مرض باركنسون: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

يحتل مرض باركنسون المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ التنكسية المرتبطة بالعمر، كما أنه أكثر أمراض الدماغ الحركية شيوعًا، وبينت الإحصائيات أنه يؤثر على ما لا يقل عن 1% من الأشخاص الأكبر من 60 عامًا في جميع أنحاء العالم. فما هو هذا المرض؟ وكيف أعرف أني مصابة به؟ وهل يمكن الشفاء منه؟ تابعي القراءة.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Jul 1st 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
اعراض واسباب مرض باركنسون

ماهو مرض باركنسون؟

مرض باركنسون (Parkinson’s disease) هو اضطراب دماغي عصبي يرتبط بالعمر، يؤثر على الخلايا المنتجة للدوبامين في منطقة معينة من الدماغ، والدوبامين هو مادة كيميائية يتم تصنيعها بشكل طبيعي في الدماغ للتحكم بالعضلات والحركة والتوازن، لذلك يسبب هذا المرض حركات غير مقصودة، أو حركات لا يمكن السيطرة عليها، مثل: الارتعاش، والاهتزاز، ومشاكل في التوازن.

عادةً ما تتفاقم الأعراض مع مرور الوقت، فقد يعاني المرضى من صعوبة في المشي والتحدث، وقد يعانون من تغيرات سلوكية وعقلية ومشاكل في النوم واكتئاب وصعوبة في الذاكرة وغيرها.

يزداد خطر الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر، إذ يتم تشخيص معظم المصابين بعمر الـ 65 عاماً تقريبًا، ولكن 1 من كل 10 مرضى يتم تشخيصه بعمر أقل من 45 عامًا، ويعد هذا المرض أكثر شيوعًا عند الرجال مقارنة بالنساء.

اعراض مرض باركنسون

تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكنها عادةً ما تبدأ في جانب واحد من الجسم، وتكون خفيفة وغامضة وغير ملحوظة وصعبة التشخيص، ولكنها تتفاقم مع مرور الوقت، وتبدأ في التأثير على الأطراف في كلا الجانبين.

الأعراض الرئيسية

  • رعشة واهتزاز في اليدين والذراعين والساقين والفك والرأس أثناء الراحة.
  • تصلب العضلات، وهذا بدوره يسبب الشعور بالألم، ويؤثر على الوضعية والحركة.
  • تغييرات في وضعية الجسم، فقد يصبح الجسم منحنيًا.
  • تباطؤ الحركة، وهذا قد يجعل الجسم الأنشطة اليومية أكثر صعوبة كارتداء الملابس والطهي وغيرها.

الأعراض المبكرة

  • التعب.
  • الأرق.
  • الاكتئاب.
  • آلام العضلات الموضعية.

الأعراض الحركية

  • تباطؤ الكلام.
  • مشاكل في التوازن والتنسيق.
  • صعوبة في البلع والمضغ.
  • صعوبة الكتابة، وكتابة الكلام بحجم صغير جدًا وغير مفهوم.
  • انخفاض القدرة على أداء الحركات اللاإرادية، كالرمش والابتسامة.

الأعراض غير الحركية

  • القلق والاكتئاب.
  • مشاكل النوم، بما في ذلك الحديث أثناء النوم.
  • مشاكل في المسالك البولية والإصابة بالإمساك.
  • تباطؤ الأفكار.
  • انخفاض حاسة الشم.
  • زيادة إنتاج اللعاب.
  • مشاكل البشرة.

ما هي أسباب الإصابة بهذا المرض؟

حتى الآن لم يستطع العلماء معرفة سبب مرض باركنسون، ولكن يمكن أن تساهم عدة عوامل في هذا المرض، ومنها:

  • عوامل وراثية: بعض الاختلافات الجينية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بباركنسون، لذا يمكن أن يرث الشخص باركنسون من أحد والديه أو كلاهما، ولكن هذا لا يشكل إلا 10% من جميع الحالات، والـ 90% من الحالات سببها غير معروف.
  • عوامل بيئية: يمكن أن يزيد التعرض لبعض السموم أو المبيدات الحشرية أو العوامل البيئية من خطر الإصابة بباركنسون، ولكن يكون الخطر ضئيلاً.

كيف يتم تشخيص باركنسون؟

يعد تشخيص باركنسون أمراً صعباً جدًا وخاصة في وقت مبكر من المرض، فلا يوجد اختبار واحد يمكن أن يوفر تشخيصًا دقيقًا، وقد يقوم الطبيب بالآتي بعد التحدث مع المريض عن الأعراض التي يعاني منها وإجراء فحص بدني:

  • مراقبة الاستجابة للأدوية التي تزيد من مستوى الدوبامين في الجسم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • بعض اختبارات الدم.

