اسباب بطانة الرحم المهاجرة

تعد مشكلة بطانة الرحم المهاجرة من أمراض الرحم التي تصيب حوالي 10% من النساء والفتيات في العالم، وهو اضطراب مؤلم في أغلب الأحيان ينتج عن نمو نسيج مشابه للنسيج الذي يبطِّن الرحم. في مقالنا من أمومة سنتناول كل ما تحتاجين معرفته عن الانتباذ البطاني الرحمي.

مروة
مروة بني هذيل
تاريخ النشر:Oct 22nd 2023 | تاريخ التعديل :Mar 10th 2024
علاج بطانة الرحم المهاجرة

ما هو مرض بطانة الرحم المهاجرة؟

يعرف بالانتباذ البطاني الرحمي أو ما يعرف البطانة المهاجرة، تكوّن نسيجاً مشابهاً لبطانة الرحم في أماكن أخرى من الجسم خارج الرحم وخاصة في منطقة الحوض، ومن هذه الأعضاء المبيضين، وقناة فالوب، والمثانة والأمعاء، والمستقيم والمهبل.

في حالات نادرة جداً يمكن لهذه الأنسجة أن تتواجد على الحجاب الحاجز والرئتين، أو في منطقة السرة أو الندوب والجروح القديمة المتواجدة في جدار البطن.

أسباب حدوث بطانة الرحم المهاجرة

الانتباذ البطاني الرحمي مرض معقد يصيب العديد من النساء في العالم من بداية أول دورة شهرية لهن حتى انقطاع الطمث. أما عن أسبابه فهناك العديد من الأسباب منها: 

  • الحيض الرجوعي، وذلك عندما يتدفق دم الحيض الذي يحتوي على خلايا بطانة الرحم بشكل عكسي عائد مرة أخرى من خلال قناتي فالوب إلى داخل جوف الحوض، في الوقت الذي يتدفق فيه الدم إلى خارج الجسم من خلال عنق الرحم والمهبل أثناء الدورة الشهرية، ويمكن أن يحدث الحيض الرجوعي نتيجة لترسب خلايا شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم حيث يمكن أن تنزرع وتنمو.
  • الحؤول الخلوي، عندما تتغير الخلايا من شكل إلى آخر، فتتحول الخلايا خارج الرحم إلى خلايا شبيهة ببطانة الرحم ويبدأ نموها.
  • الخلايا الجذعية التي يمكن أن تسبب المرض الذي ينتشر بعد ذلك في الجسم عن طريق الدم والأوعية اللمفية.
  • وقد تسهم عوامل أخرى أيضاً في نمو النسيج البطاني الرحمي المنتبذ أو استمراره. حيث إن هرمون الإستروجين الذي يزيد الالتهاب والورم والألم المترافق مع المرض. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الإستروجين والانتباذ البطاني الرحمي علاقة معقدة؛ لأن عدم وجود هرمون الإستروجين لا يعني دائماً عدم وجود الانتباذ البطاني الرحمي.

الأعراض

الأعراض الأولية للانتباذ البطاني الرحمي هي:

  • آلام شديدة في الحوض، خصوصاً في فترات الحيض حيث تكون فترات طمث مؤلمة (عُسر الطمث. قد يبدأ ألم الحوض والتشنج قبل فترة الطمث، ويمتد لعدة أيام بعد بدايتها. قد تشعرين بآلام أسفل الظهر، وفي البطن أيضاً.
  • الآلام المصاحبة للجماع أثناء أو بعد العلاقة الحميمية.
  • الألم أثناء التبرز أو التبول. 
  • اضطرابات الدورة الشهرية مثل النزيف المفرط خلال الحيض أو النزف بين فترات الحيض
  • العقم حيث إنه من أحد أسباب العقم عند المرأة. 
  • كما أنه من العلامات والأعراض أخرى الإصابة بالتعب أو الإسهال أو الإمساك أو الانتفاخ أو الغثيان خاصة أثناء دورات الحيض.

في كثير من الأحيان يُخلَط بين أعراض الانتباذ البطاني الرحمي وبين الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب آلام الحوض، مثل مرض التهاب الحوض أو تكيس المبيض، كما يمكن الخلط بينه وبين متلازمة القولون المتهيج، وهي حالة تسبب نوبات الإسهال والإمساك والتشنج البطني. يمكن أن تصاحب متلازمة القولون المتهيج الانتباذ البطاني الرحمي، مما يستدعي الدقة في التشخيص.

بطانة الرحم المهاجرة والحمل

من الشائع اعتبار الانتباذ البطاني الرحمي على أنه أحد الأسباب التي تمنع الحمل، وفي الحقيقة تعد الإصابة بمشكلات في الخصوبة، وصعوبة الحمل أو العقم من المضاعفات الخطيرة والرئيسية لبطانة الرحم الهاجرة، ولكن ماذا بعد؟

في الحقيقة أن العديد من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي قادرات على الحمل دون صعوبة، خاصة في حال كانت مرحلة المرض خفيفة أو متوسطة، وذلك في غضون ثلاث سنوات ودون تلقي أي علاج محدد.

يمكن تحسين فرص الحمل من خلال الجراحة لإزالة نسيج الانتباذ البطاني الرحمي، وبالرغم من ذلك لا يوجد أي ضمان لزيادة قدرة المرأة على الحمل بعد علاج الانتباذ البطاني الرحمي بالجراحة، خصوصاً أن الجراحة قد تسبب بعض المضاعفات مثل الالتهابات، أو النزيف، أو تلف الأعضاء المصابة.

في حال لم تنجح الجراحة تحسين فرصة حدوث في الحمل، حينها يمكن التفكير في علاجات الخصوبة أو الإخصاب الصناعي لتحسين فرصة الحمل والإنجاب.

هل تسبب بطانة الرحم المهاجرة مرض السرطان؟

تشير بعض الدراسات أن النساء المصابات ببطانة الرحم الهاجرة لديهن خطر أعلى للإصابة بأنواع معينة من سرطان المبيض، المعروف باسم سرطان المبيض الظهاري، خاصة لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي اللواتي لم يسبق لهن الحمل، إلا أن استخدام حبوب منع الحمل المركبة، والتي تستخدم أحياناً في علاج بطانة الرحم الهاجرة، قد يقلل بشكل كبير من هذه المخاطر.

التشخيص

الفحص السريري

حيث يتم من قبل أطباء أمراض النساء ذوو الخبرة في الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن يشخص المراحل المتقدمة من بطانة الرحم الهاجرة، وكذلك يساعد في وضع الخطة العلاجية المناسبة وتحديد التحاليل اللازمة لتحقيق أفضل النتائج للعلاجات المستخدمة في علاج بطانة الرحم الهاجرة.

الفحوصات والتحاليل التشخيصية

لا تعتبر فحوصات الدم والفحوصات الداخلية طريقة حاسمة لتشخيص لتشابه أعراض بطانة الرحم المهاجرة تشترك مع حالات أخرى، ولكن يمكن التأكد بالقيام بالفحوصات التالية عند الأطباء المختصين:

السونار أو الموجات فوق الصوتية

يعتبر أول وسيلة مساعدة في وضع الخطة التشخيصية والعلاجية لمرض البطانة المهاجرة، وتستخدم الموجات فوق الصوتية عبر المهبل عادة في تشخيص الانتباذ البطاني المبيضي، من خلال تحديد وجود أكياس البطانة المهاجرة على المبيض.

لا يمكن رؤية وتشخيص البطانة المهاجرة في المراحل المبكرة من المرض، ويمكن تشخيص المراحل المتقدمة من مرض بطانة الرحم الهاجرة في جدار الرحم والأمعاء من قبل طبيب ذي خبرة في هذا المجال.

الرنين المغناطيسي

يلعب الرنين المغناطيسي دوراً أساسياً في دقة تشخيص وتحديد انتشار وعمق مرض البطانة المهاجرة الذي ينشئ تقييماً متكاملاً لمدى المرض، خاصة عند وجود ندبات عميقة في الأحشاء.

 تنظير البطن

يعتبر تنظير البطن بمثابة الطريقة المثالية في تشخيص وتصنيف هذه الحالة، حيث يقوم الطبيب المختص خلال عملية استكشاف البطن والحوض، وذلك من خلال إدخال الكاميرا (منظار البطن) في الحوض عن طريق جرح صغير بالقرب من السرة، الأمر الذي يسمح للجراح رؤية أعضاء الحوض وأي غرس لبطانة الرحم، بالإضافة إلى الخراجات.

 اختبارات الدم

من خلال تقييم بعض المؤشرات الحيوية في الدم.

العلاج

يجب التنويه إلى أنه يعد مرض بطانة الرحم المهاجرة مرضاً مزمناً، وإن تقديم العلاج يعمل غالباً على تخفيف الأعراض ومنع تقدم المرض وحصول المضاعفات.

يعتمد العلاج على شدة المرض، ويمكن أن يشمل:

العلاج الهرموني

إن استخدام العلاج الهرموني في علاج بطانة الرحم الهاجرة يعمل على تقليل مفعول هرمون الأستروجين، ويشمل العلاج الهرموني:

  • حبوب منع الحمل.
  • هرمون البروجستيرون.
  • دواء الدانازو، وذلك في حال كانت المريضة لديها الرغبة، وتحاول أن تحمل.
  • الأدوية المناهضة لهرمون إطلاق الغدد التناسلية.

الجراحة

وذلك من خلال إجراء شق البطن، أو من خلال التنظير، وذلك لاستئصال المنطقة المصابة دون إحداث ضرر على الأعضاء التناسلية، وهذا ما يسمى بالجراحة التحفظية.

استئصال الرحم، وعنق الرحم، والمبيضين، والذي يعد كخيار نهائي، وحتى بعد استئصال المنطقة المصابة بالجراحة التحفظية، يوجد احتمالية (تصل إلى 40%) لأن يعود المرض، لذلك عادة ما قد يصف الطبيب العلاجات الدوائية بعد الجراحة في محاولة لمنع تكرار حدوث الأعراض المرضية.

 

مهما كانت الأسباب والأعراض التي تمرين بها احرصي عزيزتي على متابعة حالتك الصحية مع طبيبك لتجنب الأخطار والمضاعفات، خصوصاً إذا كنت ترغبين في الحمل.

 golden-bundle-gold-cta-ar.webp

مروة
مروة بني هذيلكاتبة محتوى طبي واجتماعي

كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.

مقالات ذات صلة