كيف أعلم طفلي الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء؟

كيف أعلم طفلي الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء؟

لا يقتصر الاعتذار على قول كلمة "أنا آسف" عند القيام بالخطأ، بل يجب تشجيع الطفل على تصحيح الخطأ وتقديم اعتذار هادف وتعديل سلوكه في المستقبل. وسوف تساعدك الخطوات الآتية على ذلك:

1| التعاطف مع مشاعر طفلك

يكون اهتمام الطفل الأول عند قيامه بأي خطأ هي ردات فعل الوالدين، لذلك في البداية احرصي على التعاطف مع مشاعر طفلك التي تسببت في تصرفه بشكل سيئ، حتى يفهم أنكِ لا تعتقدين أنه شخص سيئ.

2| تعليم الطفل التعاطف وتحمل المسؤولية

شجعي طفلك دائمًا على التفكير في أفعاله وتصرفاته وكيفية تأثيرها على الآخرين، فعندما يكون طفلك السبب في إلحاق الأذى لشخص آخر أو خيبة الأمل لا تقومي بتوبيخه وإلقاء المحاضرات، بل أشركيه في محادثة تعزز تعاطفه مع ما حدث ومع الشخص الذي أساء له ليستطيع تحديد المشكلة، ويفهم سبب الاعتذار.

فالاعتذار الهادف يتعلق بفهم ما يشعر به الشخص الآخر والاعتراف بدوره في الموقف وتحمل مسؤولية أفعاله.

ومن أفضل الطرق لتعليم الطفل التعاطف وتحمل المسؤولية هي بطرح بعض الأسئلة المتعلقة بمشاعر الآخرين عليه، مثل: بماذا شعر صديقك عندما أخذت لعبته، دون أن تسأله؟ أو بماذا شعر صديقك عندما غضبت وقمت بالصراخ عليه؟

3| التفكير بطريقة إصلاح الخطأ

يمنح التعاطف والمسؤولية الطفل الأدوات التي يحتاجها لاتخاذ الخطوة التالية وهي إصلاح الأمور. فبمجرد أن يحدد الطفل المشكلة، ويفهم سبب الاعتذار، يحين الوقت للتفكير في كيفية جعل الاعتذار ذا معنى، فقول كلمة أنا آسف أو أنا أعتذر ليست كافية، بل هي الخطوة الأولى، ويجب أن يصلح المشكلة إن استطاع. فعلى سبيل المثال إن تسبب الطفل بسقوط شيء ما، عليه أن يحاول رفعه.

4| تحديد المواقف التي تتطلب الاعتذار

إن الإفراط في تقديم الاعتذار يجعله أقل أهمية، لذلك من الضروري أن تمنحي طفلك المعرفة والقوة والمهارات اللازمة لتحديد متى يكون الاعتذار مناسبًا، ومتى لا يكون ضروريًا، وبذلك سوف تساعدينه أن يعني حقًا ما يقول.

5| الاستسلام لمشاعر الآخرين

جزء من الاعتذار الحقيقي هو عدم توقع أن الشخص الآخر سوف يسامح على الفور، وعلى الرغم من صعوبة تقبل الأطفال لهذا الأمر، إلا أنه من حق الآخرين الشعور بعدم الرضا بعد تعرضهم للإساءة.

ما هو دور الأهل في تعليم الطفل الاعتذار؟

الأهل هم قدوة أطفالهم، فدائمًا ما يراقب الأطفال آباءهم، ويعكسون السلوكيات التي يشهدونها، لذلك فإن تجسيد هذه الصفات في أنفسنا هي خطوة مهمة جدًا في تعليم طفلك الاعتذار، وتحديدًا إن كان الطفل أصغر من 3 سنوات، فالأطفال في هذا العمر لن يفهموا سبب حاجتهم للاعتذار وذلك لأن الجزء من الدماغ المسؤول عن التفكير العقلاني لم يتطور بعضاً، والطريقة الوحيدة لتعليمهم الاعتذار هي القيام بهذا التصرف أمامهم.

أما الأطفال الأكبر سنًا، فيحتاجون أيضًا لتعلم بعض الاستراتيجيات للتعامل مع الموقف بطريقة محترمة وفعالة.

لذا احرصي على الاعتذار لطفلك وللآخرين أمامه، فلا عيب في ارتكاب الأخطاء ومحاسبة النفس عند القيام بذلك، فعندما تقومين بأي خطأ كالصراخ أو نسيان وعد ما ابذلي جهدًا للاعتراف بالخطأ والاعتذار.

الخلاصة

إن قول كلمة "أنا آسف" قد تكون مهارة صعبة حقًا على الأطفال والكبار على حدٍ سواء، ولكن من خلال تعليم طفلك فن الاعتذار الحقيقي، سوف تساعدينه على تنمية مهارات التواصل الفعّال، وتعزيز قدرته على تحمل المسؤولية عن أفعاله، وفهم أهمية التفاهم والاحترام في العلاقات الإنسانية.

 

اقرئي أيضًا 10 طرق تسهل التعامل مع الطفل العنيد