ما هو أفضل علاجات الصدفية نهائيًا؟

الصدفية هي مرض مناعي ذاتي يسبب التهاباً في الجلد وظهور مناطق سميكة مغطاة بالقشور تعرف باللويحات. يمكن أن تصيب الصدفية أي مكان بالجسم، ولكنها شائعة في الوجه وداخل الفم، والركبتان والمرفقان، وفروة الرأس، وأظافر اليدين والقدمين، وأسفل الظهر، والقدمين وباطن القدمين، والأعضاء التناسلية. تتوفر العديد من العلاجات الدوائية والطبيعية والضوئية للصدفية، وهذا ما قد يثير تساؤل البعض حول الأفضل. لذا قررنا في هذا المقال أن نخوض في كافة التفاصيل المتعلقة بعلاج الصدفية.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Sep 28th 2024
علاج الصدفية

هل يمكن الشفاء من مرض الصدفية؟

في البداية لا بد أن نوضح أنه من غير الممكن علاج الصدفية نهائيًا، فهذه الحالة مزمنة أي أن الأعراض سوف تظهر وتختفي طوال الحياة. والهدف من العلاج المُقدم هو السيطرة على الحالة بشكل عام والتخفيف من الأعراض.

لذا إن كنتِ تتساءلين "ما هو علاج الصدفية نهائيًا؟" فالإجابة هي للأسف وحتى الآن لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج نهائي للصدفية. ولكن الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب وإجراء تعديلات على نمط الحياة قد يساعد في السيطرة على الأعراض وتخفيفها بشكل كبير.

طرق علاج الصدفية

تتوفر العديد من الخيارات لعلاج الصدفية، ولكن يحدد الطبيب الأنسب منها اعتمادًا على نوع الصدفية وشدتها والمنطقة المصابة ومدى استجابتها للعلاجات السابقة وإجراءات الرعاية الذاتية.

فمن المرجح أن يحتاج المريض لتجربة أدوية مختلفة أو مجموعة من العلاجات لتحديد الطريقة الأكثر فعالية. ولكن عادةً ما يبدأ الطبيب بعلاجات خفيفة، مثل تطبيق الكريمات الموضعية على الجلد قبل أن ينتقل للعلاجات الأقوى، أو يدمج أكثر من علاج معًا. وفيما يأتي تفاصيل أكثر حول الخيارات العلاجية المتاحة:

1| علاج الصدفية بالأدوية الموضعية

عادةً ما يصف الطبيب الأدوية الموضعية لعلاج الصدفية الخفيفة إلى متوسطة الشدة. وتشمل الشامبوهات والكريمات والمراهم التي تحتوي على أحد المكونات الآتية:

  • كريمات الستيرويد: تستخدم هذه الكريمات بشكل شائع لعلاج الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة في معظم مناطق الجسم، فهي تعمل عن طريق تقليل الالتهاب والتقليل من الحكة. تتراوح قوة الستيرويدات من خفيفة إلى قوية، واعتمادًا على المنطقة المصابة يصف الطبيب الأنسب. يرتبط الاستخدام المطول لهذه الأدوية بالعديد من الآثار الجانبية، ومنها ترقق الجلد.
  • حمض الساليساليك: يتوفر هذا الحمض على شكل كريمات ومحاليل وشامبو، ويعمل بشكل أساسي على التخفيف والترقيق من الجلد المصاب والمتقشر وتحديدًا في فروة الرأس. يمكن أن يسبب تهيج البشرة إن تُرك لفترة طويلة على الجلد.
  • كالسيبوتريول: الكالسيبوتريول هو شكل قوي من فيتامين د الاصطناعي، يلعب دورًا مهمًا في التحكم بخلايا الجلد مفرطة النشاط، فيبطئ من نموها.
  • الريتينويدات: هي أحد أشكال فيتامين أ الاصطناعي، ومتوفرة على شكل كريم أو هلام يتم تطبيقه مرة أو مرتين يوميًا. يسبب هذا النوع من الأدوية تهيج الجلد وزيادة الحساسية للضوء.
  • مثبطات الكالسينورين: تعمل هذه الأدوية على تهدئة الطفح الجلدي وتقليل تراكم القشور، وتعد مفيدة لمناطق الجلد الرقيق مثل منطقة تحت العيون والفخذ وثنيات الجلد، ومن الأمثلة عليها التاكروليموس.
  • قطران الفحم: يتوفر على شكل كريمات وزيوت وشامبو، ويساعد في تقليل القشور والحكة والالتهابات المرتبطة بالصدفية، ولكنه يرتبط بآثار جانبية عديدة مثل احمرار الجلد وجفافه.
  • الأنثرالين: هو كريم القطران الذي يبطئ نمو الخلايا، ويساعد في إزالة القشور وتنعيم البشرة. لا يمكن استخدامه على الوجه أو المنطقة التناسلية، وذلك لأنه يهيج الجلد، ويلطخ أي شيء يلمسه.

2| العلاج الضوئي للصدفية

العلاج الضوئي هو خط العلاج الأول للصدفية المعتدلة إلى الشديدة، ويمكن أن يصفها الطبيب بمفردها أو بالاشتراك مع أدوية أخرى. ينطوي هذا النوع من العلاجات على تعريض الجلد لكميات محددة من الضوء الطبيعي أو الصناعي عدة مرات. وفيما يأتي توضيح أكثر حول ذلك:

  • ضوء الشمس: يساعد التعرض بشكل يومي لفترة قصيرة لأشعة الشمس في تحسين حالة الصدفية، وذلك لأنها تقتل خلايا الدم البيضاء مفرطة النشاط التي تهاجم خلايا الجلد السليمة، وتسبب نمو الخلايا بشكل سريع.
  • الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب ضيقة النطاق: العلاج بهذا النوع من الأشعة أكثر فعالية من الأشعة واسعة النطاق، بحيث يتم تسليط طولًا موجيًا محددًا من الضوء على المناطق المصابة مرتين أو 3 مرات أسبوعيًا حتى يتحسن الجلد، وبعد ذلك يستمر المريض في الخضوع للجلسات، ولكن بشكل أقل تكرارًا.
  • الأشعة فوق البنفسجية ب واسعة النطاق: هذه الأشعة أقل فعالية من الأشعة ضيقة النطاق، ويتم استخدامها بشكل أقل. ويتم خلالها إرسال نطاق واسع من ضوء الأشعة فوق البنفسجية على بقع فردية، أو على الصدفية المنتشرة على نطاق واسع.
  • الليزر الإكسيمري: خلال هذا النوع من العلاج يتم تسليط الضوء فوق البنفسجي القوي على المناطق المصابة، ويتم العلاج على عدة جلسات.
  • السورالين والأشعة فوق البنفسجية من النوع أ: خلال هذا العلاج يتم تناول دواء حساس للضوء، ويجعل الجلد أكثر استجابة له يعرف بالسورالين، ومن ثم تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية من النوع أ. يستخدم هذا العلاج للصدفية الشديدة.

3| العلاج الجهازي للصدفية

في حالات الصدفية المتوسطة إلى الشديدة، أو في حال توقفت الصدفية عن الاستجابة للعلاجات الأخرى، قد يفكر الطبيب في الأدوية الجهازية، ومنها:

  • الستيرويدات الفموية: في حال كان هناك عدد صغير من بقع الصدفية الصغيرة والمستمرة قد يقرر الطبيب حقنها مباشرة بحقن الستيرويد المعروف بالتريامسينولون.
  • الريتينويدات: تقلل هذه الأدوية من إنتاج خلايا الجلد، ولكن بمجرد التوقف عن تناولها قد تعود الصدفية.
  • سايكلوسبورين: يقلل هذا الدواء من استجابة الجهاز المناعي، ويخفف من أعراض الصدفية.
  • ميثوتريكسات: يثبط الجهاز المناعي، ويقلل من إنتاج خلايا الجلد ويحارب الالتهاب، ولكنه يرتبط بآثار جانبية خطيرة عند استخدامه على المدى البعيد، ومنها تلف الكبد وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء.
  • الأدوية البيولوجية: يعمل العلاج البيولوجي للصدفية عن طريق تثبيط فرط نشاط خلايا الجهاز المناعي والحد من الالتهابات وتحسين الأعراض والعلامات في غضون أسابيع. وتكون عادةً على شكل حقن يستخدمها الطبيب في حال لم يستجب الجسم للعلاج التقليدي.

نصائح وتوصيات لمرضى الصدفية

بالإضافة لعلاج الصدفية الذي يصفه الطبيب، يمكن أن تساعد التوصيات الغذائية والحياتية الآتية على تخفيف الأعراض والتقليل من النوبات أيضًا:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب بتقليل تناول الدهون المشبعة وزيادة تناول البروتينات الخالية من الدهون وأحماض أوميجا 3.
  • تجنب الأطعمة المحفزة للصدفية، مثل: اللحوم الحمراء، والسكر المكرر، والأطعمة المصنعة، ومنتجات الألبان.
  • تجنب شرب الكحول والتدخين.
  • الحصول على مكملات الفيتامينات إن لزم الأمر.
  • التقليل من التوتر والقلق بممارسة تمارين اليوغا والتأمل والتنفس.

الخلاصة

الصدفية هي مرض مناعي ذاتي يصيب الكثير من الأشخاص حول العالم، ويسبب ظهور بقع متقشرة ومثيرة للحكة. وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي للصدفية، إلا أن العلاجات المتوفرة تساعد في السيطرة على الأعراض وتخفيفها بشكل كبير.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة