هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين؟

أحد الأسئلة الأولى التي تتبادر في أذهان النساء بمجرد معرفتهن بخبر الحمل وخاصة لأول مرة يتعلق بتوقيت بدء الوحام وما إن كان مرتبطًا بنبض الجنين. فالوحام هو جزء طبيعي من تجربة الحمل، ويتميز برغبة قوية في تناول أطعمة معينة أو النفور من روائح وأطعمة أخرى. لكن هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين حقًا؟ في هذا المقال، سوف نوضح العلاقة بين ظهور الوحام وبداية نبض الجنين، بالإضافة لسبب حدوثه وكيفية التعامل معه ومعلومات أخرى مهمة.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Sep 14th 2024
هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين

تعريف الوحام

الوحام هي ظاهرة شائعة تعاني منها 50 - 90% من النساء الحوامل، تسبب الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة أو النفور منها تمامًا، إضافةً لحدوث تغيرات في الشهية والنفور من بعض الروائح.

ففي مرحلة ما خلال الحمل قد تشعر المرأة بنفور من بعض الأطعمة والروائح، أو رغبة شديدة في تناول شيء ما، وغالبًا ما أنواع تكون الأطعمة التي تشتهيها الحامل هي الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل: البسكويت، والأرز، والموز، والمكسرات، والمخللات، والمثلجات، والبطاطا. ولكن يبقى السؤال المثير للجدل هو "هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين؟ أم أنه لا يوجد علاقة بينهما؟".

هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين؟

حتى نستطيع الإجابة على سؤال "هل الوحام يبدأ مع نبض الجنين؟"، لا بد أن نوضح في البداية متى يبدأ نبض الجنين؟ تبدأ مجموعة الخلايا التي سوف تصبح قلب الطفل في التطور والنبض بحلول الأسبوع الخامس من الحمل. لذلك إن قمتِ بإجراء فحص بالأمواج فوق الصوتية في الأسبوع السادس، أو بعد ذلك سوف يفحص الطبيب نشاط القلب الجنيني.

وبالعودة للحديث عن الوحام وعلاقته مع نبض الجنين، فلا يوجد أي رابط أو علاقة تجمع بين بدء الوحام ونبض الجنين. فموعد ظهور الوحام قد يختلف من امرأة لأخرى، ومن حمل لآخر، فمن الممكن أن يكون من العلامات المبكرة للحمل، ويبدأ في الأسابيع الأولى عند بعض النساء وتحديدًا في الأسبوع الخامس أو السادس، أو قد يتأخر ويبدأ في الشهر الثاني من الحمل أي بعد الكشف عن نبض الجنين، أو حتى في نهاية الشهر الثالث، وقد لا تعاني منه بعض النساء على الإطلاق خلال الحمل، وهذا الأمر طبيعي.

كما أن اشتهاء أطعمة غريبة يبدأ عادةً في بداية الثلث الثاني أو حتى الثلث الثالث من الحمل، وهذا يعني أن الوحام يمكن أن يبدأ في أي وقت خلال الحمل، ولا يرتبط بالنبض، بل أن أسباب حدوثه تتعلق بمستويات الهرمونات والتغيرات في احتياجات الجسم من العناصر الغذائية كما سوف نوضح لاحقًا.

أسباب حدوث الوحام

حتى الآن لم يستطع العلماء فهم أسباب الوحام عند الحوامل بشكل مؤكد، ومعظم ما يتم تداوله هو مجرد نظريات. ولكن هناك سببين محتملين، وهما:

  • حدوث تغيرات في احتياجات الجسم الغذائية خلال الحمل، كالإصابة بنقص في بعض العناصر الغذائية. فعلى سبيل المثال يمكن أن تشتهي المرأة البرتقال إن كانت مصابة بنقص في فيتامين ج، وقد تشتهي الحليب إن كانت مصابة بنقص في مستويات الكالسيوم، وقد تشتهي المخللات والأطعمة المالحة إن كان هناك حاجة لتنظيم توازن السوائل في الجسم.
  • ارتفاع مستويات هرمونات الحمل والتي يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من التغيرات الجسدية والعاطفية طوال فترة الحمل بما في ذلك زيادة الحساسية لروائح ومذاق بعض الأطعمة واشتهائها أو النفور منها.

