مرض الكرون: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

هل تعانين من آلام شديدة في بطنك، وإسهال مستمر، وشعور بالتعب، وفقدان للوزن؟ إن كانت إجابتك نعم، ربما قد تكونين مصابة بمرض الكرون (Crohn's disease)، فما هو هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وما سبب الإصابة به؟ وكيف يُعَالَج؟ تابعي القراءة لتكتشفي كل ما تحتاجين معرفته حول هذا المرض الشائع.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Mar 25th 2024 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
اعراض مرض الكرون وعلاجه

ما هو مرض الكرون؟

مرض الكرون أو مرض كرونز هو مرض مناعي ذاتي مزمن، يسبب تهيج والتهاب مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي، وتحديدًا الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.

يصنف هذا المرض على أنه أحد أنواع مرض التهاب الأمعاء (Inflammatory bowel disease)، ويعد هو والتهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) الشكلين الأكثر شيوعًا منه.

عادةً ما يسبب مجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تؤثر على جودة الحياة، وفي بعض الأحيان قد يسبب مضاعفات مهددة للحياة.

لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن تساعد العلاجات المتوافرة في التخفيف من الأعراض والعلامات وتمكّن المصاب من ممارسة حياته بشكل جيد، كما أنها تهدأ الالتهاب، وتمنع حدوث المضاعفات.

اعراض مرض كرون

كيف تعرف أنك مصاب بمرض كرون؟ تختلف أعراض مرض الكرون من شخص لآخر، وتتراوح من أعراض خفيفة إلى شديدة اعتمادًا على مكان الالتهاب وشدته. وفيما يأتي أبرز الأعراض التي يمكن أن تعانيها إن كنتِ مصابة بكرون:

  • آلام وتشنجات البطن.
  • الإسهال المتكرر.
  • التعب الشديد والغثيان.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • دم في البراز.
  • انخفاض في الشهية وفقدان الوزن.
  • تقرحات الفم.
  • ويمكن أن يسبب مرض كرون الحاد ظهور أعراض لا تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل:
  • التهاب الجلد أو العينين أو المفاصل.
  • التهاب الكبد والقناة الصفراوية.
  • فقر الدم.
  • هشاشة العظام.
  • حصوات الكلى.
  • تأخر النمو والتطور الجنسي عند الأطفال.

تظهر الأعراض عادةً خلال فترات معينة (تعرف بفترات التوهج) وتختفي بفترات أخرى قد تستمر لأسابيع أو حتى سنوات.

اسباب مرض الكرون

حتى الآن لم يستطع العلماء تحديد السبب الكامن وراء الإصابة بمرض كرون بشكل دقيق، إلا أنهم يعتقدون أن هناك عدة عوامل قد تساهم في الإصابة به، وهي:

1| الجهاز المناعي

إن ردة فعل الجهاز المناعي غير الطبيعية قد تكون أحد الأسباب، إذ يمكن أن يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة في الجهاز الهضمي بالخطأ لأسباب غير معروفة، ويسبب التهابها وتهيجها.

2| الوراثة

إن إصابة أحد أفراد العائلة بمرض كرون قد يزيد من فرصة إصابتك، وهذا يعني أن الجينات تلعب دورًا في زيادة فرصة الإصابة.

ما هي العوامل التي تزيد خطر الإصابة به؟

يمكن أن تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بمرض كرونز:

  • العمر: يمكن الإصابة بهذا المرض في أي عمر، ولكنه في الغالب يصيب الشباب، إذ يتم تشخيص نسبة كبيرة في أواخر المراهقة وحتى أوائل الثلاثينات.
  • التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بهذا المرض.
  • التوتر: يزيد الضغط النفسي والتوتر من فرصة الإصابة، كما يهيج الأعراض عند المصابين.
  • استئصال الزائدة الدودية: أشارت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الزائدة الدودية أكثر عرضة للإصابة بالكرون.
  • تناول بعض الأدوية: تزداد فرصة الإصابة بشكل طفيف في حال تناول بعض المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • اتباع نظام غذائي عالٍ بالدهون: يزيد فرصة الإصابة بشكل طفيف أيضًا.

هل مرض الكرون معدي؟

على الرغم من أن أسباب الإصابة غير واضحة تمامًا، إلا أن هذا المرض غير معدٍ، ولا يمكن أن ينتقل من الشخص المصاب إلى الأشخاص الآخرين.

التشخيص

عادةً ما يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي تعاني منها ويستفسر عن التاريخ الطبي والعائلي، بعد ذلك يقوم بإجراء فحص بدني للتحقق من الأعراض، ومن ثم يطلب منكِ إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات الآتية لاستبعاد الحالات الأخرى وتأكيد تشخيص الإصابة بمرض الكرون:

1| التحاليل

  • تحليل الدم: لقياس مستوى خلايا الدم الحمراء والبيضاء ومستوى بروتين سي التفاعلي الذي يشير ارتفاعه لوجود التهاب.
  • تحليل البراز: لاستبعاد وجود بكتيريا أو طفيليات أو أي مسبب آخر للإسهال.

2| التصوير الإشعاعي

  • التصوير المقطعي المحوسب: باستخدام الأشعة السينية يصور الطبيب الأعضاء الداخلية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: باستخدام مغناطيس كبير وموجات الراديو يتم تصوير الجهاز الهضمي.

3| التنظير

يُدخِل الطبيب أنبوب رفيع يرتبط بكاميرا وضوء في نهايته لفحص الجهاز الهضمي، وهناك عدة أنواع للتنظير، منها:

  • تنظير القولون: لفحص الجزء السفلي من الجهاز الهضمي أي القولون والأمعاء الدقيقة السفلية.
  • التنظير العلوي: لفحص الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، من الفم لبداية الأمعاء الدقيقة.

علاج مرض الكرون

لا يوجد علاج يشفي من مرض كرون تمامًا، وجميع العلاجات المتاحة تخفف من الأعراض وتقلل الالتهاب وتمنع حدوث المضاعفات.

وفي الحقيقة لا يوجد علاج واحد يناسب جميع المرضى، ويختلف العلاج من مريض لآخر، ويعتمد على الأعراض التي يعاني منها المصاب وشدتها، ولكنها غالبًا ما تشمل مزيجًا من الآتي:

1|  العلاج بالأدوية

يمكن أن يصف الطبيب مجموعة من الأدوية الآتية:

  • الأدوية المضادة للالتهابات.
  • المضادات الحيوية.
  • الكورتيكوستيرويدات.
  • أدوية لوقف الإسهال.
  • الأدوية البيولوجية.
  • الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
  • مسكنات الألم.

2| العلاج الغذائي

يمكن أن يوصي الطبيب بالعلاج الغذائي لفترة قصيرة، ويدمجه مع بعض الأدوية لتحسين التغذية العامة والسماح للأمعاء بالراحة، إذ إن راحة الأمعاء تقلل من الالتهاب على المدى القصير.

ويقصد بالعلاج الغذائي أي إعطاء المريض غذاء معين عن طريق حقن وريدية أو أنبوب التغذية (عن طريق الفم).

3| الجراحة

في حال لم تنجح العلاجات السابقة، يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء جراحة لإزالة الجزء التالف من الجهاز الهضمي، وإعادة توصيل الأجزاء السليمة. وقد يلجأ إلى الجراحة لعلاج مضاعفات مرض كرونز، مثل: النواسير، والتضيقات، والانسدادات، والثقوب المعوية.

ما هي مضاعفات مرض كرون؟

تزداد فرصة الإصابة بالمضاعفات الآتية في حال كانت الأعراض شديدة ومتكررة:

  • النزيف الداخلي.
  • حدوث ثقب في جدار الأمعاء يسبب تسرب الطعام، والخراجات، والالتهابات.
  • تشكل قناة بين جزأين من القناة الهضمية، وهو ما يعرف بالنواسير.
  • تضيّق جزء من الأمعاء، وتراكم الأنسجة الندبية فيها، وحدوث انسداد كلي أو جزئي للأمعاء.
  • مضاعفات أخرى: مثل فقر الدم، ومشاكل في امتصاص الغذاء، وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

ويجدر التنويه أن المصاب بأي المضاعفات السابقة قد يحتاج إلى عملية جراحية.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة