ما هو معدل السكر الطبيعي للحامل؟
من أكثر المشكلات شيوعًا، والتي تُعاني منها النساء الحوامل هي سكر وارتفاع مستوياته، لذا ينبغي قياس سكر الدم باستمرار مع ضرورة استشارة الطبيب، إذا كانت النتائج غير طبيعية. ومن هنا، تم تخصيص هذا المقال في أمومة لتسليط الضوء على معدل السكر الطبيعي للحامل وكل ما يتعلق بسكري الحمل.
معدل السكر الطبيعي للحامل
تحتاج الحوامل إلى مراقبة مستويات السكر في الدم في حال كانت تُعاني من مرض السكري قبل الحمل، أو أُصيبت به أثناء الحمل، إذ يساعد في ذلك في تجنب العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية طويلة الأمد للأم والطفل، وفيما يأتي بيان معدل السكر الطبيعي للحامل:
- قبل تناول الطعام، أو قبل الإفطار 95 ملليغرام/ديسيلتر.
- بعد تناول الطعام بساعة أو ساعتين 120 ملليغرام/ديسيلتر.
- تحليل السكر التراكمي: أقل من 6%، ولكن لا يُنصح باستخدامه أثناء الحمل خاصةً في الثلث الأول والثاني من الحمل، وذلك لاختلاف نتائجه نتيجة تغير حجم خلايا الدم الحمراء أثناء الحمل.
قياس معدل السكر للحامل
ينبغي على الحامل تحليل السكر بين الأسبوع الـ24 والـ 28، خاصةً في حالة الحمل بتوأم، لأن خطر الإصابة بالسكري يزداد عند وجود أكثر من طفل في الرحم.
وإذا كان هناك عامل خطر لدى الحامل، مثل التاريخ العائلي للسكري وزيادة الوزن، لا بد من فحص سكر الدم بانتظام حتى موعد الولادة، لتجنب أي مضاعفات، قد تؤثر سلبًا على الجنين.
والآن، دعونا نتعرف على بعض الإجراءات اللازم القيام بها من أجل الخضوع للفحوصات التي تكشف عن مستويات السكر في الدم، وهي تشمل ما يأتي:
- قبل الاختبار: يجب على الحامل الصيام لمدة 8 ساعات قبل إجراء الفحص، كما أن من المهم إبلاغ الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها قبل إجراء الفحص.
- أثناء الاختبار: يقوم الطبيب المختص بتقييم الوضع، وطلب فحص آخر في حال كانت نتيجة الفحص الأول مرتفعة.
ما هو سكري الحمل؟
سكري الحمل عبارة عن ارتفاع معدل السكر الطبيعي للحامل، ويُعتبر من حالات عدم تحمّل الكربوهيدرات. ويُصيب مرض سكري الحمل من 2-4% من الحوامل، ويحدث بسبب عدم قدرة الجسم خلال هذه الفترة على إنتاج كميات متزايدة من الأنسولين للتغلب على مستويات المقاومة.
أسباب سكري الحمل
يحدث سكري الحمل نتيجة بعض التغيرات في الهرمونات لدى جميع النساء أثناء الحمل، إذ يتعارض ارتفاع مستويات بعض الهرمونات في المشيمة، ومع زيادة حجم المشيمة، تزداد قُدرة الأنسولين على مُعالجة الغلوكوز؛ وبالتالي تزداد مُقاومة الأنسولين في جسم المرأة الحامل.
وعادة ما يكون بنكرياس الأم قادراً على إنتاج المزيد من الأنسولين للتغلب على مقاومة الأنسولين. لكن في حال لم يستطع البنكرياس إنتاج ما يكفي من الأنسولين للتغلب على تأثير زيادة الهرمونات أثناء الحمل، ترتفع مستويات السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل.
عوامل تزيد خطر الإصابة بسكري الحمل
تزيد العوامل التالية من خطر تشخيص المرأة بسكري الحمل
- البدانة قبل الحمل.
- الإصابة بمرض السكري في تاريخ العائلة.
- تجاوز المرأة سن ال 30 سنة.
- إنجاب طفل سابقاً، وزنه أكثر من 4.1 كيلوغرام.
- ولادة طفل ميت سابقاً.
- إصابة المرأة بالسكري الحملي خلال فترة حمل سابقة.
- تشخيص إصابة المرأة بحالة مُقدمات السكري.
- إصابة المرأة بمتلازمة تعدد التكيسات في المبيض.
مضاعفات ارتفاع سكر الدم للحامل
إن معدل السكر الطبيعي قد يتغير، وقد يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى خطر الإصابة بسكري الحمل، الذي بدوره يؤدي إلى المضاعفات الآتية في حال عدم العلاج:
- زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم وخطر تسمم الحمل.
- احتمال الولادة القيصرية يكون مرتفعًا.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني للأم في المستقبل.
- احتمالية ولادة طفل ذي وزن أكبر من الطبيعي.
- زيادة خطر الولادة المبكرة أو ولادة طفل ميت.
- إصابة الطفل بمتلازمة ضيق التنفس الحادة أو انخفاض سكر الدم الحاد.
- إصابة الطفل بالسمنة وسكري الأطفال في المستقبل.
الوقاية والعلاج
يساعد الحفاظ على مستويات سكر الدم في الحفاظ على صحتكِ وصحة جنينكِ. كما أن هذه الرقابة المستمرة ستساعدك على التخفيف من أعراض سكري الحمل وتجنُّب المضاعَفات أثناء الحمل والولادة.
تغييرات في نمط الحياة
يشكل نمط حياتك من حيث كيف تأكلين وتتحركين، عاملاً مهما في الحفاظ على مستويات السكر في دمك ضمن المعدلات الصحية. لا ينصح الأطباء عادة بإنقاص الوزن أثناء الحمل، إذ يبذل جسمك جهداً لدعم طفلك أثناء النمو. لكن يمكن أن يساعدك الطبيب في تحديد أهداف زيادة الوزن بناءً على وزنك قبل الحمل.
وتشمل تغييرات نمط الحياة ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي يركز على الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين خفيف الدهون، أي الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية والألياف ومنخفضة الدهون والسعرات الحرارية، ويحد من الكربوهيدرات عالية التكرير، بما فيها الحلويات. ويمكن أن يساعدك اختصاصي نظم غذائية مسجل أو مرشد معتمد لرعاية حالات السكري في وضع خطة للوجبات بناءً على وزنك الحالي، وأهدافك لزيادة الوزن أثناء الحمل، ومستوى السكر في الدم، وعادات ممارسة التمارين الرياضية، وتفضيلاتك الغذائية، وميزانيتك.
- الحفاظ على النشاط البدني. إذ تؤدي ممارسة النشاط البدني بانتظام دور رئيسي في كل الخطط الصحية، قبل وأثناء وبعد الحمل. من خلال خفض مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى أن الرياضة تساعد في تخفيف بعض مسببات الانزعاج الشائعة أثناء الحمل، مثل ألم الظهر والتشنج العضلي والتورم والإمساك وصعوبة النوم.
مراقبة سكر الدم
أثناء الحمل، قد يطلب منك فريق الرعاية الصحية فحص سكر الدم أربع مرات أو أكثر في اليوم، أول شيء في الصباح وبعد الوجبات؛ للتأكد من أن معدل السكر الطبيعي لم يتغير مع الحمل.
الدواء
إذا لم يكن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية كافياً للتحكم في مستويات سكر الدم لديك، فقد يتعين عليك استخدام حقن الأنسولين لخفض مستوى سكر الدم. كما يحتاج عدد قليل من النساء المصابات بالسكري الحملي إلى استخدام الأنسولين للوصول إلى مستويات سكر الدم المستهدفة.
المتابعة الدقيقة لطفلك
عليكِ متابعة نمو وتطور صحة جنينك باستمرار، من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية أو فحوصات أخرى. وفي حالِ عدم حدوث المخاض في الموعد المحدد للولادة، أو قبل ذلك أحياناً، قد يلجأ الطبيب إلى تحفيز المخاض، لأن الولادة بعد التاريخ المحدد لها قد تزيد من احتمال حدوث مضاعفات لكِ ولطفلكِ.
المتابعة بعد الولادة
سوف يفحص طبيبكِ مستوى سكر الدم بعد الولادة ومرة أخرى خلال مدة من 6 أسابيع إلى 12 أسبوعاً للتأكد من عودته إلى المستوى الطبيعي. إذا عادت نتائج الاختبارات إلى هذا النطاق، فسيكون عليكِ تقييم مخاطر الإصابة بداء السكري كل ثلاث سنوات على الأقل.
وإذا أشارت الاختبارات المستقبلية إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو مقدمات داء السكري، فتحدثي مع طبيبك عن زيادة جهود الوقاية أو بدء تنفيذ خطة للسيطرة على السكري.
عزيزتي المرأة، بشكل عام سيعود معدل السكر الطبيعي كما كان، وذلك لأن المشيمة التي كانت تُنتج كمية الهرمونات الإضافية، والتي سببت مُقاومة الأنسولين تخرج من جسم المرأة عند الولادة، إذ يقوم الطبيب بفحص مُستويات سكر الدم ليتأكد أنه قد عاد إلى طبيعته.
