هل يمكن للحامل تناول حبوب ميلاتونين للنوم؟

تشير الأبحاث إلى أن حوالي 46 - 78% من النساء الحوامل يعانين من اضطرابات النوم، وتزداد هذه النسبة إلى حوالي 80% في الثلث الأخير من الحمل، حيث يصبح الأرق أكثر شيوعًا. ونظرًا لما يسببه الأرق واضطرابات النوم من إزعاج كبير، تسعى معظم النساء الحوامل للبحث عن طرق العلاج. ومن الوسائل التي شاعت مؤخرًا بشكل كبير تناول حبوب الميلاتونين للنوم. فما هو الميلاتونين؟ وهل يمكن للحوامل تناوله بأمان؟ وما هي الأضرار المحتملة لهذه الحبوب؟ تابعي القراءة لمعرفة الإجابات.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Sep 23rd 2024
الميلاتونين للحامل

ما هو الميلاتونين؟

الميلاتونين هو هرمون طبيعي ينتجه الجسم، ويلعب دورًا حيويًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. إذ يحفز الظلام الجسم على إنتاجه وإطلاق المزيد منه استعدادًا للنوم، بينما يقلل الضوء من إنتاجه، ويعطي إشارات للجسم ليبقى مستيقظًا.

فعلى سبيل المثال، يبدأ الجسم في إنتاج الميلاتونين عند شخص سليم يتمتع بدورة نوم واستيقاظ طبيعية مع حلول غروب الشمس، وهذا يسبب زيادة تدريجية في النعاس. ويستمر إنتاجه طوال الليل، ولكن يبلغ ذروته بعد 7 ساعات من غروب الشمس، وهذا ما يساعد الشخص على البقاء نائمًا طوال الليل. بينما تنخفض مستوياته في الصباح الباكر إلى مستويات غير قابلة للاكتشاف، وذلك لأن الضوء يمنع إنتاجه، وهذا ما يساعد الشخص على الشعور باليقظة.

حبوب ميلاتونين للنوم

يتوفر هرمون الميلاتونين على شكل حبوب أو أقراص يمكن تناولها عن طريق الفم لعلاج الأرق وتحسين النوم في حالات مختلفة، ومنها:

  • الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الميلاتونين بشكل طبيعي، فعادةً ما تنخفض مستويات الميلاتونين مع التقدم في العمر.
  • من يواجه صعوبة مؤقتة في النوم (حالات الأرق العرضي) أي أن الشخص ينام بشكل سليم، ولكن يواجه صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه؛ بسبب التوتر من أمر ما أو نتيجة اضطرابات الرحلة الجوية الطويلة على سبيل المثال.
  • في حالات تناول الأدوية التي تتعارض مع النوم.
  • أولئك الذين يعانون من مرحلة النوم المتأخرة (أي النوم في وقت متأخر جدًا، والاستيقاظ في وقت متأخر جدًا).

ويجدر التنويه أن حبوب الميلاتونين للنوم قد تساعد الأشخاص على الدخول في النوم، ولكنها غير فعالة في مساعدة الأشخاص على البقاء نائمين، وتأثيراته على جودة النوم وإجمالي وقت النوم ليست واضحة تمامًا. لذا إن كنتِ تبحثين عن علاج للاستيقاظ المتكرر خلال النوم لن يكون الميلاتونين الخيار الأفضل لمساعدتك.

هل يؤثر الميلاتونين على الحامل؟

حتى الوقت الحالي لا توجد أدلة كافية تؤكد أن تناول حبوب النوم ميلاتونين آمنًا خلال الحمل. لذلك فإن إعطاء الحوامل السليمات واللاتي لا يواجهن مشاكل صحية مرتبطة بانخفاض مستويات الميلاتونين لن تكون فكرة جيدة على الإطلاق.

ففي حال تناولت الحامل مكملات الميلاتونين سوف تتعرض لخطر ارتفاع مستوياته في جسدها، وهذا قد يعرض الجنين لبعض المخاطر. وفيما يأتي التوضيح:

  • ترتفع مستويات الميلاتونين بشكل طبيعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بسبب إنتاج المشيمة له. لذا، فإن تناول حبوب الميلاتونين قد يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في مستوياته في الجسم.
  • يمكن لهذا الهرمون عبور المشيمة والارتباط بمستقبلات في الجنين والتسبب بأضرار. فقد بينت دراسات أجريت على الفئران أن تناول مكملات الميلاتونين خلال الحمل أثرت سلبًا على حجم المواليد ومعدلات نموهم.

ومع ذلك، في بعض الحالات قد يوصي الأطباء بالميلاتونين للحوامل أو اللاتي يحاولن الحمل.

فعلى سبيل المثال قد يوصي الطبيب بمكملات الميلاتونين للنساء الكبيرات في العمر اللاتي يحاولن الحمل، أو الحوامل المصابات بتسمم الحمل أو المصابات بانتباذ بطانة الرحم، إذ تبين أن مستويات الميلاتونين أقل بكثير عند المصابات بتسمم الحمل الشديد.

ولكن لا بد من التنويه بأن مستويات الميلاتونين لدى المرأة قد تؤثر على قدرتها على الحمل واستمراره، فبعض الدراسات أثبتت أن الميلاتونين يعزز الخصوبة عن طريق تحسين وظيفة المبيض والإباضة، ومساعدة الجنين على زرع نفسه والبدء في النمو.

نصائح لتحسين النوم خلال الحمل

إن كنتِ حاملاً، وتعاني من الأرق، لا تعد حبوب ميلاتونين هي أفضل الحلول، جربي حلولًا أخرى أكثر أمانًا، مثل:

  • العلاج السلوكي المعرفي للأرق.
  • العلاج الدوائي.
  • الوخز بالإبر.
  • ممارسة التأمل واليوغا.
  • الاسترخاء.
  • الأدوية العشبية.

وجربي أيضًا تغيير وضعية النوم، إذ تساعد بعض الوضعيات الحوامل على النوم بشكل أفضل، ومنها النوم على الجانب واستخدام البطانيات والوسائد لدعم الجسم.

ماذا عن حبوب الميلاتونين للأطفال؟

تتساءل بعض الأمهات فيما إن كان من الممكن تقديم حبوب ميلاتونين للنوم للاطفال، وفي الحقيقة إن الأبحاث والدراسات حول سلامته وفعاليته للأطفال محدودة، لذلك لا ينصح بإعطائه لطفلك ما لم ينصح الطبيب بذلك.

ولكن تبين أن الميلاتونين قد يكون مفيدًا لبعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات معينة في النوم والسلوك والنمو، ومنها:

كم حبة ميلاتونين للنوم؟

تتفاوت حبوب الميلاتونين للنوم المتوفرة في الصيدليات في الجرعة والتركيبة، فقد تتراوح الجرعة من 0.2 ملليغرام إلى 20 ملليغراماً من الميلاتونين. كما أنها تأتي في مجموعة من التركيبات، ومنها: الحبوب بطيئة أو سريعة الإطلاق أو الأقراص القابلة للذوبان. وتتوفر على شكل علكة وسوائل وكريمات وهلام ولصقات جلدية أيضًا.

ونظرًا لتنوع الخيارات المتاحة، من الضروري استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الأنسب اعتمادًا على مشكلة النوم التي تعانين منها وطبيعة شخصيتك والتاريخ الصحي لكِ.

ولكن عادةً ما يوصي الأطباء للبالغين والمراهقين بجرعة تتراوح بين 1 - 5 ملليغرامات لمدة تصل حتى 6 أشهر، وبجرعة تتراوح بين 2 - 3 ملليغرامات للأطفال لمدة تصل حتى 3 أشهر. وعادةً ما ينصح بتناول الحبوب قبل موعد النوم بحوالي 30 دقيقة.

هل حبوب ميلاتونين لها أضرار؟

بالرغم من أن العديد من الأبحاث تشير إلى أن تناول الميلاتونين على المدى القصير آمن بالنسبة لمعظم البالغين، إلا أننا ما زلنا بحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد سلامة تناوله على المدى البعيد.

وعلى عكس معظم الأدوية الأخرى التي تساعد على النوم، لن تسبب حبوب ميلاتونين للنوم الاعتياد عليها، وترتبط بآثار جانبية خفيفة نسبيًا، ومنها:

  • الدوخة والصداع.
  • الغثيان وآلام المعدة.
  • التعب أثناء النهار.
  • التهيج.
  • كوابيس وأحلام مزعجة.

وترتبط بشكل أقل شيوعًا بمشاعر الاكتئاب المؤقتة، والقلق الخفيف، وتشنجات البطن والتهيج، والرعاش الخفيف، والارتباك.

ويجدر التنويه لضرورة تجنب قيادة السيارة لمدة 4 ساعات من تناولها على الأقل، وذلك لأنه سريعة المفعول، وقد تستمر تأثيراتها لعدة ساعات اعتمادًا على الجرعة والتركيبة والشخص.

الخلاصة

الميلاتونين هو هرمون طبيعي ينتجه الدماغ لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ. يتوفر على شكل حبوب يمكن أن تساعد في علاج الأرق وبعض اضطرابات النوم، ولكن لا ينصح الحوامل بتجربتها دون استشارة الطبيب.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة