تجربتي مع الطلق الصناعي

لكل أم حكاية، وتجارب غنية بالمشاعر، والألم والإنجاز. ونحن في منصة أمومة، نحرص دومًا على مشاركة تجارب الأمهات اللاتي يرغبن في مشاركة قصصهن وتجاربهن، ليُفدن بها غيرهن من الأمهات. في هذا المقال سنشارك معكم رسالة بعنوان تجربتي مع الطلق الصناعي وصلتنا من إحدى متابعات منصة أمومة، والتي جربت الطلق الصناعي في كل ولاداتها، وترغب في مشاركة هذه التجربة مع متابعاتنا ليستفدن مما مرت به.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:May 26th 2024
تجربتي مع الطلق الصناعي

تجربتي مع الطلق الصناعي في الولادة الأولى

في حملي الأول، والذي كان منذ أعوام عديدة، حيث لم يكن هناك معلومات باللغة العربية متاحة لي كالتي تقدمها اليوم منصة أمومة، من دروس ومقالات ومعلومات موثوقة. لم أكن أعلم ما الذي ينتظرني حين تحين لحظة الولادة، وكانت سذاجتي، وشح المعلومات، والتجارب السلبية التي سمعتها السبب الذي جعلني أقرر ألا أحصل على إبرة الظهر. سأخبركم لاحقًا لماذا ندمت على هذا القرار!

حانت اللحظة، وبدأ المخاض، في البداية خرجت السدادة المخاطية، وبدأت أشعر بطلق خفيف يتكرر كل نصف ساعة، ظننت أني محظوظة فالأمر ليس مؤلمًا كثيرًا. ثم بعد ساعتين تزايدت حدة الألم، وأصبح الطلق يدوم أطول، وصار يتكرر كل ربع ساعة. فذهبنا إلى المستشفى، لأعود بعدها بربع ساعة إلى البيت. حيث فحصتني القابلة القانونية، وقالت لي "3 سنتيمترات فقط! لا زال المشوار طويلاً، اذهبي لبيتك وعودي عندما يشتد الطلق أكثر. عدت إلى البيت، وبعد ثلاث ساعات أصبح الألم لا يطاق وصار يتكرر كل خمس دقائق، فعدت إلى المستشفى لتصدمني القابلة مجددًا: "ما زال التوسع 3 سنتيمترات!" هل سأحتمل المزيد حتى أصل إلى العشرة سنتيمترات؟!

أدخلوني إلى قسم الولادة، وبعد ساعة تقريبا من الألم الشديد قررت طبيبتي أن هذا المخاض دام مطولًا، وأني أعاني كثيرًا لأني لم أحصل على إبرة الظهر، فقررت أن تعجل الأمر بإعطائي إبرة الطلق الصناعي! وهنا بدأ الكابوس حيث تضاعف الألم عشرات الأضعاف، ومن شدة الألم كنت أظن أحيانًا أني لن أنجو. ولكن بعد ساعات طويلة توسع عنق الرحم، ودفعت بطفلتي إلى هذه الحياة.

تجربة الولادة بدون وسيلة تخفيف الألم كانت بمثابة صدمة عاطفية، ونفسية، وكانت من الأسباب التي جعلتني أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وواجهت مشاكل في الرضاعة، والنوم، لدرجة أني فكرت أني لا أريد الإنجاب مجددًا! ولكن ولأنه كما تقول الجدات الولادة هي الساعة المنسية، نسيت المعاناة وكررت التجربة من جديد.

تجربتي مع الطلق الصناعي في الولادة الثانية

في هذه المرة ولظروف خارجة عن إرادتي كان يجب أن ألد طفلي في موعد محدد، وهو اليوم الذي توقعته طبيبتي، والذي يصادف آخر يوم من الأسبوع الأربعين للحمل. في ذلك اليوم استيقظت باكرًا، ورتبت كل التجهيزات اللازمة، وتوجهت إلى المستشفى، لألد طفلي بولادة محفزة. ولحسن الحظ إن شاء الله، ويسر الظروف لكي أضطر للولادة المحرضة لأني لم أرغب في الشعور بألم الولادة الطبيعية مرة أخرى.

وبالفعل بدأت الإجراءات حيث حصلت على إبرة الطلق الصناعي، وبعدها بدقائق من الألم المحتمل حصلت على إبرة الظهر للولادة. والتي أعتبرها إلى يومنا هذا أفضل اختراع عرفته البشرية. فبعد الكابوس والألم والمعاناة التي مررت بهم في المرة الأولى؛ بسبب الشعور بألم الطلق الطبيعي والصناعي معًا، ها أنا أتلقى جرعات الطلق الصناعي بالوريد، وأشاهد التلفزيون، وأكلم صديقاتي وأهلي، بينما تعمل إبرة الظهر السحرية على تسكين آلامي.

وهنا أدركت أن المشكلة في المرة الأولى لم تكن في الطلق الصناعي، بل من ألم الطلق الصناعي الذي يمكن تسكينه بسهولة باللجوء إلى إبرة الظهر العجيبة.

الطلق الصناعي في الولادة الأخيرة

المعرفة، والخبرة أهم أدوات التمكين للمرأة، ها أنا في الولادة الثالثة أعرف تمامًا ما أتوقع. هذه المرة لم أرد أن أشعر حتى بدقائق قليلة من الألم، فطلبت إبرة الظهر قبل الطلق الصناعي. تفاجأ الجميع من هذا الطلب، وأخبروني أنهم عادة يُعطون الأمهات الطلق أولًا وبعد قليل تبدأ إجراءات تخفيف الألم. ولكني بقيت مصرة وبالفعل جاءت طبيبة التخدير، ووضعت إبرة الظهر، وبعدها حضرت طبيبة النسائية، وأعطتني جرعة الطلق الصناعي. الذي لم أشعر بألمه نهائيًا هذه المرة.

الخلاصة،

الولادة تجربة جميلة، ولكنها بلا شك مؤلمة، سواء كان الطلق طبيعيًا أم صناعيًا. ولكن وسائل تخفيف ألم الولادة، وعلى رأسها إبرة الظهر وُجدت لتسكين هذه الآلام. لذلك، عزيزتي لا تسمعي للتجارب السلبية، وتحدثي مع طبيبتك وضعي خطة الولادة بحسب المعلومات التي جمعتها من مصادر موثوقة، وبما توصيه به طبيبتك.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة