ما أهمية كمية السائل الامينوسي حول الجنين؟

ما هو السائل الامينوسي؟

هو سائل يشبه الماء لذلك يعرف أيضًا باسم ماء الرحم، وهو يحيط الجنين، ويحميه طيلة فترة الحمل. وله دور أساسي في نمو وتطور الجنين حيث إنه يعزز نمو عضلات الجنين الذي يسبح في هذا السائل لمدة تسعة شهور. كما أنه يعزز نمو الرئتين والجهاز الهضمي، ويعمل كوسادة حامية تحمي الطفل من أي صدمات خارجية. ويحتوي السائل على مغذيات، وهرمونات، وأجسام مضادة يبتلعها الجنين، ويخرجها من خلال البول، بالرغم من أن الصورة قد تبدو مقرفة بعض الشيء، إلا أن ابتلاع واستنشاق السائل الامينوسي صحي ومفيد جدًا للجنين.

فوائد السائل الأمينوسي

• حماية الجنين من الالتهابات.
• يسند الجنين، ويعزز حركته داخل الرحم.
• يحمي الجنين من الصدمات الخارجية مثل سقوط الأم في أثناء الحمل.
• يعزز نمو عظام وعضلات الجنين ليتمكن من الحركة بحرية.
• يحمي الحبل السري من الانكماش، الحبل السري هو شريان الحياة الذي يوصل الأوكسجين والمغذيات من الأم إلى الجنين، ويمكن أن ينكمش في غياب السائل الامينوسي.
• يعزز نمو الجهاز التنفسي والهضمي للجنين الذي يبتلع ويستنشق السائل.
• يحتوي على أجسام مضادة تعزز الجهاز المناعي للجنين.
• ينظم درجة حرارة الجنين.

كمية السائل الأمنيوسي خلال الحمل وأهميتها

زيادة أو نقصان كمية سائل الحمل قد تسبب مشاكل صحية للأم وللجنين. لذلك من أهم ما يراقبه الطبيب في زيارات متابعة الحمل وخلال فحص الألتراساوند هي كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين.

من الطبيعي أن تتراوح كمية السائل المحيط بالجنين بين 600 مليلتر إلى 800 مليلتر بحسب أسابيع الحمل. كما يعتمد الأطباء على مؤشر السائل الامينوسي والذي يتراوح بين 5 و 24 سنتيمترًا خلال أسابيع الحمل المختلفة.

نقصان السائل الأمينيوسي

في حال كانت كمية السائل المحيطة بالجنين قليلة في خلال الستة شهور الأولى يشكل ذلك خطرًا أكبر، وقد يزيد ذلك احتمالية حدوث الإجهاض، والتشوهات، أو الولادة المبكرة. أما في مراحل الحمل المتأخرة، فيسبب نقصان السائل تباطؤ في نمو الجنين داخل الرحم، والضغط على الحبل السري والحيلولة دون إيصال الأوكسجين والغذاء للجنين. ومن أسباب نقصان سائل الحمل:

• استمرار الحمل لما بعد موعد الولادة المتوقع أي بعد انقضاء أسابيع الحمل الأربعين
• في حوالي 37% من هذه الحالات يكون السبب هو نزول ماء الرحم مبكرًا خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
• انفصال المشيمة من جدار الرحم.
• التشوهات الخلقية عند الجنين، خصوصًا في الكليتين والجهاز البولي.
• الحمل بتوأم، وحدوث متلازمة سوء توزيع السائل بين الأجنة.
• ارتفاع الضغط الحملي.
• سكري الحمل.
• الاعتلالات الكروموسومية وهي السبب في 10% من حالات تراجع ماء الرحم.

توضع الحامل تحت المراقبة، ويقوم الأطباء بالتدخلات الطبية حسب الحالة، وذلك من خلال علاج السبب عند اكتشافه. ففي حال وجود انسداد في الكليتين، قد يقوم الأطباء بتدخل جراحي لفتح الانسداد خلال الحمل. أو علاج الحالة التي تعاني منها الأم والتي سببت تراجع السائل. وأخيراً، وفي حال كان ذلك لا يشكل خطورة على الأم والجنين قد يقرر الطبيب المعالج تحريض الولادة، أو توليد الجنين من خلال جراحة قيصرية قبل موعد الولادة المتوقع.

زيادة كمية السائل الامينوسي

تسبب هذه الحالة أعراض مزعجة للأم الحامل مثل تورم في القدمين، وصعوبة في التنفس والإمساك، والضغط على أعضاء الجسم المجاورة للرحم. ومن أبرز مضاعفات هذه الحالة الولادة المبكرة، وانفصال المشيمة، والنزيف الحملي، ووفاة الجنين.

وتحدث هذه الحالة لعدة أسباب أبرزها:

• الحمل بتوأم.
• تشوه خلقي في الجنين مثل تشوه الحبل الشوكي أو انسداد الجهاز الهضمي.
• سكري الحمل.
• الاعتلالات الجنينية أو الالتهابات.
• فقر الدم الجنيني الذي يحدث عادة بسبب عدم موائمة فصيلة دم الأم والجنين بسبب اختلاف عامل ال RH.

يراقب الطبيب الأم التي تعاني من هذه الحالة، ويراقب صحة الجنين، ويجري المزيد من الفحوصات، ويصف العلاج المناسب حسب الحالة. عادة ما يعالج هذا الفائض من خلال تصريفه جراحيًا أو بالعلاجات الدوائية. وفي حال كان نمو الجنين كافيًا يجري الطبيب تحريضاً للولادة من خلال الطلق الصناعي، أو عملية قيصرية لتوليد الجنين قبل بدء المخاض التلقائي.

الخلاصة،

عادة لا يحتل سائل الرحم جزءًا كبيرًا من تفكير الأم الحامل، بالرغم من أنه يقوم بدور رئيسي في حماية الجنين خلال الحمل. قد تعاني الحامل من زيادة أو نقصان في كمية السائل المحيط بالجنين، ولكل من هذه الحالات أسباب وطرق علاج محددة بحسب كل الحالة. إذا لاحظت أن حجم بطنك لا يناسب مرحلة الحمل الحالية كأن يكون صغيرًا جدًا أو كبيرًا جدًا، أو لاحظت خروج ماء الرحم قبل الشهر التاسع، أو شعرت بأي أعراض غير طبيعية راجعي طبيبك على الفور ليقيم حالتك، ويصف خطوات العلاج المناسبة.