يعتبر الإمساك من المشكلات الشائعة لدى الأطفال، والتي قد تشغل بال الأم في المراحل المختلفة لطفلها. يعرف الإمساك بأنه تناقص في عدد مرات الإخراج المعتادة لدى الطفل، أو زيادة في جفاف وصلابة البراز. ومع أن الإمساك بحد ذاته لا يعد مرضاً، إلا أنه يعدّ أحد أعراض مشكلة طبية ما. يمكن أن يصيب الإمساك الأطفال من جميع الأعمار، ولذلك تتعدد الأسباب والمسببات لذلك. في هذا المقال من أمومة سنتحدث عن الإمساك عند الأطفال أسبابه، أعراضه وعلاجه.
يمكن تصنيف إمساك الأطفال إلى صنفين رئيسيين:
عندما يستمر الإمساك عند الأطفال لمدة 8 أسابيع أو أكثر، فإنه يعتبر حينها إمساك مزمن، حيث تنخفض حركة الأمعاء وعدد مرات الإخراج عند الطفل لأقل من 3 مرات أسبوعياً.
يعتبر الإمساك المزمن من المشكلات التي تستدعي عدم التأخر في العلاج واستشارة الطبيب، حيث يمكن أن يسبب الإمساك المزمن لدى الطفل ألم شديد عند التبرز ومضاعفات أخرى كلما ازدادت فترة عدم الإخراج عند الطفل.
يعرف الإمساك المؤقت بأنه إمساك حاد أو خفيف يستمر لفترات قصيرة، وقد يحدث الإمساك المؤقت بسبب خلل في العادات الغذائية، أو نقص الألياف، أو بسبب قلة النشاط البدني، أو عدم شرب الماء والسوائل بشكل كاف.
قد تشمل علامات والأعراض ما يلي:
وقد يكون الإمساك ناتجاً عن خوف طفلك من الشعور بالألم أثناء التبرُّز، فهو لذلك يحاول تجنُّبه. قد تُلاحِظين أن طفلكِ يضم ساقَيْه أو رِجْلَيْه، أو يلوي جسمه، أو تبدو على وجهه تعابير غريبة عند محاولة احتجاز البراز.
من الضروري عزيزتي الأم معرفة السبب وراء الإمساك، حتى لا تصبح مشكلة مزمنة لدى طفلكِ، وحتى لا تتسبب في مضاعفات أخرى، وتشمل الأسباب المحتملة للإمساك عند الأطفال ما يلي:
قد يكبح الطفل البراز بسبب انشغاله باللعب أو لأنه بعيد عن المنزل، ولا يرغب في استخدام المراحيض العامة، أو لأنه يخشى الأم المصاحب للإخراج بسبب الإمساك.
التغيير في النظام الغذائي المصاحب للألم قد يتسبب في إصابة الطفل بالإمساك بسبب فقدانه الشهية، كما قد يكون الإمساك عرضاً جانبياً لبعض الأدوية مثل مكملات الحديد.
إنّ تناول الوجبات السريعة المليئة بالدهون غير الصحية، كذلك تناول المشروبات الغازية وقلة تناول الألياف، إضافةَ إلى عدم شرب كمية كافية من الماء، كل هذه العادات الغذائية تساهم بشكل كبير في حدوث الإمساك. قد يُصاب الأطفال الذين يشربون كميات كبيرة من حليب البقر يومياً بالإمساك؛ بسبب الحساسية لمادة اللاكتوز.
وما يصاحبها اضطرابات في الجسم، فقد يصاب الطفل بالإمساك والاضطرابات الهضمية.
قد تنعكس أي تغييرات في روتين الطفل على صحته العامة، وعلى حركة الأمعاء مثل اضطراب النوم والسفر، أو التغيرات المناخية، أو الانتقال إلى منزل جديد، وغيرها.
إن عادات الطفل السيئة من قلة الحركة وعدم اللعب الحركي، بالإضافة إلى الجلوس لساعات طويلة لمشاهدة التلفزيون واللعب بألعاب الفيديو تساهم بشكل كبير في بطء حركة الأمعاء والإخراج لدى الطفل.
الشعور بالتوتر بسبب المدرسة أو الأصدقاء أو العائلة قد ينعكس بشكل كبير على تغير حركة الأمعاء لدى الطفل وإصابته بالإمساك.
في بعض الحالات النادرة، يكون سبب الإمساك مشكلة جسدية والتي تشمل:
لنوعية الطعام أثر كبير في ظهور أو استمرار عملية الإمساك، حيث تلعب بعض أنواع الطعام دوراً كبيراً في ظهور هذه المشكلة، ومن أبرز الأطعمة التي تزيد من الإمساك:
فبالرغم من أنّ الموز الناضج يمكن أن يقلل من الإمساك، ويساعد على تجنّبه، إلّا أنّ الموز غير الناضج يزيد من مشكلة الإمساك، لاحتوائه على نسبة عالية من النشويات، كما أنّ الموز غير الناضج يحتوي على كميّات كبيرة من مادة العفص التي تُقلّل سرعة مرور الطّعام خلال القناة الهضميّة، ممّا يزيد من فرصة الإصابة بالإمساك.
قد تُسبِّب فاكهة الكاكا الإمساك عند بعض الأفراد، لذلك يُنصَح الأفراد الذين يُعانون من الإمساك بتجنُّب تناول كميَّات كبيرة من الكاكا.
وهو بروتين موجود في القمح، والشعير، وغيرها من الحبوب والبقوليّات، وقد يتسبّب الغلوتين بالإمساك عند بعض الأفراد. ينصح الأطباء بعمل فحص حساسية الغلوتين للطفل حيث أنّ الأفراد المُصابين بحساسية القمح يُنصَحون بتجنّب الأطعمة المحتوية على الغلوتين بشكل تامّ.
مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، والمعكرونة البيضاء ومن الجدير بالذكر أن القيمة الغذائيّة لهذه الحبوب ومنتجاتها أقل بكثير من الحبوب الكاملة، كما أنّها تُسبّب الإمساك بسبب إزالة بعض الألياف من بذورها، لذلك يُنصَح الأفراد الذين يُعانون من الإمساك بتقليل الحبوب المكررة، وتناول الحبوب الكاملة بدلاً منها، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ تناول كميّات مفرطة من الألياف قد يجعل الإمساك أكثر سوءاً عند بعض الأشخاص.
يسبّب الحليب ومشتقاته الإمساك للرُّضَّع والأطفال الذين يُعانون من حساسية بروتين الحليب البقريّ، وتشير الدراسات الحديثة التي أُجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 1-12 سنة ويُعانون من الإمساك المزمن، أنّ حالتهم قد شهدت تحسّناً عند توقفهم عن شرب الحليب البقري واستخدامهم لحليب الصويا بدلًا منه، كما أن الأطفال الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز يصابون أيضاً بالإمساك عند تناول الحليب ومشتقاته.
لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون وكمية قليلة من الألياف، ولذلك فإنّها تحتاج إلى فترة أطول ليهضمها الجسم، الأمر الذي قد يزيد من خطر الإصابة بالإمساك. ينضح الأطباء بتعويض طفلك حاجته من البروتين من المصادر النباتية كالعدس والحمص والبقوليات.
إنّ تناول كميّات كبيرة من الأطعمة المقليّة أو الوجبات السريعة والأطعمة الخفيفة غير الصحية مثل رقائق الشيبس، الشوكولاتة، والبوظة تزيد من فرصة الإصابة بالإمساك، وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون، وكميات قليلة من الألياف، وكذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من الملح، ممّا يُقلّل من محتوى البراز من الماء، ويؤدّي إلى الإمساك.
تمتاز بعض أنواع الفواكه والخضراوات باحتوائها على عناصر غذائية تعمل كملين، وتحتوي على كمية مناسبة من الألياف؛ مما يساهم في رفع مناعة الطفل والتقليل من الإمساك عند إضافتها إلى الوجبات الغذائية لدى طفلك، ومن هذه الأطعمة:
يستخدم كعلاج طبيعي للإمساك لاحتوائه على كمياتٍ عالية من الألياف، إذ يحتوي كلّ 28 غراماً من الخوخ على غرامين من الألياف، كما يحتوي الخوخ على السوربيتول الذي يعمل كملين للأمعاء من خلال سحب الماء إلى القولون، بالإضافة إلى أنّه يحتوي على مركبات الفينول التي تعمل على تحفيز الأمعاء بواسطة البكتيريا المفيدة، فتزيد من حركة الأمعاء.
وهو غنيّ بالألياف، إذ يحتوي كلّ 182 غراماً من التفاح على 4.4 غرامات من الألياف غير القابلة للذوبان، و1.2 غرام من الألياف القابلة للذوبان التي تُسمى بالبكتين، والتي تعمل على تسريع حركة البراز من خلال الأمعاء، وتحسين أعراض الإمساك، وزيادة عدد البكتيريا المفيدة للأمعاء.
غنيّة بالألياف، إذ يحتوي كلّ 178 غراماً من الكمثرى على 5.5 غرامات من الألياف، كما أنّه يحتوي على السوربيتول الذي يعمل كملين طبيعي.
إذ يحتوي كلّ 76 غراماً من الكيوي على 2.3 غرام من الألياف، إذ أظهرت دراسة أنّ تناول حبتين من الكيوي يوميًا لمدّة أربعة أسابيع يُسهل من حركة الأمعاء، والتقليل من استخدام الملينات، ممّا يُقلّل من شدة الإمساك.
إذ يحتوي كلّ 131 غراماً من البرتقال على 3.1 غرام من الألياف، بينما يحتوي كلّ 236 غراماً من الجريب فروت على 2.6 غرام من الألياف.
وهو مصدر لفيتامين ك، وفيتامين ج، وحمض الفوليك، إذ يوفر الكوب الواحد من السبانخ المُطبوخ 4.3 غرام من الألياف.
غني بالألياف إذ يحتوي كلّ 141 غراماً من البطاطا الحلوة على 3.8 غرامات من الألياف.
يُمكن اتّباع العديد من الطّرق الطّبيعيّة والعادات اليومية لعلاج الإمساك، ومن الأمثلة على هذه الطرق:
تتراوح عدد مرات التبرز الطبيعي لدى الأطفال بشكل عام ما بين مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم، ولكن يجدر الإشارة إلى أن نمط حركة الأمعاء تختلف ما بين طفل وآخر، لذا ما قد يتم اعتباره أمراً طبيعياً لدى طفل قد يختلف بالنسبة لطفل آخر.
لذلك عزيزتي الأم، فإن تشجيع طفلك لعمل تغيير بسيط في النظام الغذائي كتناول الخضروات والفاكهة الغنية بالألياف وشرب قدر أكبر من الماء يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تخفيف الإمساك. ويعتبر من الحلول الأفضل والتي ينصح بها سواء لحل المشكلة أو لتجنبها مع ضرورة متابعة الطبيب للكشف عن الأسباب الصحية والجسمية إن وجدت والتعامل معها بشكل أفضل.