 كيفية التعامل مع الوحام

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الطعام خلال الحمل إلى تغيير المدخول الغذائي، وهذا قد يساهم في زيادة الوزن خاصة إن كانت الأطعمة المرغوبة غنية بالسكريات أو الدهون. لذلك عندما يتعلق الأمر بالتغذية أثناء الحمل، فالمفتاح هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والانغماس بالرغبة الشديدة في تناول الطعام باعتدال.

وإليكِ عزيزتي بعض النصائح للتعامل مع أعراض الوحام والتحكم في الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة:

  • تأكدي من الحصول على وجبات متوازنة وصحية ومنتظمة طوال اليوم، فهذا يمكن أن يساعدك في منع الشعور المفاجئ بالجوع.
  • احرصي على أن تكون وجباتك متوازنة ومتنوعة وغنية بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات والمكسرات والبروتينات الخالية من الدهون.
  • احرصي على تناول وجبة أو وجبتين خفيفتين، وصحيتين يوميًا لتجنب تقلبات مستويات السكر في الدم والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية.
  • تجنبي تناول الأطعمة التي يجب تجنبها خلال الحمل لأنها تهدد صحة الأم أو الجنين، ومنها: البيض النيء أو اللحوم غير المطبوخة جيدًا أو المأكولات البحرية النيئة والكحول والكافيين وغيرها.
  • تجنبي تناول الطعام بسرعة أو تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز أو العمل.
  • لا تقومي بإلقاء اللوم على الوحام كسبب للإفراط في تناول الطعام أو التركيز على الطعام غير الصحي. فمن المقبول أن تنغمسي في رغباتك تجاه الأطعمة بين الحين والآخر ولكن باعتدال.
  • اشربي الكثير من الماء والسوائل خلال اليوم للحفاظ على رطوبة جسمك.
  • إن كان الوحام شديدًا وشعورك بالرغبة في تناول طعام معين شديد، ويضغط عليكِ حاولي صرف الانتباه بالمشي أو قراءة كتاب أو القيام بغيرها من الأمور.

أسئلة شائعة عن الوحام

إليكِ أكثر الأسئلة شيوعًا عن الوحام وإجاباتها:

1| متى يخف الوحام عادةً؟

تشير الأبحاث أن الوحام قد تزداد شدته، ويصبح أقوى خلال الثلث الثاني من الحمل، ولكنه سرعان ما يصبح أقل حدة خلال الثلث الثالث من الحمل أي في الثلاثة شهور الأخيرة، ويختفي تمامًا بعد ولادة الطفل.

2| هل هناك علاقة بين الوحام وجنس الجنين؟

ربما سمعتِ سابقًا، أن هناك علاقة بين الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة وجنس الجنين، فمن يكون لديها رغبة شديدة في تناول الأطعمة المالحة تكون حاملاً بولد، ومن يكون لديها رغبة شديدة بتناول الأطعمة الحلوة تكون حاملاً بفتاة. وفي الحقيقة هذه نظرية لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل على أن الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة يرتبط بجنس الطفل.

3| ماذا يحدث في حال تجاهلت الحامل الرغبة في تناول بعض الأطعمة؟

لا يوجد أي دليل يشير إلى أن تجاهل الوحام أو الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة قد يؤذي الحامل أو جنينها طالما كانت المرأة تتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً.

ولكن في حالات نادرة قد تشتهي بعض النساء تناول مواد غير غذائية، مثل: التراب، والثلج، والطين، ومعجون الأسنان، والصابون، والطباشير. وهذه المواد ليس لديها أي فائدة غذائية للأم أو للطفل، لذلك من الضروري استشارة الطبيب حينها؛ لأنها ترتبط باضطراب غذائي يسمى بيكا، وتنتج عادةً عن نقص الحديد والمغذيات الأخرى في جسم الحامل.

الخلاصة

لا يوجد ارتباط مباشر بين الوحام ونبض الجنين، فقد يبدأ عند بعض الحوامل في الأسابيع الأولى من الحمل، بينما قد يبدأ عند أخريات في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وبشكل عام تختلف تجربة الوحام من امرأة لأخرى، ومن حمل لآخر.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة