ما هي أضرار الشاشات على الرضع؟
شاشات الأجهزة الإلكترونية، وخصوصًا الهواتف النقالة صارت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. فبالنسبة للكبار صارت وكأنها جزء من يديهم لا يفلتونها إلا عند النوم. ولدى الصغار في عمر الروضة والمدرسة صارت متطلبًا للدراسة وللتسلية أيضًا. وصرنا نرى الكثير من الرضع يشاهدون الشاشات في عمر صغير، بل إن بعضهم لا يسكت حتى نضع أمامه هاتفاً أو جهازاً لوحي. سنتحدث في هذا المقال عن أضرار الشاشات على الرضع.
تطور دماغ الرضيع
يتطور دماغ الرضيع، ومهاراته الإدراكية قبل عمر السنتين. لذلك من المهم تحفيز الرضيع على استكشاف محيطه، والتعرف على الأصوات كلها، والمشاهد. ومن المهم أن يتذوق الرضيع نكهات مختلفة، وأن يتعرف على ملمس أشياء مختلفة. كما أن اللعب والتفاعل مع الآخرين وسيلة أساسية ليتعرف الرضيع على العالم من حوله. لذلك ينصح الخبراء أن يبتعد الرضع في عمر ما دون السنتين قدر الإمكان عن الشاشات بأنواعها المختلفة.
هل يمكن للرضيع مشاهدة الشاشات؟
تنص تعليمات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال على عدم تعريض الأطفال الرضع في عمر أقل من سنة ونصف لشاشات الأجهزة الإلكترونية إطلاقا. باستثناء مكالمات الفيديو مع الأهل والأصدقاء، لأنها تفاعلية ومفيدة للطفل، ولا تدوم لفترة طويلة.
كما تشير التعليمات إلى أن يمكن للطفل الرضيع بين عمر 18 و 24 شهرًا مشاهدة الشاشات لمدة وجيزة بوجود الأهل. فالأطفال في هذا العمر يصبحون قادرين على التعلم ووجود شخص بالغ، بينما يشاهدون الشاشات سيعزز التعلم لديهم.
أضرار الشاشات على الرضع
وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال، فقد بينت الأبحاث أن وجود جهاز تلفزيون يعمل طيلة الوقت حول الطفل، يؤدي إلى تأخر تطور المهارات اللغوية، والاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال الصغار. وأن مشاهدة محتوى تعليمي برفقة الأهل، أو الشخص الذي يرعى الطفل، يؤدي إلى تحفيز المهارات اللغوية عند الأطفال الرضع، والأطفال الصغار، لذلك توصي الجمعية بإدراج مشاهدة برنامج تعليمي مفيد مع الرضيع لفترة وجيزة ضمن النشاطات العائلية التي يقوم بها الأهل مع أطفالهم.
كما بينت دراسة أجريت في اليابان على مدى أربع سنوات راقب الباحثون خلالها أكثر من سبعة آلاف طفل رضيع. وبينت الدراسة أن الرضع الذين شاهدوا الشاشات لمدة أربع ساعات أو أكثر يوميًا كان لديهم عندما بلغوا الرابعة من عمرهم تأخر في نمو المهارات اللغوية، ومهارات حل المشكلات، ومهارات التواصل الاجتماعي، والمهارات الحركية الدقيقة.
نصائح لتكون مشاهدة الشاشات آمنة
1| وجود شخص كبير
من المهم تواجد أحد الوالدين أو المربية، أو الشخص الذي يرعى الرضيع في غياب الأهل، بينما يشاهد الطفل برنامجًا مفيدًا على الشاشة، وذلك للتحدث معه وتشجيعه على التفاعل وعدم الاكتفاء بالمشاهدة السلبية.
2| اختيار المحتوى المناسب
على الأهل البحث بتمعن عن البرنامج، أو الكرتون، أو التطبيق الذي سيشاهده الطفل وعدم تصديق العناوين، فالكثير من المحتوى على الإنترنت الموجه للأطفال يُقدم على أنه تعليمي، وهو ليس كذلك بالفعل.
3| إشغال وقت الطفل
احرصي على أن يقوم الطفل بالعديد من النشاطات التفاعلية واللعب والحركة خلال اليوم، وأن يكون نصيب الشاشات هو الأصغر في برنامجه اليومي الحافل بالأشياء المفيدة، والمسلية.
4| تنظيم استهلاك الشاشات
من المهم إطفاء جميع الأجهزة أثناء تناول الطعام، وقبل النوم بساعة. ومن الضروري أيضًا إبقاء الشاشات خارج غرف النوم.
5| كوني مثلًا أعلى
أطفئي الأجهزة غير المستخدمة، وضعي هاتفك جانبًا عندما تكونين مع طفلك، وامنحيه تركيزك بالكامل، وتحدثي والعبي معه فهذه الأمور أساسية لنمو مهارات طفلك، ولصحته النفسية أيضًا.
الخلاصة،
بالرغم من الفوائد العديدة التي تمنحنا إياها الأجهزة الإلكترونية، إلا أن لها أضرارًا عديدة عند الفرط بمشاهدتها، خصوصًا للأطفال الصغار والرضع. يُفضل ألا تعرضي طفلك للشاشات قبل عمر سنة ونصف، وعندما يبدأ بمشاهدتها يجب أن يكون بغرض تعليمي وتفاعلي، وعدم ترك الرضيع للمشاهدة السلبية. من المهم أن يقوم الطفل بعدة نشاطات حركية، وتفاعلية، وأن يلعب ويركض كثيرًا خلال اليوم، وأن يشاهد الشاشات لفترة وجيزة وبوجود الأهل. ولا تنسي أن تتحدثي مع طبيب الأطفال إن كان لديك أي أسئلة، أو مخاوف.
