هل ملح الهملايا مفيد أم مضر؟

مع تزايد الاهتمام بالصحة أصبح ملح الهملايا الوردي خيارًا شائعًا بين الأمهات اللواتي يبحثن عن بدائل طبيعية وصحية لتقديمها لعائلاتهنّ؛ بسبب احتوائه على معادن غير موجودة في ملح الطعام العادي. فهل هذا الملح مفيد حقًا؟ وهل هناك آثار جانبية أو أضرار محتملة لتناوله؟ في هذا المقال، سوف نوضح الإجابة، ونساعدك كأم في اتخاذ القرار الأفضل لصحة أسرتك.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Nov 18th 2024
فوائد وأضرار ملح الهمالايا

ما هو ملح الهملايا؟

هو ملح طبيعي يتم استخراجه من منطقة البنجاب في باكستان بالقرب من سفوح جبال الهملايا. يتميز بملمسه الخشن، وبلونه الوردي الفاتح، ونكهته التي تختلف قليلًا عن الملح التقليدي؛ بسبب محتواه من أكسيد الحديد وكميات قليلة من بعض المعادن الأخرى، وأبرزها الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

يتم استخدام هذا الملح بشكل أساسي في الطهي، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يستخدم في تحضير منتجات العناية الشخصية، أو في حمامات الأملاح للاسترخاء.

ما هو الفرق بين الملح العادي وملح الهملايا؟

كيميائيًا يشبه ملح الهملايا ملح الطعام بشكل كبير، إذ يتكون من 98% من كلوريد الصوديوم، حيث تحتوي ربع ملعقة صغيرة منه على 388 ملليغراماً من الصوديوم، بينما تحتوي ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام العادي على 581 ملليغراماً.

أما الـ 2% المتبقية، فتتكون من معادن وعناصر إضافية لا يحتوي عليها ملح الطعام العادي، إذ تبين أنه يحتوي على 84 معدناً، أهمها الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهي المسؤولة عن:

  • اللون الوردي للملح.
  • المذاق المميز، والذي يختلف قليلا عن مذاق ملح الطعام العادي.

هل ملح الهملايا مفيد أم مضر؟

انتشرت الكثير من الادعاءات على مر السنين السابقة فيما يتعلق بفوائد أملاح الهملايا، ومنها دوره في زيادة الرغبة الجنسية، وقدرته على إزالة السموم من الجسم وتحديدًا المعادن الثقيلة، فما حقيقة هذه الادعاءات؟

في الحقيقة، لا يوجد أي دراسات علمية تثبت أن هذا النوع من الملح له فوائد صحية فريدة مقارنة بالأنواع الأخرى من الملح، وبالرغم من احتوائه على معادن غير موجودة بملح الطعام، إلا أن كميتها قليلة جدًا، وليس لها تأثيرات واضحة.

فوائد ملح الهملايا

فيما يأتي أبرز الفوائد المحتملة لهذا الملح، ولكن كما ذكرنا سابقًا ما زلنا بحاجة لإثباتها بالأدلة العلمية:

1| تقليل كمية الصوديوم المستهلكة

قد يساعد استخدام هذا الملح في تقليل كمية الصوديوم المتناولة مقارنة بملح الطعام العادي، فبالرغم من أن كلا النوعين يحتويان على كلوريد الصوديوم، إلا أن أملاح الهملايا غالبًا ما تحتوي على بلورات أكبر من ملح الطعام، وهذا يعني أن الملعقة الصغيرة منه تحتوي على كمية أقل من الصوديوم، كما أنه مذاقه يتميز بنكهة أكثر ملوحة، لذا يمكن للشخص استخدام كمية أقل في الوجبة للحصول على ذات درجة الملوحة.

2| مفيد لبعض الحالات الجلدية

بالرغم من عدم وجود دراسات مثبتة علميًا، إلا أن ملح الهملايا قد يكون مفيدًا لبعض الحالات الجلدية وتحديدًا:

  • الإكزيما: حيث توصي الجمعية الوطنية للإكزيما بإضافة كوب من الملح إلى ماء الاستحمام للتخفيف من تهيج واحمرار الجلد أثناء النوبات، وللتخفيف من الشعور باللسع الذي قد يسببه الماء للجلد أثناء النوبات الشديدة.
  • التهابات الجلد: تبين أن محتوى المغنيسيوم في أملاح الهملايا قد يكون مفيدًا في التقليل من الالتهابات الجلدية.
  • لدغات الحشرات: يمكن أن يساعد نقع المنطقة المصابة بلدغات الحشرات بخليط الماء الدافئ والملح في تهدئة الحكة وتقليل التورم الناتج عن اللدغة.

3| عدم احتوائه على مواد صناعية

عادةً ما يتم تكرير ملح الطعام بشكل كبير وخلطه مع عوامل مضادة للتكتل، مثل: ألومينوسيليكات الصوديوم أو كربونات المغنيسيوم، ولكن أملاح الهملايا لا يتم إضافة أي مواد صناعية عليها، لذلك يفضله الكثير من الناس.

4| ترطيب الجسم

يساعد هذا الملح مثل أي مصدر آخر للصوديوم في الحفاظ على ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف، لأن الصوديوم مسؤول عن الحفاظ على توازن سوائل الجسم.

أضرار ملح الهملايا

يحمل هذا الملح أضراراً وآثار جانبية، وفيما يأتي أبرزها:

1| محتواه من اليود قليل

يحتاج الجسم لمعدن اليود للحفاظ على وظيفة الغدة الدرقية وعملية التمثيل الغذائي للخلايا، وتشمل أبرز مصادر اليود الأسماك ومنتجات الألبان والبيض، وملح الطعام المعالج باليود.

وعلى الرغم من أن هذا الملح يحتوي على كمية قليلة من اليود بشكل طبيعي، إلا أنها أقل بكثير من الكمية الموجودة بملح الطعام المعالج باليود. لذلك يحتاج الأشخاص المعرضون للإصابة بنقص اليود كالحوامل والمرضعات، أو من يعانون بنقص فعلي باليود لمصادر أخرى لليود.

2| مشاكل صحية عند الإفراط في تناوله

بالرغم من أن الصوديوم ضروري جدًا للجسم، إلا أن الحصول على كميات كبيرة منه يزيد من خطر الإصابة بالآتي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب.
  • السكتات الدماغية.
  • أمراض الكلى.
  • تلف الكبد.
  • هشاشة العظام.
  • سرطان المعدة.

كما أن الحصول على الكثير من الملح يزيد من فرصة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والتصلب اللويحي ويزيد خطر الإصابة بالسمنة عند الأطفال والبالغين.

الخلاصة

حتى الآن لا يوجد أي دراسات أو أدلة علمية تثبت أن ملح الهملايا يملك فوائد أكثر من ملح الطعام العادي. ومع ذلك، يمكنكِ استخدامه في الطعام بدلًا من الملح العادي، ولكن من الضروري مراقبة كمية الملح المستهلكة، فالحصول على الكثير من الصوديوم يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وأبرزها أمراض القلب والكلى.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة