشارة الطبيب لاستخدام بدائل آمنة وأقل ضراراً.
- غسل اليدين بشكل صحيح قبل تناول الطعام وبعده.
- تناول الوجبات المطبوخة بشكل كامل، وتجنب الأطعمة النيئة أو غير النظيفة.
- الإقلاع عن التدخين.
- الإكثار من شرب الماء لمنع الجفاف إذا كنت تعاني من الغثيان والاستفراغ نتيجة القرحة.
- توزيع الوجبات، وتقسيمها إلى 5 وجبات خفيفة يومياً بدلًا من استهلاك 3 وجبات دسمة كبيرة.
- تجنب الأطعمة الحارّة.
- تناول غذاءً صحياً ومتوازناً يحتوي على كميات كافية من الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة.
- زيادة النشاط البدني، والقيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، خاصة تمارين اليوغا لما لها من دور كبير في تهدئة الجسم وإزالة التوتر.
متى يجب استشارة الطبيب؟
تحدثي إلى طبيبكِ إذا كان لديكِ أي من أعراض القرحة المعدية التي سبق ذكرها أعلاه، أو إذا كنت تشعرين بعدم الراحة في المعدة، واتبعي عزيزتي النصائح لتجب القرحة في المعدة والحصول على العلاج اللازم، حتى لا تتفاقم مضاعفاتها.
