رعاية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

كثيرًا ما يظن الأهل أن مسؤوليتهم نحو أطفالهم تقتصر على الاهتمام برعاية احتياجاتهم من طعام، وشراب، وتعليم ولعب، دون الاكتراث للصحة النفسية والعاطفية للطفل، أو للمراهق. لذلك أود من خلال هذا المقال الحديث عن علامات قد تعني أن الصحة النفسية للأطفال والمراهقين تحتاج إلى العناية، وكيفية العناية بها.

Mona Youssri Psychologist
الدكتوره منى يسري
تاريخ النشر:Feb 22nd 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

علامات تأثر الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

  • ملاحظة في تغيرات شخصية الطفل: مثل أن يكون الطفل خجولاً فيصبح أكثر جرأة على غير المعتاد أو العكس.
  • اختلاف في السلوك: زيادة التمرد والشغب، أو الانعزال والانطوائية.
  • تغير في عادات النوم: السهر الزائد، أو كثرة النوم.
  • تراجع الشهية أو ازدياد غير عادي في الشهية.
  • الشعور بالحزن لفترة مطولة تصل إلى أسبوعين أو أكثر.
  • تراجع التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء.
  • تغير حاد في المزاج مثل كثرة الضحك، أو كثرة البكاء.
  • الشعور المتواصل بالصداع أو المغص.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة.
  • إيذاء النفس من خلال إحداث جروح في الجسم من علامات الخطر التي تستدعي رعاية المختصين فورًا.
  • التحدث عن الموت أو الانتحار، حتى لو في سياق المزاح يعتبر علامة خطر يجب أن تؤخذ على محمل الجد من الأهل فورًا. ومن المهم عدم الحديث عن الانتحار أو الرغبة بالموت أمام الأطفال، أو تهديد الطفل بالقتل أو الموت.

خطوات لحماية الأطفال والمراهقين من المشاكل النفسية

كثيرًا ما يشعر الأهل بالذنب أو التقصير تجاه أطفالهم في حال أصابهم أي مشاكل نفسية، وفي الحقيقة لا يكون للأهل أي ذنب في الكثير من الأحيان. حيث إن أسباب حدوث الأمراض النفسية هي خليط من الأسباب الجينية والبيئية. لذلك ولوقاية الأطفال والمراهقين من المشاكل النفسية يجب أخذ ما يلي بعين الاعتبار

1 | إحاطة الطفل ببيئة صحية

يمكن للأهل العمل على توفير بيئة سليمة لأبنائهم وبناتهم لوقايتهم قدر الإمكان من الأمراض النفسية. وتجنب أي عنف أو صراخ أو عصبية بالتعامل مع الأطفال والمراهقين.

2 | تقديم الرعاية النفسية عند الحاجة

في بعض الأحيان تكون الأسباب البيئية خارجة عن إرادتنا مثل حدوث حالة وفاة، أو العيش خلال حرب أو كارثة طبيعية، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الطفل والمراهق النفسية. مما يستدعي رعاية من المختصين لعلاج أي مشاكل قد تنجم من هذه الصدمات.

3 | زيادة الوعي لدى الأهل

زيادة الوعي عن الصحة النفسية للأطفال والمراهقين ورعايتها، أمر مهم للغاية، ويساعد الأهل على رؤية أي علامات قد تعني أن صحة الطفل أو المراهق النفسية بحاجة إلى علاج وتقديم الرعاية والتدخل المبكر فورًا. حيث إن للتدخل العلاجي المبكر أثراً إيجابياً كبيراً على العناية بنفسيات الأطفال والمراهقين.

4 | اتباع أساليب تربوية سليمة

من المهم أيضًا زيادة الوعي التربوي لدى الأهل لكي يكونوا ملمين بالأساليب التربوية الحديثة التي تساعدهم على التعامل مع أطفالهم، خصوصًا الذين يعانون من مشاكل سلوكية.

5 | الحصول على الإرشاد اللازم

اللجوء إلى الإرشاد الأسري في حيث كان هناك جو من المشاحنة في البيت، للتغلب على أي مشاكل في التواصل، وخلق جو أسري صحي لينشأ الطفل في بيئة نفسية ملائمة.

كلمة عن التنمر

التنمر من إحدى المؤثرات التي تضر الصحة النفسية للأطفال والمراهقين لذلك من المهم حماية الطفل من التنمر، وتعليمه أساليب للتعامل مع التنمر في حال تعرض له. ومن الجدير بالذكر أنه في التنمر كلا الطرفين يحتاج إلى الرعاية النفسية فالطفل الذي يتنمر على طفلك يحتاج إلى رعاية نفسية لعلاج الحالة التي تدفعه للتنمر.

العلاج والاستشارة النفسية

هناك قلق لدى الأهل من اللجوء إلى مختص في الصحة النفسية لطلب المساعدة، خوفًا من استمرار العلاج لفترات طويلة، ومن التكلفة، ومن غيرها من المعتقدات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة عن الطبيب النفسي والمعالج النفسي.

هناك العديد من المستشارين والمرشدين النفسيين القادرين على تقييم حالة الطفل والمراهق ونُصح الأهل وتوجيههم نحو مسار العلاج الأنسب لكل حالة، سواء كانت نحو طبيب نفسي ليصف العلاج السلوكي والدوائي، أو نحو المعالج النفسي الذي سيقدم جلسات العلاج النفسي والسلوكي.

ولكن لا يجب ترك التوتر والإجهاد النفسي لدى الأطفال والمراهقين دون علاج من مختصين، لأن المرض النفسي تمامًا كالمرض الجسدي بحاجة إلى علاج لحماية الطفل والمراهق من أي مضاعفات نفسية وجسدية مزمنة.

لذلك من المهم نشر وتعزيز مفاهيم رعاية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين والاهتمام بها كاهتمامنا بالرعاية الجسدية والوقاية من الأمراض.

 

اقرئي أيضًا ما هو التوحد عند الأطفال وما هو علاجه

Mona Youssri Psychologist
الدكتوره منى يسريأخصائية علم النفس الاكلينيكي

الدكتورة منى أخصائية علاج نفسي، ومستشارة علاقات أسرية تعمل في المستشفى السعودي الألماني في دبي. وهي عضو في جمعية العلاج النفسي الأمريكية، وجمعية العلاج النفسي في الشرق الأوسط، وجمعية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. وهي عضو دائم في الجمعية الشرفية للعلاج النفسي. وهي مدربة معتمدة، وتحمل شهادة الماجستير في علم النفس من الجامعة الأمريكية في القاهرة. من خلال عملها تقوم الدكتورة منى بتشخيص وعلاج الأطفال الذين يعانون مشاكل سلوكية عن طريق العلاج باللعب، وتقنيات إدارة السلوك المختلفة. 

 

مقالات ذات صلة