ما تأثير التغذية على توازن الهرمونات؟

العلاقة بين التغذية وبين توازن الهرمونات

يؤثر الطعام الذي نتناوله على إفراز الهرمونات في الجسم من خلال التغيرات الصغيرة التي يحدثها في الأمعاء. كما تحتوي بعض الأطعمة على هرمونات، أو مركبات شبيهة بالهرمونات، مثل الصويا التي تحتوي على فايتواستروجين، وهي مادة تحاكي هرمون الإستروجين في الجسم.

هناك إجماع بين خبراء الصحة والتغذية على أن اتباع نظام غذائي غير صحي يحتوي على الكثير من الأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة تسبب حدوث حالات صحية مثل متلازمة التمثيل الغذائي، والسكري من النوع الثاني، ومتلازمة تكيس المبايض. كما أن النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من السكر المضاف، ومنتجات الألبان، والحبوب المحسنة، واللحوم الحمراء، والأطعمة المصنعة تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، ويحفز مقاومة الإنسولين بسبب ارتفاع مستوى الدهون في الجسم نتيجة تناول هذه الأطعمة بكثرة.

وقد بينت الأبحاث الطبية وجود علاقة وثيقة بين هذه الأنظمة الغذائية غير الصحية، وارتفاع الإستروجين عند النساء وتراجع التستوستيرون عند الرجال، واضطرابات هرمونات الإنسولين والكورتيزول.

كما يشير خبراء صحة المرأة إلى أن الحميات القاسية التي تميل إلى اتباعها الفتيات والنساء تسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية، أعراض متلازمة ما قبل الحيض، وأكياس على المبيض، وغازات مزعجة.

من الجدير بالذكر أنه لا يوجد طعام واحد سحري يعالج اضطراب الهرمونات، التي تشمل الهرمونات الأنثوية والذكورية، وهرمون النمو، وهرمون التوتر، وغيرها فلا تنجرفي عزيزتي وراء الوصفات التي تخبرك أن ملعقة واحدة من خل التفاح ستحل كل مشاكلك الهرمونية. العناصر الغذائية الموجودة في الطعام هي لبنة بناء صحة الهرمونات وإنتاجها وتوازنها، ولكن من المهم التنويه أن التوازن الهرموني يعتمد بشكل كبير على عدة أشياء بجانب التغذية منها ممارسة الرياضة، وتقليل التوتر والقلق، وتحسين جودة النوم.

الأطعمة المفيدة لتوازن الهرمونات

• الأسماك المدهنة: مثل سمك السالمون والماكريل، حيث إن هذه الأسماك غنية بأحماض الأوميغا 3 الأمينية، والتي تعمل على تقليل الالتهابات في الجسم، على تنظيم الهرمونات التي تؤثر في الالتهابات مثل هرمون اللبتين، الذي يعتبر مهمًا جدًا في تنظيم الشهية وعملية الأيض.
• الأفوكادو: الأفوكادو ليست غنية بالدهون الصحية فحسب، بل تحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الألياف والمغنيسيوم وهي جميعها عناصر مهمة لدعم صحة الغدة الكظرية، وتعزيز توازن الاستروجين والبروجسترون، ودعم صحة الغدد في الجسم.
• البروكلي وغيره من الخضروات الصليبية: مثل القرنبيط الذي تحتوي على مركب مهم يسمى Indole-3-carbinol والذي يساعد الجسم على التخلص من فائض الاستروجين وهيمنة الإستروجين في الجسم وتعزيز التوازن الصحي لهرموني الإستروجين والبروجسترون.
• البذور والمكسرات: مثل بذور الكتان والجوز، حيث تحتوي على الدهون الصحية والفيتو إستروجين الذي يحاكي الأستروجين ويعزز مستوياته خصوصًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
• الكينوا: والتي تعتبر من الكربوهيدرات المركبة والمفيدة لتحسين مستويات السكر بالدم، وتعزيز استجابة الأنسولين، وتحتوي أيضًا على البروتينات والمغنيسيوم، وهي عناصر مهمة لصحة الهرمونات.

الأطعمة التي تسبب خلل في توازن الهرمونات

• السكر المضاف: بأنواعه المختلفة حيث يسبب ارتفاع في مستويات السكر، والإنسولين في الدم، مما يسبب مقاومة الإنسولين. الإنسولين هرمون مهم جدًا لتنظيم مستويات السكر في الدم، وأي اختلال فيه يؤثر في الهرمونات الأخرى مثل الإستروجين والبروجسترون.
• منتجات الألبان: يؤثر الحليب ومشتقاته على مستويات الهرمونات لدى بعض الأشخاص، وذلك بسبب الهرمونات الفعالة الموجودة في الحليب، والتي تسبب ظهور حب الشباب وغيرها من أعراض الاعتلال الهرموني.
• فول الصويا: يؤثر الإفراط في تناول المنتجات التي تحتوي على الصويا على صحة الغدد، خصوصًا إن كان النظام الغذائي لا يحتوي على تنوع غذائي صحي.
• الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة: والتي تسبب حدوث التهابات، ومقاومة إنسولين، واعتلال في الهرمونات.
• الكافيين: يؤثر الكافيين على وظائف الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى إفراط إنتاج هرمون الكورتيزول، والذي بدوره يؤثر في هرمونات أخرى مثل الإنسولين، والإستروجين، والبروجسترون.

الخلاصة،

تؤثر الهرمونات على مختلف النواحي الصحية لدينا، لذلك من المهم أن تكون مستوياتها متوازنة لضمان عمل أعضاء الجسم بشكل سليم. يسبب الاعتلال في مستويات الهرمونات مشاكل صحية عديدة منها السمنة، والسكري، وأمراض القلب وغيرها من الأمراض. استهلاك الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة، واتباع نظام حياة صحي وشامل يساعد على المحافظة على التوازن الهرموني، بالرغم من التقدم بالعمر، أو غيرها من العوامل الحتمية التي تؤثر في مستويات الهرمونات.