هل يمكن الشفاء من مرض باركنسون؟

إن كنتِ تتساءلين "هل هناك حالات شفيت من مرض باركنسون؟" فالإجابة هي أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء من اكتشاف علاج للشفاء التام من باركنسون، ولكن هناك العديد من الخيارات العلاجية بما في ذلك الأدوية وتعديل نمط الحياة والجراحة يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض.

طرق العلاج

يختلف علاج مرض باركنسون من مريض لآخر اعتماد على شدة الأعراض التي يعاني منها، وتعد الأدوية هي الخيار الأساسي في العلاج، ولكن يمكن في بعض الحالات الشديدة اللجوء للجراحة كخيار ثانوي. وفيما يأتي أبرز التفاصيل:

1| الأدوية

تعمل الأدوية بشكل أساسي على زيادة إفراز الدوبامين أو كبديل له، لذلك قد تفيد في علاج مشاكل المشي والحركة والرعاش. وعادةً ما تتحسن الأعراض كثيرًا بعد البدء بتناول هذه الأدوية، ولكن يمكن أن تتلاشى فوائد تلك الأدوية بمرور الوقت. ومن الأمثلة عليها:

  • الأدوية التي تزيد من مستويات الدوبامين مثل ليفودوبا (Levodopa).
  • ناهضات الدوبامين (Dopamine agonists) التي تماثل تأثيرات الدوبامين في الدماغ، ومن الأمثلة عليها براميبكسول (Pramipexole).
  • الأدوية التي تمنع الجسم من تحطيم واستقلاب الدومابين، ومن الأمثلة عليها السيليجيلين (Selegiline)، إذ تثبط هذه الأدوية إنزيم في الدماغ يعمل على تحطيم الدوبامين.
  • دواء الأمانتادين (Amantadine) للتقليل من الحركات اللاإرادية.
  • مضادات الكولين (Anticholinergic drugs) للتقليل من تصلب العضلات والرعشات.

تساعد الأدوية في علاج مشاكل النوم والاكتئاب والضعف الجنسي والتعب والنعاس والخرف والقلق والهلوسة وأعراض الذهان الأخرى بالإضافة للرعاش ومشاكل المشي والحركة.

2| الجراحة

في المراحل المتقدمة من المرض، والتي يصبح فيها العلاج بالليفودوبا أقل فعالية قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية تعرف بالتحفيز العميق للدماغ، يقوم خلالها بزراعة أقطاب كهربائية في جزء محدد من الدماغ، تتصل هذه الأقطاب بمولد صغير مزروع في الصدر بالقرب من عظمة الترقوة، للتخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض.

3| علاجات أخرى

تشمل العلاجات الأخرى التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض:

  • اتباع نظام غذائي صحي لدعم الصحة العامة.
  • ممارسة تمارين رياضية لتقوية العضلات وتحسين المرونة والتوازن.
  • العلاج بالتدليك لتقليل التوتر والقلق النفسي.
  • ممارسة تمارين اليوغا والتاي تشي لزيادة التمدد والمرونة.
  • الخضوع لجلسات علاج طبيعي وفيزيائي وكلامي للسيطرة على الارتعاش واضطرابات المشي والكلام.

كيف يمكن الوقاية من مرض باركنسون؟

لا يمكن الوقاية من باركنسون أو تقليل خطر الإصابة به، إذ يحدث هذا المرض لأسباب جينية أو غير معروفة.

هل مرض باركنسون مرض خطير؟

إن هذا المرض بحد ذاته ليس مهددًا للحياة، ولكن مضاعفاته ومضاعفات العلاج قد تكون خطيرة، وقد تساهم في الوفاة لأنها تؤثر على جودة حياة المريض، مثل:

  • صعوبات التفكير والخرف والقلق والهلوسة.
  • الاكتئاب والتقلبات العاطفية.
  • مشاكل في مضغ الطعام وصعوبات البلع.
  • اضطرابات ومشاكل في النوم.
  • اضطرابات في المثانة والإصابة بالإمساك.
  • انخفاض الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
  • الألم في أجزاء محددة من الجسم.
  • تغيرات في ضغط الدم.

الخلاصة

مرض باركنسون هي حالة شائعة تصيب الأشخاص مع التقدم في العمر، لا يمكن الشفاء منها، ولكن ليس من الصعب أن يعيش مرضى باركنسون حياة جيدة، وذلك بالالتزام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب وزيارة الطبيب بانتظام وعدم تجاهل الأعراض التي تظهر عليهم.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة