صعوبات الأم العاملة في سوق العمل

تواجه الأم العاملة العديد من التحديات والصعوبات خلال حياتها اليومية سواء على الصعيد الشخصي، أو في مجال عملها. فتضطر الأم إلى تقديم العديد من التضحيات من أجل الاستمرار في حياتها وعملها، على الرغم من كل الصعوبات التي تتفاوت حسب بيئتها، ظروفها ومجتمعها. في مقالنا اليوم من أمومة سنتناول أبرز الصعوبات التي تواجهها الأم العاملة في سوق العمل.

مروة
مروة بني هذيل
تاريخ النشر:Feb 3rd 2024 | تاريخ التعديل :Apr 10th 2024
سوق العمل والمرأة

دوافع الأم للعمل

تتفاوت دوافع المرأة للعمل، خصوصاً بعد بدئها رحلة الأمومة وتكوين أسرتها بطفل واحد أو أكثر. فعلى الرغم من أن الدافع الاقتصادي يشكل عاملا أساسياَ يدفع المرأة والأم إلى خوض تجربة العمل، حيث إن الوضع الاقتصادي المتواضع الذي يعاني منه أغلب الناس في ظل تزايد الالتزامات والمصاريف يدفع الأم إلى أن تلعب عدة أدوار إلى جانب كونها. إما لتحسين مستوى المعيشة وتوفير الأفضل لأطفالها. على عكس ما كانت عليه الأمور في العقود الماضية حيث كان خروج المرأة للعمل يعد محدوداً إضافة إلى انحصار مجالات عملها.

كما أن الاستقلالية المادية وإيجاد الهوية على حد تعبيرهن، هو أحد أبرز الدوافع للعمل، كما لا يمكن حصر دور التربية بالأم فقط، فدور الأب في التربية وقضاء وقت جيد مع الأطفال يعود بالنفع عليهم.

الصعوبات التي تواجه الأم العاملة

تكافح المرأة العاملة من أجل تخطي العقبات التي تواجهها في حياتها الخاصة والاجتماعية، ومن أبرز هذه الصعوبات:

  • عدم تقبل الزوج لعمل الزوجة لأسباب عديدة منها التعصب والتمسك بالعادات والتقاليد، أو بسبب التقصير في الواجبات الزوجية.
  • صعوبات تربية الأطفال، فغالباً ما قد تواجه المرأة بعض الصعوبات في الموازنة بين التربية والعمل، وخاصة في حال كان الأطفال في مرحلة عمرية صغيرة.
  • الموازنة بين العمل والواجبات المنزلية مما قد يسبب إجهاداً كبيراً، وتحتاج معه الأم على مجهود كبير لتنظيم وقتها.
  • الحمل والإنجاب: تعد المرأة الحامل من أكثر النساء التي تواجه مشكلات في العمل على الصعيد الصحي والجسدي والنفسي، سواء كانت حاملاً أم أنجبت طفلاً حديثاً.
  • انحصار العلاقات الاجتماعية، وربما انعدامها بسبب ضيق الوقت وكثرة المسؤوليات.

الصعوبات التي تواجهها الأم في سوق العمل

تبحث المرأة في عن فرص تتناسب مع خبراتها وطموحها إضافة إلى الأماكن التي تناسب مكانتها في المجتمع والتي توفر لها الراحة، إلا أن فرص تحقيق ذلك تتفاوت، حيث تواجه الأم بعض الصعوبات في مضمار العمل ومنها:

