الحجامة من أقدم طرق العلاج التي عرفها البشر، وهي من الطرق التي لا تزال تُمارس حتى اليوم، وتلقى إقبالًا كبيرًا من الكثيرين. وبالرغم من أن الحجامة ممارسة علاجية شرقية، إلا أنها اليوم، من طرق العلاج البديلة في العديد من الدول حول العالم. سنستعرض في هذا المقال بعضًا من فوائد الحجامة للنساء، والتي ربما لم تعرفيها من قبل.
هي ممارسة طبية شعبية موجودة منذ آلاف السنين، وهي سنة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي قال عنها: "إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ" وتستخدم في بعض الثقافات الشعبية حول العالم. من المهم أن تجري الحجامة في عيادة مرخصة على يد ممارس مُرخص ومدرب، بحيث يجب اتباع معايير السلامة والنظافة لتجنب حدوث أي التهابات. تتلخص الحجامة؛ بإجراء جروح سطحية في مواضع الحجامة ومن ثم ضع أكواب زجاجية أو بلاستيكية على الجلد وخلق فراغ داخل الكأس لسحب الهواء وجزء من الجلد والدم بغرض تخليص الجسم من السموم وتحسين الدورة الدموية. من المهم أيضًا استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى الحجامة فهي لا تناسب الجميع.
بينت العديد من الدراسات والتجارب فاعلية الحجامة في تنظيم الهرمونات عند المرأة، وتعزيز تنظيم الدورة الشهرية، وتقليل النزيف الحاد الذي تعاني منه بعض النساء والفتيات في خلال أيام الدورة الشهرية. كما أن للحجامة أثراً إيجابياً كبيراً في تخفيف آلام الدورة الشهرية الشديدة. كما تلجأ الكثير من النساء من هن في الأربعينات والخمسينات من العمر، للعلاج بالحجامة بانتظام للتخفيف من حدة أعراض فترة انقطاع الطمث المزعجة مثل الهبات الساخنة، والتعرق الليلي وغيرها.
تلجأ الكثير من النساء للحجامة لتأخر الحمل، حيث تبين أن العلاج بالحجامة يساعد في التخلص من العديد من مشاكل الخصوبة مثل متلازمة تكيس المبايض، وبطانة الرحم المهاجرة، واختلال توازن الهرمونات، وغيرها من المشاكل التي تسبب تأخر الحمل. كما أنها تساعد في تحسين كمية وجودة البويضات لدى المرأة وزيادة فرصها في الحمل.
تلجأ الكثير من النساء إلى إضافة الحجامة إلى روتين إنزال الوزن إلى جانب ممارسة الرياضة، واتباع حمية غذائية صحية. حيث تبين أن الحجامة تعزز قدرة الجسم على التخلص من الدهون، وتعزيز الأيض، وكبح اشتهاء الحلويات والأطعمة التي تسبب زيادة الوزن.
تعاني النساء من العديد من المشاكل التي تسبب لها آلام، وإزعاج في الظهر، والمفاصل، والأطراف. مثل الروماتيزم، ومتلازمة النفق الرسغي، وآلام الظهر، والرقبة، ومتلازمة التعب المزمن. وقد تبين أن إجراء الحجامة العلاجية بانتظام يُساعد وبشكل كبير على التخفيف من هذه الحالات المؤلمة، والتي قد تحول دون الاستمتاع بالنشاطات اليومية.
بين بحث علمي شمل تحليل تسع دراسات طبية، وجود علاقة وثيقة بين الحجامة وتحسين الحالة النفسية. فقد شملت الدراسات على أشخاص يعانون من عدة مشاكل نفسية، منها الاكتئاب، واضطراب القلق، والاحتراق الوظيفي. وقد لاحظ الباحثون تراجع الأعراض لدى أغلب الأشخاص الذين حصلوا على الحجامة بانتظام خلال فترة المراقبة. لم تُعتمد الحجامة بعد كوسيلة علاجية لهذه المشاكل النفسية، ولكن قد يوصي بها المُعالج النفسي، كوسيلة مساعدة، إلى جانب العلاج النفسي، والدوائي، وتحسين أسلوب الحياة بشكل عام.
الحجامة ليست للجميع، بالرغم من أنها ممارسة طبية آمنة لأغلب الأشخاص، خصوصًا إن كانت على يد شخص مُدرب، ومُلم بتعليمات السلامة الطبية، وفي مكان مُعقم وباستخدام أدوات مُعقمة، إلا أنها غير مناسبة للعديد من الأشخاص فيما يلي أبرزهم:
الحجامة من الممارسات الطبية القديمة، والتي أثبتت فاعليتها في علاج العديد من الحالات، وهي مفيدة جدًا للنساء في مختلف مراحل حياتهن. ولكن من المهم استشارة طبيب قبل الخضوع للحجامة، أو لأي علاج من الطب البديل. ويجب إجراء هذه العلاجات في مراكز طبية مرخصة على يد مختصين مدربين، لضمان احترام معايير السلامة، وتجنب أي التهابات.