ليس هنالك فرق مثالي للعمر بين أطفالك، ولكن هنالك أموراً عليك التفكير بها وأخذها بعين الاعتبار عند رغبتك في الإنجاب للمرة الثانية والثالثة. قد لا يكون القرار سهلاً باختيار فاصل العمر المناسب بين كل طفل وآخر، لكننا اليوم في مقالنا في أمومة، سنقدم لكِ إيجابيات وسلبيات فرق العمر بين الأولاد بسنوات مختلفة.
في حالة إنجاب أخوين بفارق سن قليل جداً، فإن هذا الأمر قد يكون مرهقاً من جهة، لكنه مناسب لاختزال الكثير من الطاقة الواجبة على الأم بمراحل الأمومة الأولى، من أهم المزايا ما يلي:
يكبر الطفلان مع ذات التحضيرات للطفلين معاً، حيث يحضر للحفاظات والرضعات وأوقات السهر والعناية بالطفل لتكون مرة واحدة، بدلاً من مرتين على فترات متباعدة، تكون فيها الأم أكثر ضجراً من إعادة ذات الروتين مع مولود جديد، كانت قد مرت بها.
ينشأ الطفلان بعمر واحد تقريباً مثل الأخوين التوأم، وهذا أمر مثالي للطفل والأم معاً، وتكون فترة العناية المخصصة لتربية الأطفال خاصة للأم العاملة، لفترة محددة، من بعدها تستطيع العودة إلى ممارسة عملها بشكل أكثر تنظيماً، وقد يستغرق الأمر بين 3- 4 سنوات، من بعدها تستطيع العودة إلى العمل والدراسة بشكل أكثر تنظيماً، مع اعتماد الطفلين على أنفسهم قليلاً بمراحل المشي وإطعام أنفسهم والتخلص من الحفاظات، ويكونان أكثر استعدادا لأجواء الحضانة.
إن الفارق الزمني البسيط بين الأخوة يجعلهم أكثر ميلاً لمشاركة ذات الاهتمامات، وإن حصلت النزاعات الطبيعية بينهما، كما يتعلق الطفلان ببعضهما البعض، لمواصلة اللعب وقضاء الوقت معاً، وتجاوز مشاعر الغيرة والأنانية بالمستقبل.
السلبيات
تكون الجهود المبذولة للعناية بطفلين مضاعفة، مثل العناية بالطفل بالسهر والرضاعة الطبيعيةأو الصناعية وتغيير الحفاضات والملابس وتهيئة الأطعمة المبكرة للأطفال، مما يصيب الأم والأب كذلك بالإرهاق للعناية بالطفلين الرضيعين بوقت واحد، خاصة بأوقات إصابة أحد الأطفال أو كلاهما بالأمراض.
مواجهة الصعوبة في تغير نظام النوم وساعاته بين الطفلين، حيث يميل الطفل الرضيع الصغير إلى روتين نوم مختلف عن الطفل الأكبر، لكن التعاون وطلب المساعدة في هذا الوقت الصعب من تربية الأطفال يساهم بلا شك بتسهيل الأمور على الأسرة بالكامل.
تكاليف مادية إضافية في التجهيزات اللازمة، إذ يحتاج الطفلان إلى تجهيزات ثنائية، مثل العربة المزدوجة، وكرسي أطفال للسيارة، وكذلك وقت أطول من إجازة الأمومة، إن كان عملها يسمح بذلك.
فرق العمر بين الأولادأكثر من 3 سنوات
الإيجابيات
تسمح هذه السنوات الثلاث الفرصة للأمهات لنيل قسط أكبر من الزمن وتخفيف مهام العناية بالأطفال على مرحلتين.
يصبح الطفل الأكبر أكثر اعتمادا على نفسه، أكثر استعداداً لتناول الطعام بمفرده، والتخلص من الحفاضات والمشيوالاستيعاب أكثر لتعليمات الأبوين والكلام والتعبير عن نفسه ومتطلباته، وعلى الأرجح يكون أكثر ثقة بنفسه، ويشعر بالأمان عند استقبال طفل آخر بالأسرة.
يستعد جسم الأم بشكل أكبر للحمل والولادة الثانية.
تكون الفرصة أكثر متاحة للأم للاستمتاع بالأمومة الأولى وإعطاء الطفل الأول كامل الاهتمام والرعاية وكذلك تجربة هذه المهام بشكل أكثر سيطرة؛ مما يؤهلها بخبرة أفضل لأمومة الطفل الثاني.
يمكن أن ينسجم الطفل الأول مع الثاني، ويلحق به للتعلم واللعب بألعاب متقاربة بالفئة العمرية، مما يمثل السن المثالي لفارق السن بين الأبناء.
السلبيات
تعد هذه المرحلة الزمنية فاصلاً ليس قصيراً لإعادة روتين العناية بالطفل الرضيع الثاني.
تختلف التجهيزات الخاصة بالطفل من حيث الملابس والألعاب والحليب والأطعمة والأثاث من الناحية العمرية، لذا تزداد الميزانية المخصصة لتربية الأطفال.
خلال السنوات الفارقة بين الطفلين، يكون الطفل الأول قد اعتاد على الاهتمام به بشكل كامل، وكذلك على العيش بأسرة تهتم به، وتوفر له جميع احتياجاته، وتولي له الوقت والرعاية الكاملة له، فمن سلبيات هذا الفارق ما يلي:
إن الطفل الثاني سيكون مثار غيرة وتهديد لشعور الطفل الأول بالأمان والاستقرار العاطفي، خاصة خلال السنة الأولى التي يكون فيها الطفل الرضيع متطلباً، ويحتاج رعاية الأم بشكل كامل.
صعوبة تأقلم الأم مع المرحلة الجديدة، والتي ستعيد بها كل التفاصيل المتعلقة برعاية الطفل حديث الولادة.
اختلاف اهتمام الطفلين، مما يشكّل جهداً مضاعفاً على الأهل لتلبية احتياجات كل طفل على حدة.
تشير دراسات علم النفس إلى أنه يمكن للأخوة أن يكونوا أصدقاء مهما كان الفارق العمري بينهم. كما تؤكد الدراسات الاجتماعية أن شكل علاقة الأخوة يتوقف على عوامل أخرى مثل دور الوالدين وعمرهما ووضعهما المالي في المراحل المختلفة من حياة الأسرة وجنس الأطفال والبيئة الاجتماعية المحيطة وترتيب الأطفال في الأسرة وشخصية كل طفل والقيم التي يتعلمها، وينصح خبراء علم الاجتماع بتعزيز البيئة التي تتيح الانسجام بين الأطفال ليشعر كل أفراد الأسرة بالاحترام والمحبة.
تجربتي الشخصية مع فرق العمر بين الأولاد
خلال تجربتي الشخصية مع أطفالي، لدي ما أقوله حول السلبيات والإيجابيات، فقد رزقني الله طفلتين بينهما 7 سنوات من العمر.
الإيجابيات كثيرة، فأنا كنت مستعدة جسدياً لتجربة الحمل للمرة الثانية، وكنت أكثر وعياً برحلة الأمومة ومستمعة بكل تفاصيلها، كما أن ابنتي الأولى قد أخذت كامل حقها في الرعاية والاهتمام والتأسيس الدراسي، وكانت سعيدة جداً لاستقبال أختها، وكانت بمثابة يدي اليمنى في العناية بالمولودة الجديدة.
أما عن السلبيات، اكتشفت وجود فجوة عمرية بين بناتي، فلم يستطيعا أن يلعبا معاً بما يكفي، بل كانت ابنتي الكبرى بمثابة أمها الثانية وليست أختها، كما أنني واجهت صعوبة في التركيز معهما فلكل واحدة خصوصية ورعاية مختلفة تماماً عن الأخرى. لكن في نهاية المطاف، كل تجربة لها قيمتها وجمالها من كل الأبعاد.
ما فرق السن المثالي بين الأبناء؟ من موقع Supermama
فارق العمر بين الإخوة لا يؤثر سلبا على طبيعة العلاقة بينهم من موقع العرب
كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.
أفضل تطبيق عربي لصحة المرأة، والأمومة، والأفكار الحياتية
نود أن تحصلي على الدعم، والتواصل الذي تحتاجين من خبرائنا في كل المواضيع التي تهمك. نضع بين يديك بودكاست عن حكايات الأمهات، و دوراتنا التدريبة، ومقالات الخبراء، وغيرها من الخدمات لنسهل عليك رحلة الأمومة.