  • التفريق بين الجنسين في العمل: كثيراً ما يفضل أصحاب العمل توظيف الرجال والشباب على توظيف المرأة، دون الآخر يعين الاعتبار مستوى المهارة والخبرة والشهادة التي تتميز بها ولأن ما يميل للاختيار بطريقة عنصرية، خصوصاً في المناصب القيادية؛ مما يقلل من فرص إثبات المرأة لنفسها في العمل.
  • الرفض في العمل: قد لا يتقبل صاحب العمل توظيف الأم ظناً منه أنها أقل كفاءة أو مسؤولية من الرجل لاعتقاده أن مسؤولياتها المنزلية والأسرية ستشكل عائقاً لإنجازاتها.
  • العادات والتقاليد: في كثير من المجتمعات والبيئات التقليدية تضطر الأم إلى مواجهة العادات والتقاليد التي تحارب عمل المرأة خصوصاً في بيئة عمل مختلطة، يميل المجتمع التقليدي إلى تهميشها واقتصار دورها على المنزل والتربية، كما أن حرمان المرأة من التعليم؛ بسبب العادات والتقاليد يسبب انخفاض فرص حصولها على العمل المعتمد على الشهادات، وذلك سيحول بينها وبين المشاركة في مجال العمل.
  • طبيعة العمل: تتميز المرأة بطبيعة جسدية خاصة؛ مما يتطلب خصوصية في طبيعة العمل حيث لا تناسب جميع الأعمال مع قدرات المرأة، فهنالك أعمال تكون ذات طبيعة قاسية تحتاج إلى جهد ووقت كبيرين وخاصة، تثقل عليه إلى جانب مسؤولياتها المنزلية أو الاجتماعية، فيصبح العمل متعباً لها، ويأخذ حيزاً كبيراً من صحتها ووقتها.
  • الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية: تنعكس طبية حياة الأم وتسلسل مراحلها على عملها بشكل مباشر حيث إن العمل خلال فترة الحمل يتطلب خصوصية ومراعاة لصحتها وصحة جنينها، إضافة إلى الولادة الأم وإجازة الأمومة التي تشكل عبئاً على صاحب العمل، وكذلك ساعة الرضاعة التي تستحق للأم العاملة خلال فترة الرضاعة الطبيعية، مما يجعل بعض أصحاب العمل يتجنبون توظيف الأم العاملة، وقد يشترطون عليها عدم الحمل والإنجاب.
  • التحرش في العمل: تواجه بعض النساء مشاكل أخلاقية في بعض بيئات العمل المختلطة، ومن هذه المضايقات التحرش والمضايقات من قبل زملاء العمل؛ مما يؤثر سلباً على استقرارها النفسي والوظيفي، فلا تجد هذه المرأة حلّاً سوى ترك العمل، فتفقد حقها وفرصتها في الحصول على الوظيفة.
  • بعد مكان العمل: إحدى مشكلات الأم العاملة هو الوقت المهدور في سبيل الوصول إلى مكان العمل أو العودة إلى المنزل حيث يستغرق ذلك وقتاً طويلاً للوصول ويستنزف طاقتها، خاصة إذا كانت الموصلات غير مؤمنة أو مكان العمل خارج المدينة.
  • عدم المساواة في الأجور: غالباً ما يقوم أصحاب العمل باستغلال حاجة المرأة للعمل أو الاستهانة بإمكاناتها فلا تتساوى أجور النساء مع الرجال الذي يشاركونهم نفس طبيعة العمل، وهذا يشكل عائقاً في سوق العمل أمام الأمهات اللواتي يقتطعن من وقت أطفالهن من أجل العمل والحصول على المال، فمن حقهن تقاضي الأجر المناسب للوظيفة التي يقمن بها.
  • عدم تفهم المدير أو المسؤولين الرجال لطبيعة احتياجات المرأة وظروفها الطارئة، سواء كان ذلك متعلقاً بطفلها أو بها شخصياً.
  • مهام إضافية وساعات عمل ممتدة: فقد يتطلب العمل في كثير من الأحيان أوقات عمل إضافية كالتأخير بعد ساعات الدوام الرسمية أو القدوم مبكراً، وفي بعض الأحيان العمل في أيام العطل أو خلال إجازة الأمومة، في حين لا يتناسب ذلك مع التزاماتها الأسرية كأم تجاه أطفالها، فيتعين عليها مواجهة التعليقات المزعجة من مديرها وزملائها.

ولأن العمل بات متطلباً حياتياً مع تزايد الالتزامات وغلاء الأسعار، فإن الانخراط في سوق العمل يتطلب اكتساب مهارات متنوعة للتغلب على الصعوبات وتحقيق التوازن بين الواجبات والمسؤولية في العمل والبيت.

مروة
مروة بني هذيلكاتبة محتوى طبي واجتماعي

كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.

مقالات ذات صلة