ما هو مرض هاشيموتو وما علاجه؟

هل تم تشخيص إصابتك أو إصابة إحدى معارفك أو صديقاتك بمرض هاشيموتو مؤخرًا؟ قد يكون هذا الخبر صعباً جدًا ومرهقاً نفسيًا، ولكن الخبر السار أن مرض هاشيموتو يمكن علاجها والتحكم به. تابعي المقال لتعرفي جيدًا ما هو هذا المرض؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وهل يمكن علاجه؟ وتفاصيل أخرى عن هذه المشكلة الطبية.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Oct 23rd 2024 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
مرض هاشيموتو

مرض هاشيموتو

هو أحد أمراض المناعة الذاتية، يعرف أيضًا بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis). وهو اضطراب يهاجم فيه الجهاز المناعي في الجسم الغدة الدرقية، وقد يؤثر في قدرتها على إنتاج هرموناتها، فيسبب قصورها (خمول الغدة الدرقية)، وفي حالات نادرة جدًا يمكن أن يسبب فرط نشاطها.

والغدة الدرقية هي غدة صغيرة الحجم على شكل فراشة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة، تنتج مجموعة من الهرمونات المسؤولة عن تنظيم العديد من وظائف الجسم بما في ذلك كيفية استخدام الجسم للطاقة (عملية التمثيل الغذائي).

سميت هذه الحالة على اسم الدكتور الذي اكتشفها عام 1912 هاكارو هاشيموتو، وتشمل الأسماء الأخرى لها التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي المزمن أو التهاب الغدة الدرقية الليمفاوي.

 أسباب مرض هاشيموتو

كما وضحنا سابقًا، يعد هذا المرض أحد اضطرابات المناعة الذاتية، أي يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تهاجم خلايا الغدة الدرقية تمامًا كما لو أنها بكتيريا أو فيروسات أو أجسام غريبة، ونتيجة لذلك تتراكم أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء وخاصة من النوع الليمفاوي في خلايا الغدة الدرقية.

يسبب هذا التراكم التهاب الغدة الدرقية ويدمرها، ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب هذا الضرر عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج ما يكفي من هرموناتها.

وفي الحقيقة حتى الآن ليس من الواضح ما الذي يجعل الجهاز المناعي يقوم بفعل ذلك، إلا أن بداية المرض قد تكون مرتبطة بأحد العوامل الآتية:

  • العوامل الوراثية.
  • المحفزات البيئية، مثل: العدوى والإجهاد والتعرض للإشعاع.

عوامل ترفع من خطر الإصابة بالمرض

تلعب العوامل الآتية دورًا في رفع خطر الإصابة بهذا المرض:

الجنس: فالنساء معرضات لخطر الإصابة بشكل أكبر من الرجال بما يصل لـ 10 مرات تقريبًا.

  • العمر: قد يصيب مرض هاشيموتو الأشخاص بأي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا في منتصف العمر أي بين 30 - 50 من العمر.
  • أمراض المناعة الذاتية الأخرى: إن الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو السكري من النوع الأول يزيد من خطر الإصابة.
  • التاريخ العائلي: ترتفع فرصة الإصابة في حال كان هناك أشخاص من العائلة مصابون باضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض المناعة الذاتية.
  • الحمل: يمكن أن تكون التغيرات التي تطرأ على المناعة خلال الحمل عامل في الإصابة بالمرض بعد الحمل.
  • عوامل أخرى: ومنها الإفراط في تناول اليود أو التعرض لمستويات مفرطة من الإشعاع.

أعراض مرض هاشيموتو

غالبًا ما يتطور هذا المرض ببطء شديد على مدار عدة سنوات، وعادةً لا يكون هناك أي أعراض في وقت مبكر، حتى لو تم الكشف عن وجود الأجسام المضادة في تحاليل الدم.

ولكن مع تقدم الحالة يمكن أن يسبب الالتهاب تضخم الغدة الدرقية، وهذا يسبب الشعور بعدم الراحة وصعوبة البلع والضغط في منطقة الرقبة. ومع مرور الوقت تصبح الغدة الدرقية غير نشطة؛ وتنخفض مستويات هرموناتها وهذا يسبب الإصابة بقصور الغدة الدرقية التي تسبب الأعراض الآتية:

  • زيادة غير طبيعية في الوزن.
  • الإمساك.
  • زيادة الحساسية للبرد.
  • آلام العضلات وتصلب المفاصل.
  • الشعور بالتعب والخمول والرغبة بالنوم.
  • عدم انتظام فترات الحيض أو زيادة غزارتها.
  • الاكتئاب.
  • جفاف الجلد وهشاشة الشعر.
  • بطء معدل ضربات القلب.
  • مشاكل في الذاكرة وصعوبة في التركيز.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • العقم عند الرجال والنساء.

التشخيص

عادةً ما يقوم الأطباء بتشخيص المرض كالآتي:

  • السؤال عن التاريخ الطبي وإجراء فحص بدني للرقبة بحثًا عن تضخم الغدة الدرقية والأعراض الأخرى.
  • إجراء اختبارات دم للتحقق من قصور الغدة الدرقية وأسبابه، وتشمل الاختبارات: تحليل هرمونات الغدة الدرقية (هرمون الثايروكسين وهرمون ثلاثي يودوثيرونين والهرمون المحفز للغدة) وتحليل الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية.

العلاج

في الحقيقة ليس كل من يعاني من مرض هاشيموتو يصاب بقصور الغدة الدرقية، لذلك في حال كانت مستويات الأجسام المضادة مرتفعة، ولكن لا تظهر أعراض قصور الغدة الدرقية سريريًا، حينها سوف تعتمد الخطة العلاجية على مراقبة مستويات هرمونات الغدة فقط.

أما في حال أدى المرض لقصور الغدة، يكون العلاج المناسب في هذه الحالة هو تناول دواء ليفوثيروكسين، وهو شكل مصنع من هرمون الثايروكسين الذي تصنعه الغدة الدرقية. إذ يساعد هذا الدواء على استعادة المستويات الطبيعية لهرمون الغدة الدرقية الذي يحتاجه الجسم.

هل يمكن الشفاء التام من هاشيموتو؟

لا يوجد طريقة لعلاج هذا المرض والشفاء منه تمامًا، وعادةً ما توصف الأدوية لمدى الحياة للتحكم بحالة قصور الغدة الدرقية ومستويات الهرمونات.

هل هاشيموتو خطير؟

لا يمكن اعتبار هذا المرض خطيرًا كالأمراض التي تهدد الصحة، ولكن كما وضحنا سابقًا يرتبط هذا المرض بقصور الغدة الدرقية التي يمكن أن تسبب العديد من المشكلات الصحية والمضاعفات الخطيرة في حال لم يتم علاجها، ومنها:

  • أمراض القلب.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الوذمة المخاطية، وهي حالة نادرة تتباطأ فيها وظائف الجسم لدرجة يمكن أن تهدد الحياة.

كما يسبب قصور الغدة الدرقية مضاعفات خطيرة خلال الحمل إن ترك دون علاج، مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة أو ولادة جنين ميت، أو قد يسبب ارتفاعاً خطير في ضغط الدم في أواخر الحمل يعرف بحالة تسمم الحمل.

الخلاصة

هاشيموتو هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الغدة الدرقية، ويسبب التهابها وتضخمها بمرور الوقت، وقد يؤثر على قدرتها على إنتاج هرموناتها. قد تظهر على المصاب أعراض مثل زيادة الوزن، والتعب، والخمول، والإمساك. يتم تشخيص هذا المرض عبر الفحوصات الطبية، ويُعالج غالبًا بالأدوية لتعويض نقص هرمونات الغدة الدرقية والحفاظ على توازنها في الجسم.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة