انتشرت عشبة اشواغاندا في السنوات الأخيرة، وبدأ يتحدث عنها الكثيرون، من أطباء وصيادلة، وخبراء الطب البديل، والمختصين بالعلاج الشمولي، وصناع المحتوى الطبي أيضًا. سأوضح في هذا المقال أهم خصائص هذه العشبة السحرية وأبرز فوائد الاشواجندا للنساء بشكل خاص، وسأشارك أيضًا تجربتي مع عشبة الاشواجندا، وكيف ساعدتني بالاستغناء عن تناول الدواء مدى الحياة.
هي شجيرة دائمة الخضرة تنمو في أفريقيا وآسيا وهي من أهم الأدوية في طب الأيورفيدا الهندي. وهي من الأعشاب التي تنتمي إلى فئة الأدابتوجينز Adaptogens وهي علاجات بديلة تحتوي على مكونات طبيعية تقلل من حدة التوتر والقلق، وتحسن جودة النوم. بعد صدور العديد من الأبحاث والدراسات الطبية عن هذه العشبة صار يصفها الكثير من الأطباء، وخبراء الطب البديل والعلاج الشمولي على شكل حبوب أو مسحوق يضاف إلى السموذي، أو على شكل شاي.
لعل التوتر هو العرض المشترك بين الجميع في هذه الأيام، وقد بينت الدراسات أن عشبة أشواغاندا تحتوي على مواد فعالة تساعد على تقليل التوتر، والحد من الإجهاد النفسي والجسدي إلى حد كبير.
هناك العديد من الأدلة الناتجة عن الدراسات، والأبحاث الطبية والتجارب التي أثبتت فاعلية تناول الاشواجندا لتتغلب على اضطرابات النوم، والأرق، وتحسين جودة النوم. وعلى عكس المكملات التي تساعد على النوم، فالأشخاص الذين يتناولون عشبة اشواغاندا يتمتعون بجودة نوم أفضل، ولا يستيقظون خلال الليل، ويشعرون بالحيوية والنشاط عند استيقاظهم، ويتميز يومهم باليقظة والإنتاجية العالية.
بينت بعض الدراسات السريرية تحسنًا ملحوظًا في القدرات الإدراكية بعد استخدام مكملات اشواغندا، كما سجلت هذه الدراسات تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة والتركيز، وسرعة معالجة المعلومة والرد.
بينت العديد من الدراسات السريرية والأبحاث الطبية تراجع معامل الالتهاب عند إضافة كبسولات اشواغاندا إلى باقي الأدوية المعالجة للالتهاب. من المهم التنويه على ضرورة تناول هذا المكمل بوصفة طبية بما يناسب الحالة خصوصًا في حالات الالتهاب.
هناك بعض الدراسات السريرية والأبحاث التي بينت تراجعاً في نسب السكر في الدم، والسكري التراكمي لدى بعض الأشخاص. ويعود السبب في ذلك إلى مركب withaferin A (WA) الموجود في الأشواجندا، والذي يساعد على تقليل نسبة السكر في الدم. ولكن لا تزال الأبحاث والدراسات غير كافية لجعل هذه العشبة علاجًا لمرض السكري.
يشير خبراء الصحة النفسية إلى أنهم وجدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب، واضطراب القلق وغيرها من الاضطرابات لدى مرضاهم عندما بدأوا بتناول مكملات اشواغاندا، واستمروا بتناولها لمدة ثلاثة أشهر. وهناك بعض الدراسات التي تدعم ذلك، وإن كانت لا تزال محدودة.
تُساعد عشبة اشواغاندا على زيادة الكتلة العضلية كما بينت بعض الدراسات أن هناك تحسنًا ملحوظًا في قوة التحمل، واستنشاق الأوكسجين لدى الرياضيين الذين يتناولون حبوب اشواغاندا كمكمل غذائي.
بعد الحديث عن فوائد اشواغاندا أود أن أشارك ما أسميه اشواغاندا تجربتي الشخصية. منذ بضع سنوات شُخصت بالتهاب المفاصل الروماتويدي وهو حالة من حالات الأمراض المناعية التي تستدعي تناول علاجات مزمنة. وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل والصور المختلفة، خلص الأطباء إلى أني بحاجة إلى تناول الدواء مدى الحياة للسيطرة على الأعراض المزمنة. وبالفعل تناولت الدواء لسنة تقريبًا قبل أن أراجع طبيبًا يستخدم الطب البديل والعلاجات الشمولية لعلاج من يراجعه. ووصف لي كبسولات اشواغاندا لفاعليتها في تقليل الالتهاب والحد من القلق والتوتر، ودوره في تحسين جودة النوم وهي كلها عوامل تساعد على تقليل أعراض الروماتيزم بشكل فعال. كما نصحني بتغيير نمط حياتي واعتماد التغذية الصحية والالتزام بممارسة الرياضة واعتماد تقنيات تقليل التوتر، والحصول على الراحة قد الإمكان.
وبالفعل بدأت بتناول الاشواغندا، والالتزام بنصائح الطبيب. بعد عدة أسابيع عدت إلى زيارة طبيبتي أخصائية الروماتيزم، وأخبرتها عن هذا المكمل الذي قلل من الأعراض والآلام بشكل ملحوظ. فقررت تقليل جرعة دواء الروماتيزم بعد أن أجريت تحاليل وفحوصات مستفيضة. أخبرتها عن رغبتي في محاولة الاعتماد على المكملات والالتزام بنمط الحياة الصحي، والاستمرار بتقليل جرعة الدواء، حتى أتوقف عن تناوله تمامًا، فوافقت بحذر على شرط أن أستمر بمراجعتها لمراقبة حالتي بالفحوصات والتحاليل. وبالفعل هذا ما قمت به، واستمرت حالتي بالتحسن، مع تقليل الطبيبة جرعة الدواء باستمرار، حتى توقفت عن تناوله تمامًا.
لا زالت أعراض الروماتيزم تتكرر أحيانًا، ولكنها أقل حدة من ذي قبل. وأود التنويه على ضرورة مراجعة الأطباء دومًا وإجراء الفحوصات ومراقبة مدى تقبل الجسم لأي مكمل جديد، فالمكملات كأي علاج دوائي تحتاج إلى إشراف المختصين.