هل ينتقل سرطان عنق الرحم للزوج؟

ما هو سرطان عنق الرحم؟

سرطان عنق الرحم (Cervical cancer) هو سرطان يصيب عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل، فتصبح الخلايا المبطنة لعنق الرحم غير طبيعية، وتنمو خارج نطاق السيطرة.

عادةً لا يسبب هذا النوع من السرطان في المراحل المبكرة ظهور أي أعراض، ولكن عندما ينمو وينتشر للأنسجة المجاورة تبدأ الأعراض في الظهور، وتشمل:

• نزيف مهبلي غير طبيعي بين فترات الدورة الشهرية (نزول دم بعد الدورة).
• نزيف بعد ممارسة العلاقة الحميمة.
• الدورة الشهرية أطول وأكثر كثافة من المعتاد.
• نزيف بعد انقطاع الطمث.
• إفرازات مهبلية غير عادية قد تحتوي على الدم بين فترات الحيض، أو بعد انقطاع الطمث.
• ألم أثناء ممارسة العلاقة.
• ألم في منطقة الحوض.
• وفي المراحل المتقدمة قد يسبب سرطان عنق الرحم تورم الساقين ومشاكل في التبول ودم في البول.

هل ينتقل سرطان عنق الرحم للزوج؟

قد يراود مريضة سرطان عنق الرحم الكثير من الأسئلة حول سرطان عنق الرحم والجماع، ومن بينها هل ينتقل سرطان عنق الرحم للرجل؟ أو هل مرض السرطان الرحم معدي بالجماع؟ أو هل ينتقل سرطان عنق الرحم للزوج؟

وفي الحقيقة أنه لا يمكن أن ينتقل سرطان عنق الرحم للزوج، فالسرطان غير معدٍ، ولا ينتقل عن طريق الجماع ولا بأي شكل من أشكال نقل العدوى الأخرى.

ولكن يرتبط سرطان عنق الرحم بفيروس الورم الحليمي البشري (Human papilloma virus)، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 95% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم تقريبًا تحدث بسبب الإصابة بهذا الفيروس، وهذا الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي بكافة أنواعه، لذلك يمكن أن ينتقل للزوج.

 هل الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري يزيد من خطر إصابة الرجال بالسرطان؟

معظم حالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري لا تسبب السرطان، ولكن قد تسبب العدوى بسلالات معينة من هذا الفيروس (شديدة الخطورة) لفترات مستمرة وطويلة حدوث تغيرات في الخلايا يمكن في نهاية المطاف أن تسبب إصابة الرجل بالسرطان، كما أن سلالات أخرى منه قد تسبب ظهور الثآليل التناسلية.

فقد يصاب الرجل بسرطان مرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري في الفم والحلق أو القضيب أو الشرج (قد تبين أن أكثر من 90% من سرطانات الشرج مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، كما ترتبط معظم سرطانات القضيب والفم والحلق به أيضًا).

ولكن يجدر التنويه أن الإصابة بالفيروس الورم الحليمي البشري لا يعني أن الإصابة بالسرطان أمر مؤكد وحتمي، فعلى الرغم من أن هذا الفيروس هو العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا، والتي تؤثر على الجهاز التناسلي، إلا أن العدوى سوف تختفي من تلقاء نفسها بمرور الوقت عند أكثر من 90% من المصابين ودون علاج، إذ يساعد الجهاز المناعي عادةً على محاربته والشفاء من العدوى.

ولكن قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي كالأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أقل قدرة على مكافحة هذا الفيروس وأكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الناجمة عنه.

طرق الوقاية من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري

وضحنا سابقًا أن إجابة سؤال "هل ينتقل سرطان عنق الرحم للزوج؟" هي لا، لن ينتقل السرطان للزوج، ولكن يمكن أن ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري للزوج، وقد تسبب الإصابة بسلالات معينة منه لفترات طويلة ومستمرة زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات.

ولتقليل خطر الإصابة بالفيروس الورم الحليمي البشري أو نشره توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باتباع النصائح الآتية:

• الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، هو أفضل طريقة للوقاية من معظم حالات سرطان عنق الرحم والمهبل والفرج والشرج، وكل أنواع السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. (يجدر التنويه أن هذا اللقاح مناسب لأي شخص يتراوح عمره بين 11 إلى 26 عامًا، ووضح مركز السيطرة على الأمراض أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة الحصول على اللقاح في عمر الـ 9 سنوات).
• استخدام الواقي الذكري بشكل صحيح عند ممارسة العلاقة الحميمة، ولكن يجدر التنويه أنه لن يوفر حماية كاملة من هذا الفيروس؛ لأنه لا يغطي كامل الجلد التناسلي.
• تجنب العلاقات الجنسية المتعددة.
• اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر، والإقلاع عن التدخين تمامًا، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
• كما ننصح جميع النساء غير المصابات بسرطان عنق الرحم بحضور الفحص الروتيني لهذا السرطان لاكتشاف الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة مبكرًا، وينصح بإجراء الاختبار كل 5 أو 10 سنوات بدءًا من سن الثلاثين، أما النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشري، فينصح بإجراء الاختبار كل 3 سنوات بدءًا من عمر الـ 25 عامًا.

 الخلاصة

لا يعد سرطان عنق الرحم معديًا، ولا يمكن أن ينتقل للزوج، ولكن يمكن لفيروس الورم الحليمي البشري، وهو الفيروس المسؤول عن الإصابة بسرطان عنق الرحم أن ينتقل للزوج، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب العدوى الشديدة زيادة خطر إصابة الزوج ببعض أنواع السرطانات.