أعراض التهاب السحايا عند الأطفال وعلاجه

التهاب السحايا هي حالة طبية خطيرة إلى حدٍ ما؛ بسبب تأثيرها المباشر على الجهاز العصبي، تصيب الأطفال بشكل أكثر شيوعًا من البالغين، وتؤثر على الدماغ والحبل الشوكي. عادةً ما يساعد العلاج المبكر في الشفاء منها والوقاية من المضاعفات، لذلك قررنا في هذا المقال أن نوضح أعراض هذه المشكلة بالتفصيل التي يجب استشارة الطبيب في حال ظهورها بالإضافة لأسباب الإصابة وطرق العلاج.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Oct 12th 2024
أعراض التهاب السحايا عند الأطفال

ما هو مرض السحايا وهل هو خطير؟

التهاب السحايا (Meningitis) هي عدوى جرثومية تسبب التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. تعد هذه الحالة أكثر شيوعًا عند الرضع والأطفال الصغار مقارنة بالبالغين، ويمكن الوقاية منها بتلقي التطعيمات الروتينية.

أما فيما يتعلق فيما إن كانت هذه الحالة خطيرة أم لا؟ فيمكن أن تكون بعض أنواع السحايا خطيرة ومهددة للحياة، وفيما يأتي بعض التفاصيل:

  • التهاب السحايا البكتيري عادةً ما يكون خطيراً، وقد يؤدي إلى الوفاة أو مضاعفات طويلة الأمد، مثل: الإصابة بالنوبات أو تلف الدماغ أو فقدان السمع.
  • التهاب السحايا الفيروسي عادةً لا يكون خطيراً، ويختفي في غضون أسابيع.

أعراض التهاب السحايا

عادةً ما تختلف أعراض السحايا بالاعتماد على عمر الطفل المصاب، كالآتي:

الأعراض عند الأطفال الرضع

عادةً ما تظهر الأعراض الآتية على الأطفال الرضع الأصغر من عام:

  • التهيج والحمى والتقيؤ.
  • النوم أكثر من المعتاد.
  • البكاء بنبرة عالية، وعدم القدرة على تهدئة الطفل.
  • تقوس ظهر الطفل.
  • سوء التغذية.
  • ظهور طفح جلدي أرجواني أو أحمر.
  • نوبات الصرع.
  • انتفاخ اليافوخ، وهي البقعة الناعمة على رأس الرضيع.

الأعراض عند الأطفال الأكبر سنًا

يمكن أن تختلف الأعراض التي يعاني منها طفل عن الآخر، ولكنها تشمل بشكل عام:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الحساسية للضوء.
  • تصلب الرقبة وآلام الظهر.
  • ضعف الشهية ورفض تناول الطعام.
  • التهيج.
  • النعاس.
  • انخفاض مستوى وعي الطفل.
  • إصابة الطفل بالنوبات.

أسباب الإصابة بالسحايا

السبب الرئيسي للإصابة بالتهاب السحايا هو تعرض الطفل لعدوى فيروسية أو بكتيرية في منطقة ما بالجسم، وانتقال الجراثيم عبر مجرى الدم للدماغ لتصيب الأغشية بالتهاب.

في معظم الأحيان يحدث هذا المرض بسبب تعرض الطفل للفيروسات، ولكن في حالات أقل شيوعًا يحدث بسبب التعرض للبكتيريا، ومن النادر أن تكون الالتهابات الأخرى أو الأدوية أو الأمراض الأخرى كالسرطان هي السبب. وفيما يأتي أبرز التفاصيل حول أنواع السحايا اعتمادًا على المسبب:

1| الالتهاب البكتيري

هذا النوع نادر الحدوث، ولكنه خطير جدًا، وقد يهدد حياة الطفل إن لم يتم علاجه بشكل فوري. تسببه العديد من أنواع البكتيريا، مثل: المكورات العقدية من المجموعة ب، والبكتيريا العقدية التي تسبب الالتهاب الرئوي، والإشريكية القولونية، والمستدمية النزلية من النوع ب.

غالبًا ما يبدأ الالتهاب في جزء آخر من الجسم، ثم ينتشر عبر مجرى الدم إلى غشاء الدماغ والحبل الشوكي، أو قد يحدث بسبب:

  • التعرض لجراحة في الدماغ.
  • كسر الجمجمة.
  • زراعة القوقعة الصناعية.
  • الإصابة بعدوى خطيرة في الجيوب الأنفية أو الأذن.

2| الالتهاب الفيروسي

يعد الالتهاب الفيروسي أكثر شيوعًا من الالتهاب البكتيري، وعادةً ما يكون أقل خطورة منه. يسبب هذا النوع العديد من الفيروسات، مثل: الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا والإسهال والقروح الباردة أو فيروسات شلل الأطفال أو فيروس غرب النيل أو فيروس النكاف.

هل التهاب السحايا معدي للاطفال؟

نعم، يمكن أن تنتشر السحايا إلى الآخرين كما تنتشر معظم أنواع العدوى الأخرى. أي في حال قام الطفل المصاب بلمس أو تقبيل طفل غير مصاب، أو في حال استنشق الطفل السليم رذاذ عطاس أو سعال أو لمس إفرازات المخاط أو اللعاب أو الأسطح أو مقابض الأبواب أو الألعاب الملوثة لطفل مصاب.

التشخيص

عادةً ما يطلب الطبيب واحد أو أكثر من الإجراءات الآتية في حال ظهور أعراض السحايا على الطفل:

  • البزل القطني لجمع عينة من السائل الشوكي وتحديد ما إن كان هناك عدوى وتحديد سببها أيضًا فيما إن كان فيروسياً أو بكتيرياً.
  • اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب لفحص الدماغ وأجزاء الجسم الأخرى.
  • تحاليل الدم لتحديد العدوى والالتهابات التي قد تكون سببت السحايا.

هل يمكن الشفاء من السحايا عند الأطفال؟

يمكن الشفاء التام من الالتهاب الفيروسي، أما الالتهاب البكتيري، فبالرغم من أن بعض الأطفال يصابون بمشاكل طويلة الأمد بسببه، إلا أن معظم الذين يحصلون على تشخيص وعلاج سريعين يتعافون تمامًا منه.

 طريقة علاج السحايا

تعتمد الخطة العلاجية على عمر الطفل وصحته العامة والأعراض التي يعاني منها وعلى مدى خطورة الحالة أيضًا. وبشكل عام يختلف العلاج اعتمادًا على نوع الالتهاب، وتشمل العلاجات المتاحة:

علاج الالتهاب البكتيري

في هذه الحالة يصف الطبيب المضادات الحيوية في الوريد لقتل البكتيريا المسببة للالتهاب، كما يصف الكورتيكوستيرويدات للتقليل من الالتهاب والضغط الذي يتراكم في الدماغ. إذ تقلل الستيرويدات من خطر تعرض الدماغ للتلف، ومن خطر فقدان السمع وغيرها من المضاعفات.

علاج الالتهاب الفيروسي

في هذه الحالات يتحسن معظم الأطفال من تلقاء أنفسهم دون علاج، فلا يوجد أدوية لعلاج معظم الفيروسات التي تسبب السحايا، ولكن من الضروري تقديم الرعاية للطفل خلال هذه الفترة للتخفيف من الأعراض.

قد يحتاج الرضع وبعض الأطفال الصغار وتحديدًا من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي للبقاء في المستشفى خلال فترة العلاج.

علاجات مشتركة

خلال فترة العلاج، لا بد من تقديم الآتي:

  • الحرص على أن يأخذ الطفل الراحة الكافية في السرير.
  • زيادة تناول السوائل عن طريق الفم، أو الحصول على السوائل عن طريق الوريد في المستشفى لتعويض السوائل المفقودة عن طريق التعرق والحمى والتقيؤ وضعف الشهية.
  • أدوية لخفض درجة الحرارة وعلاج الحمى والصداع، ولا بد من التنويه لضرورة تجنب الأسبرين.
  • تركيب جهاز التنفس في حال كان الطفل يعاني من صعوبات في التنفس.

كم مدة علاج السحايا عند الأطفال؟

يشعر معظم الأطفال المصابين بالسحايا الفيروسية بالتحسن في غضون 7 - 10 أيام، ويمكنهم تلقي العلاج في المنزل إن لم تكن حالتهم خطيرة جدًا.

أما السحايا البكتيرية، فعادةً ما تحتاج لعدة أسابيع اعتمادًا على نوع البكتيريا، وتتطلب تلقي العلاج في المستشفى، وفي وحدة العناية المركزة أحيانًا؛ لأنها تسبب مشاكل خطيرة قد تتطلب علاجًا إضافياً.

الخلاصة

السحايا هو التهاب الأغشية الرقيقة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، ويحدث هذا غالبًا بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية. يعد الالتهاب الفيروسي أكثر شيوعًا وأقل خطورة، بينما يكون الالتهاب البكتيري أكثر شدة، وقد يسبب مضاعفات طويلة الأمد. يمكن التشافي تمامًا بالحصول على تشخيص وعلاج سريعين.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة