هل حبوب تنشيف الحليب ضرورية للفطام؟

تعد مرحلة الفطام حساسة جدًا لكل من الأم والطفل، لذلك تدور الكثير من التساؤلات في أذهان الأمهات حول إمكانية إتمامها بسهولة وأمان، ومن بينها "هل حبوب تنشف الحليب ضرورية للفطام؟". لذلك قررنا في هذا المقال أن نجيب عن هذا السؤال، ونوضح أضرار وفوائد هذه الحبوب، بالإضافة للطرق الآمنة الأخرى لتنشيف الحليب والتقليل من أعراض الفطام.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Aug 17th 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
حبوب تنشف الحليب

ما هي حبوب تنشيف الحليب؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من التوضيح أن هناك هرمونين رئيسيين يشاركان في إنتاج حليب الثدي، وهما:

  • البرولاكتين (Prolactin): يعرف بهرمون الحليب، وهو الهرمون الذي يخبر الجسم بإنتاج حليب الثدي، وعملية مص الطفل للحليب تساعد على إنتاج المزيد من البرولاكتين لإنتاج المزيد من الحليب.
  • الأوكسيتوسين (Oxytocin): هو الهرمون الذي يساعد على تدفق الحليب من الثديين أثناء الرضاعة الطبيعية.

أما حبوب تنشيف الحليب، فهي أدوية على شكل أقراص تحتوي على مواد مضادة لهرمون البرولاكتين، مثل: الكابيرجولين (Cabergoline) أو البروموكربتين (Bromocriptine). أي تمنع إنتاج هرمون البرولاكتين في الجسم، وبالتالي تساعد على تقليل إنتاج الحليب وتنشيفه من صدر المرضع.

ويجدر التنويه أن هناك أنواعاً أخرى من الأدوية يمكن أن نعتبرها حبوب تنشف الحليب، وهي:

  • هرمون الإستروجين: يمكن أن يساعد هرمون الإستروجين في تقليل إنتاج حليب الثدي خلال 5 - 7 أيام، لذلك إن كانت المرأة لا ترغب في الحمل يمكنها الحصول على هرمون الإستروجين من حبوب منع الحمل المركبة، ولكن يجب تناوله بعد استشارة الطبيب.
  • مزيلات الاحتقان: قد تساعد مزيلات الاحتقان كالتي تحتوي على السودوإيفيدرين(Pseudoephedrine)  في التقليل من إنتاج حليب الثدي أيضًا.

هل حبوب تنشف الحليب ضرورية للفطام؟

لا، ليست ضرورية للفطام، وهناك العديد من الطرق الطبيعية والآمنة التي يمكن للمرضعة تجربتها قبل التفكير في تناول حبوب تنشف الحليب، بسبب آثارها الجانبية غير المرغوب بها.

فعادةً ما توصف هذه الأدوية لعلاج المشاكل الصحية التي تسبب ارتفاع البرولاكتين في الدم، والذي يسبب فقدان العظم أو عدم انتظام الدورة الشهرية أو العقم أو إنتاج حليب الثدي غير المرغوب فيه، أو المشاكل الجنسية، أو لعلاج المستويات المرتفعة من البرولاكتين الناتج عن بعض الأورام.

أما فيما يتعلق باستخدامها للفطام، فعادةً ما تكون هذه الحبوب مفيدة في بعض الحالات فقط وتحت المتابعة الطبية، فقد يصفها الطبيب في الحالات الآتية:

لتقليل إنتاج الحليب وتخفيف الألم والانزعاج المرتبطين بتورم وتحجر الثديين أثناء الفطام عند بعض النساء.

في حال كانت الأم تعاني من إفراز مفرط للحليب، أو تواجه صعوبة في إيقاف إنتاج الحليب تدريجيًا.

إن كانت الأم مضطرة للتوقف عن الرضاعة الطبيعية بشكل مفاجئ وسريع لأسباب غير متعلقة بها، مثل: الخضوع لإجراء طبي خلال بضعة أيام.

لذلك، من الضروري الرجوع للطبيب واستشارته قبل تناولها ليتأكد من أنها مناسبة لحالتك (فهي غير مناسبة للمصابات بأمراض القلب وضغط الدم والكبد وأمراض الرئة)، وأنها لن تسبب آثارًا جانبية غير مرغوب بها.

ما هي أضرار حبوب تنشيف الحليب؟

يرتبط تناول حبوب تنشف الحليب بالعديد من الآثار الجانبية غير المرغوب بها، وفيما يأتي أكثرها شيوعًا:

  • الإمساك واضطراب المعدة.
  • الدوخة والنعاس.
  • الغثيان والقيء.
  • الصداع.
  • تراكم الغازات في المعدة والأمعاء.

وفي بعض الأحيان، قد تسبب آثار جانبية خطيرة تتطلب الرعاية الطبية الفورية، مثل:

  • ردود الفعل التحسسية، مثل: الطفح الجلدي، أو الحكة، أو تورم الوجه أو اللسان أو الشفاه.
  • مشاكل التنفس.
  • ألم الصدر.
  • الارتباك.
  • الهلوسة.
  • السعال المستمر.
  • تورم الكاحلين والقدمين واليدين.
  • ضعف وتعب بشكل غير عادي.

طرق طبيعية لتنشيف الحليب والتقليل من أعراض الفطام

حبوب تنشف الحليب ليست مناسبة لجميع المرضعات، لذلك إليكِ مجموعة أفكار لتسهيل الفطام وتنشيف الحليب:

1| الفطام التدريجي

يساعد الفطام التدريجي على تقليل إنتاج حليب الثدي ببطء، ويمكنكِ القيام به بتقليل رضعة واحدة كل 5 أو 6 أيام، والبدء بالرضعات الأقل أهمية للطفل، كالرضعات الليلة.

وخلال هذه الفترة ننصحك باتباع التعليمات الآتية للتقليل من احتقان الثدي والأعراض الأخرى المزعجة:

  • ارتدي حمالة صدر داعمة ومريحة في ذات الوقت.
  • ضعي كمادات باردة أو مثلجة للتخفيف من الألم.
  • تناولي مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية للتخفيف من الألم والالتهاب.
  • تجنبي تناول الأعشاب والأشياء التي تدر الحليب.
  • اشفطي الحليب بكميات قليلة عند الشعور بتحجر الثدي مع ضرورة عدم تفريغ الثدي تمامًا.

2| الأعشاب

هناك العديد من الأعشاب قد يكون لها قدرة محتملة على تقليل إدرار الحليب والتخفيف من الأعراض المزعجة المرافقة للفطام. ويمكنك تجربتها بتناول مكملاتها أو شرب الشاي الخاص بها أو تطبيق زيتها، ومنها:

  • الميرمية: ثبتت قدرتها على تقليل إدرار حليب الثدي، وتوصي العديد من الدراسات والأبحاث بتناول شاي الميرمية لتنشيف الحليب.
  • زيت النعناع: قد يقلل زيت النعناع من إدرار الحليب في حال تطبيقه على الثديين بشكل مباشر، كما أن الوخز الذي يسببه قد يخفف من آلام الاحتقان. ولكن من الضروري عدم وضعه على الصدر في حال كنتِ لا تزالين ترضعي طفلك.
  • البقدونس: يخفف من مستويات البرولاكتين في الدم، لذلك يمكن أن يساعد في تقليل إنتاج الحليب.
  • الياسمين: يخفض من مستويات البرولاكتين في الدم، لذا ينصح بشرب شاي الياسمين والميرمية معًا.

3| أوراق الملفوف

يمكن أن تثبط أوراق الملفوف من إنتاج الحليب عند استخدامها لفترات طويلة من الزمن، كما أنها تساعد في التخفيف من احتقان الثدي، ولكن ما زلنا بحاجة للعديد من الدراسات حول هذا الموضوع. وفيما يأتي طريقة استخدامها الصحيحة:

  • فككي واغسلي أوراق الملفوف الأخضر جيدًا.
  • ضعي الأوراق في وعاء وضعيها في الثلاجة حتى تبرد جيدًا.
  • ضعي ورقة واحدة على كل ثدي قبل ارتداء حمالة الصدر.
  • غيري الأوراق كل ساعتين تقريبًا أو بمجرد ذبولها.

الخلاصة

حبوب تنشيف الحليب غير ضرورية دائمًا للفطام، فهناك طرق أخرى طبيعية وآمنة يمكنها أن تساعد في تنشيف الحليب بشكل تدريجي. ومع ذلك قد تكون هذه الحبوب مفيدة في بعض الحالات وتحت إشراف الطبيب.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة