من الصعب تخيّل فكرة أن الرحم يمكن أن يهبط من مكانه، لكن الحقيقة أن الهبوط في الرحم أو سقوطه هو حالة شائعة، وعادةً ما تحدث للسيدات مع التقدم في العمر أو مع الولادات الطبيعية المتكررة، وتختلف حدة المشكلة من امرأة إلى أخرى. هنا في أمومة، سنسلّط الضوء على مشكلة هبوط الرحم لنتعرّف معاً على الأسباب وطرق العلاج.
يعرف أيضاً بتدلي الرحم أو نزول الرحم، هو خروج الرحم عن مكانه الطبيعي إلى المهبل، ويحدث ذلك نتيجة ضعف الأربطة والعضلات التي تعمل على تثبيت الرحم.
تُعرف العضلات والأربطة والأنسجة الموجودة في الحوض بعضلات قاع الحوض، والتي تدعم الأعضاء داخله مثل الرحم، والمهبل والمستقيم والمثانة.
عندما تتضرر عضلات قاع الحوض، أو تضعف بالقدر الذي تصبح فيه غير قادرة على توفير الدعم للأعضاء، فإن هذا يتسبب في سقوط أعضاء الحوض في المهبل.
تعاني 50% من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 عاماً من درجة ما من هذه الحالة.
لا يتسبب الهبوط الخفيف في الرحم عموماً في ظهور علامات أو أعراض، حيث تشمل علامات وأعراض تدلي الرحم المعتدل إلى الشديد ما يأتي:
تعد الأعراض التي تُعانيها المريضة كافية لتشخيص إصابتها بهبوط الرحم، ويحتاج الطبيب المختص إلى الفحص السريري للحوض والمهبل.
لكن قد يلجأ إلى بعض الفحوصات الإضافية الأخرى، مثل
هناك عدة طرق تستخدم من أجل علاج نزول الرحم، ويحدد ذلك بعد استشارة الطبيب وتشخيص الحالة، ويمكن أن تشمل طرق العلاج على ما يلي:
تساعد التمارين الرياضية على علاج نزول الرحم وتخفيف أعراضه خاصة الهبوط في الرحم بعد الولادة، ومن التمارين التي يمكن ممارستها لعلاج تدلي الرحم ما يلي
هناك بعض الأعشاب والمواد الطبيعية التي تساعد في رفع الرحم، مثل
إن أخذ هرمون الإستروجين إما عن طريق المهبل أو الفم بعد سن اليأس حيث يساعد على تقوية عضلات المهبل. كما يمكن علاج نزول الرحم بالهرمونات الصناعية لرفع مستوى هرمون الإستروجين.
وتشمل ما يلي
يتم إجراء هذه الجراحة بشكل عام من خلال المهبل، ولكن في بعض الأحيان من خلال البطن، فقد يزرع الجراح أنسجتك الخاصة أو أنسجة من متبرع أو مادة اصطناعية على هياكل قاع الحوض الضعيفة لدعم أعضاء الحوض.
قد يُوصى باستئصال الرحم في حالات معينة من تدلي الرحم، حيث يعد استئصال الرحم آمناً بشكل عام، ولكن مع أي عملية جراحية تأتي مخاطر حدوث مضاعفات.
تشمل ما يأتي
إذا تسبب تدلي الرحم في ظهور أعراض قليلة أو عدم وجود أعراض، فقد توفر إجراءات الرعاية الذاتية البسيطة الراحة، أو تساعد على منع تدهور حالة التدلي، حيث تشمل تدابير الرعاية الذاتية أداء تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض وفقدان الوزن وعلاج الإمساك.
الفرزجة المهبلية عبارة عن حلقة بلاستيكية أو مطاطية يتم إدخالها في المهبل لدعم الأنسجة المنتفخة حيث يجب إزالة الفرزجة بانتظام للتنظيف.
بشكل عام لا يلاحظ معظم النساء تدلي الرحم الخفيف إلى المتوسط الذي لا يبرز خلال فتحة المهبل عند ممارسة الجماع، ويشعرون براحة تامة وبالرضا.
عادةً لا يلاحظ الرجال هبوط في الرحم في أثناء ممارسة الجماع إلا إذا كان شديداً وبارزاً من المهبل.
في العموم يمكن القول إنه لا يؤثر في الجماع إلا في الحالات الشديدة منه، ولكن معظم تأثيره يكون نفسياً لدى المرأة، إذ تخشى أن يشعر الزوج بالأمر، ويقلل من استمتاعه بالعلاقة.
أكثر ما قد يقلق السيدات اللاتي شُخصنّ بهبوط الرحم، هو إمكانية حدوث حمل مع التدلي، ونجيب عن هذا الأمر أنه في حالة تدلي الرحم في المرحلة الأولى، من الممكن حدوث حمل، لكن يجب المتابعة الطبية، ويُفضل علاج الحالة أولًا ثم التخطيط لحدوث حمل.
في حالات الهبوط في الرحم من الدرجة الثانية والثالثة، ينخفض الرحم للمهبل فلا يجد الجنين مساحة للنمو، ما قد يؤدي إلى ولادة جنين ميت، وقد ينجرف الجنين خارج المهبل قبل اكتمال نموه فيُولد مشوهاً.
اعتمادًا على شدة التدلي قد تصبح الدورة الشهرية أكثر غزارة مع التدلي الشديد، أما الهبوط البسيط لن يسبب نزيف، أو يسبب تأخر الدورة الشهرية.
ومع ذلك مع نزول الدم ينخفض مستوى هرمون الإستروجين، فتصبح العضلات أكثر ضعفاً، ما يزيد الشعور بالثقل المرتبط بالتدلي، ويزيد من شدة الأعراض.
لا توجد طريقة محددة لتجنب هبوط في الرحم، ومع ذلك، فإن بعض العادات قد تقلل مخاطر الإصابة به وذلك من خلال:
وأخيراً عزيزتي، ينبغي التذكير بضرورة استشارة طبيب النساء المختص دورياً، خاصة للمتقدمات في السن.