الخوف من المشاعر الإنسانية الأساسية التي نشعر بها جميعًا. الخوف عند الأطفال شعور صعب وثقيل، ولكنه من المشاعر الطبيعية. وفي الآونة الأخيرة يواجه الأطفال هذا الشعور بشكل أكثر من أي وقت مضى. سأوضح في هذا المقال علامات خوف الطفل، وأسبابه، والطريقة الأفضل للتعامل معه.
الخوف شعور فطري، وطبيعي لدى الإنسان، وهو شعور يساعده على البقاء، وعلى حماية نفسه من أي خطر. وهو الشعور الذي يتولد عند مواجهة خطر، أو شيء مجهول. ويولد ردة فعل تعرف باسم Fight or Flight أي المواجهة، أو الهرب! لذلك يعمل الخوف على زيادة إفراز الأدرينالين، وتهيئة عضلات الجسم وأعضائه، إما لمواجهة الخطر، أو الهرب منه، لذلك يكون تسارع نبضات القلب من علامات الشعور بالخوف. ولدى الإنسان البالغ القدرة على تعلم كيفية مواجهة مخاوفه، والتعامل معها بالشكل المناسب.
شعور الخوف عند الطفل يعرف باسم Neo Phobia أي الخوف من الجديد، أو غير المألوف، وأغلب الأشياء، والأشخاص، والتجارب لدى الطفل تكون جديدة، ومخيفة في البداية. لذلك يخاف الطفل من الأشخاص الغرباء، مثل المعلمات في الحضانة، أو أصدقاء الأهل أو الناس خارج البيت. ولأن الطفل يجد الأمان عند أهله فهو يشعر بالخوف عند الابتعاد عنهم، لذلك من المهم مواجهة الخوف وقلق الانفصال بالتدريج. فأنصح دومًا الأمهات عند إرسال الطفل للحضانة للمرة الأولى القيام بذلك بشكل تدريجي، حتى يعتاد الطفل الابتعاد عن أهله.
ردة الفعل الأولية لدى الجميع عندما يخاف الطفل هي مطالبته بعدم الخوف، فنظن أننا نطمئنه عندما نقول له "لا تخاف"! ولكن في الحقيقة ولأن العقل لا يدرك النفي، فالرسالة التي تصل للطفل هي "خاف"!
للتعامل مع الخوف عند الأطفال علينا أن نعرفه بالمجهول الذي يخافه. فإذا خاف من شخص أن نخبره بأن هذه معلمة في الحضانة، أو صديقة للأم، أو صديق للأب. وإذا خاف من كلب أو قط، تعريف الطفل بهذه الحيوانات، وتعويده عليها بالتدريج ليفهمها ولا يخاف منها. والاعتراف بمشاعر الطفل، وتقديرها، والحديث معه بإيجابية، وتشجيعه للشعور بمشاعر إيجابية مثل الشجاعة.
يُنصح بتقديم المشاعر الإنسانية للطفل وشرحها منذ عمر مبكر لتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره المختلفة، والتعامل معها. عادة ما أنصح بتعريف الطفل بمشاعر الحزن، والسعادة، والغضب، والخوف من خلال رسومات وتعليقها في مكان واضح للطفل، وشرحها له منذ عمر مبكر حوالي السنة ونصف أو سنتين وهو العمر الذي يبدأ الطفل خلاله باستخدام الكلمات.
هناك نسبة كبيرة من البالغين الذين يراجعون مختصي الصحة النفسية لعلاج اضطراب القلق، وقد تزايد ذلك في السنوات الأخيرة بعد جائحة كورونا. وأساس هذا الاضطراب هو الخوف غير المبرر، وغالبًا يكون ذلك بسبب خوف في الطفولة لم تتم معالجته بشكل سليم. لذلك من المهم علاج الخوف عند الأطفال وهم صغار لتفادي أن تترك صدمات الطفولة آثار طويلة الأمد على حياة الشخص.
يشعر الكثير من الأطفال في هذه الفترة بالخوف الشديد جراء ما يحدث في فلسطين. وأنصح الأهل في هذه الفترة بهذه النصائح:
اقرئي أيضًا الأمومة في الأوقات الصعبة: التربية بالأمل