أسباب الخجل الاجتماعي وعلاجه
الخجل الاجتماعي من الحالات الشائعة كثيرًا خاصة بين الأطفال والمراهقين. وقد تكون الحالة بسيطة وعادية مجرد خجل من الأشخاص الذين نلتقيهم أول مرة، وقد تكون حالة شديدة يشخصها الخبراء على أنها اضطراب يسمى الرهاب الاجتماعي. في هذا المقال سنعرض المزيد عن درجات الخجل، وأسبابه، وأفضل الطرق لعلاجه.
ما هو الخجل الاجتماعي؟
نشعر جميعنا بالتوتر بدرجات مختلفة عند لقاء أشخاص لأول مرة، أو عند البدء الدراسة أو العمل في مكان جديد. ومن الطبيعي أن نقلق قليلًا إذا طلب منا الحديث أمام مجموعة من الأشخاص الذين لا نعرفهم. أما الخجل الاجتماعي الشديد، الذي يصل إلى حد الاضطراب أو ما يُعرف باسم الرهاب الاجتماعي الذي يعوق نشاطات الحياة اليومية. فهذا القلق غير العادي يكون خوفًا مصحوبًا بأعراض جسدية، ونفسية شديدة تدفع الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب إلى تجنب الاختلاط بالآخرين والتحدث معهم، بسبب خوفه الشديد من الإذلال والإحراج أمام الآخرين.
أعراض الخجل الاجتماعي
أعراض جسدية
- تسارع نبضات القلب
- احمرار الوجه
- الشعور بالدوار وفقدان التوازن
- الغثيان الشديد الذي قد يصل للتقيؤ
- الارتجاف
- صعوبة في الكلام
- التشنج
الأعراض النفسية
- القلق من ملاحظة الآخرين لمشاعر التوتر والخوف
- التغيب عن المدرسة أو العمل بسبب التوتر الشديد
- قلق شديد قبل وخلال، وبعد أي مناسبة تستدعي مخالطة الآخرين
- تجنب المناسبات الاجتماعية، وتجنب التفاعل مع الناس خلالها
- القلق من القيام بأي تصرف محرج قد يلاحظه الآخرون
- عدم استخدام الحمامات العامة
- تجنب الرد على الهاتف وتفضيل الرسائل النصية
- عدم تناول الطعام في المطاعم
الأسباب
لا يوجد سبب واحد معروف حتى اليوم لإصابة الأطفال، والمراهقون والبالغون بالخجل الاجتماعي. ولكن هناك مزيجاً من العوامل الجسدية، والوراثية والعصبية، التي وفقًا للعلماء قد تلعب دورًا في إصابة بعض الأشخاص دون غيرهم بالرهاب الاجتماعي. حيث إن وجود اضطراب بالنواقل العصبية قد يؤدي إلى خلل في مستويات هرمونات السيروتونين، والدوبامين، والجلوتاميت وهي عناصر كيميائية تؤثر على الحالة المزاجية بشكل كبير.
عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب الخجل الاجتماعي
- التعرض لتجربة سلبية قد تسبب اضطراب ما بعد الصدمة، والتي تسبب اضطراب القلق العام، واضطراب الخجل أيضًا.
- التربية القاسية وتحكم الأهل الشديد، قد يؤدي لقلق الأطفال والمراهقين من التفاعل مع الآخرين.
- التجارب السلبية الناتجة من التفاعل مع الآخرين، مثل التعرض للتنمر في المدرسة أو العمل.
- التعرض لعنف جسدي أو عاطفي.
- العزلة الاجتماعية لفترة طويلة.
التشخيص
من المهم جدًا عدم التسرع في إطلاق الأحكام واتهام أي شخص خجول قليلًا بأنه يعاني من الرهاب الاجتماعي. فالأمر يحتاج إلى تحليل وتشخيص المختصين فقط عندما يكون الخجل الاجتماعي سببًا في تعثر الحياة اليومية للشخص.
في هذه الحالة يٌفضل مراجعة معالج نفسي لإجراء تقييم وتشخيص مستفيض، وبناء على نتائج التقييم الذي يجريه خبير الصحة النفسية بناء على الأسئلة والاختبارات التي سيجريها سيضع خطة العلاج المناسبة إن استدعى الأمر.
علاج الخجل الاجتماعي
تتنوع طرق العلاج لهذا الاضطراب بحسب حدته، فقد يحتاج البعض لعلاج واحد، بينما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من رهاب اجتماعي حاد لعلاج مركب ومطول. فيما يلي أبرز خيارات العلاج الناجحة:
العلاج النفسي الإرشادي
والذي قد يكون علاجًا فرديًا مع المرشد أو المعالج النفسي، أو في مجموعة علاج.
العلاج المعرفي السلوكي
وهو أشهر طرق العلاج وأكثرها فاعلية، والتي تساعد على استبدال القلق بمشاعر إيجابية، وتشجع الشخص على تقبل مخالطة الآخرين بالتدريج.
الانضمام إلى مجموعة دعم
وقد تكون هذه المجموعات وجاهية أو عن بعد، وتساعد على تعلم مهارات وتقنيات تسهل التفاعل مع الآخرين، وتزيد تقبل حضور المناسبات الاجتماعية.
العلاج الدوائي
وهو الذي يصفه الطبيب النفسي في حالات القلق الشديدة.
علاجات منزلية للتغلب على الخجل
- الالتزام بنظام غذائي صحي، خال من المواد المصنعة والضارة يساعد في تقليل حدة التوتر والقلق.
- تمارين التنفس والاسترخاء.
- التدوين، وتفريغ الأفكار والمشاعر بشكل مستمر.
- النوم لساعات كافية يساعد على تصفية الذهن والسيطرة على القلق بأنواعه.
- ممارسة اليوغا، والمشي، وتمارين الاستطالة تساعد على السيطرة على الإجهاد الذهني، والنفسي.
- تقليل الكافيين، ومشروبات الطاقة.
- التحدث مع شخص موثوق مثل صديق، أو معالج، أو مدرب حياة.
الخلاصة
التقبل أمر أساسي لاحتواء أي شخص يعاني من أي اضطراب نفسي، أو سلوكي. لذلك من المهم مساعدة الأشخاص الذين نحب على التغلب على مخاوفهم، ومساعدتهم على السيطرة على قلقهم، وفي نفس الوقت تقبل اختلافهم وتقديم الدعم والحب طوال الوقت.
