لطالما شكلّت الأحلام على اختلافها محور بحث واهتمام بين الناس على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم وأجناسهم كما شكلت جزءاً من موروثنا الشرقي والإسلامي، ولطالما تم تداولها بين المختصين والباحثين سعياً لتفسيرها وللكشف عن خبايا عالم الأحلام. الأحلام ظاهرة طبيعية تحدث مع الصغار والكبار، الرجال والنساء في مختلف أعمارهن و، لا سيما المرأة الحامل. في مقالنا اليوم من أمومة، سنتناول الكثير فيما يخص تفسير الأحلام خصوصاً في فترة الحمل.
اختلف الكثير من العلماء في تفسير وتعريف الحلم، فمنهم من عرفه بسلسلة من التخيلات التي تحدث لدى الشخص أثناء نومه، ومنهم من عرفها بنشاط عقلي يحدث نتيجة استجابة لمحفز قد يكون داخلياً أو خارجياً أو بسبب دافع معين، فعند قيام العلماء بمراقبة نشاط الدماغ خلال النوم توصل بعضهم إلى أن الأحلام هي نشاط الخلايا العصبية الدماغية، أو ما يُعرف بالنشاط الكهربائي.
أما من وجهة نظر علم النفس، فإن الأحلام هي انعكاس لمخزون المشاهد والمواقف التي يتعرض إليها الإنسان، ويعايشها في صحوه، فتظهر خلال نومه على شكل صور متسلسلة أو غير متسلسلة.
كما أكد بعض الباحثين أن الأحلام قد تتضمن تطلعات الفرد ورغباته التي عجز عن تحقيقها، أو ما زال يتمنى تحقيقها، ويعمل على ذلك، وعلى الرغم من اختلاف العلماء والباحثين في تفسير ظاهرة الأحلام، إلا أنهم أجمعوا على أهميتها في الحفاظ على لياقة العقل أثناء النوم، فهي تحول دون تكاسل العقل عند اليقظة.
تمر أجسامنا بمراحل مختلفة من النوم كل ليلة، وتحدث معظم الأحلام أثناء حركة العين السريعة عند النوم، وغالباً ما تكون هذه الأحلام مرتبطة بالعواطف، وكما أشرنا إلى أن الأحلام هي جزء من كياننا النفسي، حيث أنها مزيج من الأفكار المكبوتة، الناتجة عن انعكاس عميق لأفراحنا ومخاوفنا وتجاربنا، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة الحامل التي قد تكون عرضة لأحلام غريبة لها تفسيرات خاصة بها، نتيجة تأثر صحتها النفسية بتغيراتها الهرمونية.
وعند قيام بعض الباحثين في مجال نشاط الدماغ والأحلام، بيّنت الدراسات إلى أن الأحلام قد تكون ناتجة عن التقلبات الهرمونية التي تؤدي دوراً في النشاط الكهرومغناطيسي للمخ والأعصاب، والتي قد تكون وراء الأحلام الغريبة التي تعيشها النساء الحوامل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التغير الذي أنماط النوم، والأرق الذي يحدث بسبب الحمل ينعكس على أحلام الأم الحامل، فهي قد تحتاج إلى الاستيقاظ ليلاً إما لتغيير وضعية النوم أو لزيارة الحمام.
تعرّف الرؤيا أو الحُلم بأنها سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها وارتباطها بالواقع.
توجد كثير من النظريات التي تفسر معنى الأحلام، حيث يشير عالم النفس سيغموند فرويد أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون من الصعب إشباعها في الواقع، حيث يلجأ العقل إلى خلق تخيلات خلال النوم حيث يرى الإنسان أحلاماً تمثل انعكاساً لدوافعه وحاجاته، وقد تحققت في صورة حدث أو موقف. موروثنا الديني والإسلامي يهتم بتفسير الأحلام، ويفرق بينها وبين أضغاث الأحلام. موروثنا الديني يهتم بتفسير الأحلام، ويفرق بينها وبين أضغاث الأحلام، في المنظور الإسلامي هناك فرق بين الحلم والرؤيا، فالحلم تعبير عن هواجس النفس أو الشيطان، بينما تعد الرؤى الطيبة نوعاً من الإلهام ورسالة من الله كما ورد في الحديث الشريف: الرؤيا من الله والحلم، من الشيطان.
التغييرات النفسية والفيزيولوجية التي تشهدها المرأة التي تحمل جنيناً في رحمها، وتؤثر في جوانب كثيرة من شخصيتها في الشعور، وفي اللاشعور المخزن في العقل اللاواعي، وبالتالي فإن الأحلام تكون ناتجة عن التغيرات التي لها علاقة بواقع الوضع الجديد للمرأة، والمتمثل في الحمل.
ويعد النابلسي وابن سيرين من أشهر مفسري الأحلام في التراث الإسلامي.
تتفاوت تفسيرات أحلام المرأة الحامل في خصوصيتها في هذه المرحلة، وفيما يلي بعض الأحلام الشائعة وتفسيرها:
تسعى المرأة الحالم لمعرفة جنس جنينها حيث أن ذلك هو الشغل الشاغل بالنسبة لها قبل أن تعرف جنسه من خلال التصوير متعدد الأبعاد. فإذا كانت الرائية لا تعلم جنس الجنين بعد، فقد تكون رؤياها انعكاساً لرغبتها في الحقيقة في إنجاب بنت أو ولد، إلا أن بعض المفسرين يقولون أن تأويل المنام يكون عكس الحقيقة والله أعلم.
وقد تحلم الحامل ببعض الأمور الأخرى التي يفسرها المفسرون بأنها تدل على جنس المولود، ومن أشهر هذه الأحلام:
كثيراً ما تحلم الأم الحامل بأنها تضع مولودها لقلقها من صعوبات الولادة، ومن هذه الأحلام:
قد يتكرر رؤية الحامل بالحيوانات، بينما يختلف تفسير منامها حسب نوع الحيوان، ومن أشهر هذه الأحلام:
تشير رؤية الفضاء في المنام للحامل على الولادة بخير وسلامة، وإذا رأت المرأة الحامل أنها صعدت إلى الفضاء في الحلم فهذا يدلّ على ولادة طفل يكون ذو شأن ومنزلة بين الناس. المشي في الفضاء بصعوبة يشير إلى مخاوفها كما يدلّ على كثرة عنائها بفترة بالحمل.
يفسر البعض حلم المرأة الحامل بأنها تسقط من مكان مرتفع كبناء شاهق أو بناية، بأنها رؤية جيدة تدل على سهولة ولادتها، وبأنها جنس المولود ذكر والله أعلم.
في حين قد يكون ذلك من أضغاث الأحلام التي تحدث بسبب اضطراب نفسية الحامل حيث يرمز حلم السقوط من مرتفع إلى الشعور بفقدان السيطرة على النفس، وغياب التحكم بالذات.
هذا الحلم نابع من الخوف الشديد من أن تفقد جنينها، أو تتعرض للإجهاض.
وهذا الحلم نابع من خوفها من أن يخونها زوجها؛ ويرجع ذلك إلى التغيرات التي تصاحب الحامل في فترة الحمل وزيادة وزنها؛ مما يجعلها تعتقد بأنها أصبحت قبيحة؛ بسبب الحمل.
هذا الحلم يرمز إلى رغبة المرأة في أن تنجب بسرعة؛ لتصبح حرة تطير كالعصافير.
هناك طرق معينة لمساعدة المرأة الحامل على النوم بشكل أفضل، والتي بدورها تساعد على تقليل نوبات الأحلام الغريبة، وهي كالآتي: