علاج بطانة الرحم المهاجرة

قد يكون تشخيص إصابتك ببطانة الرحم المهاجرة مصحوبًا بمشاعر مختلطة، فقد تشعرين بالراحة لمعرفة السبب وراء الألم الشديد الذي تعانين منه، ولكن قد يترافق ذلك مع القلق والخوف بشأن تأثير الحالة على خصوبتك وقدرتك على الحمل مستقبلاً. تابعي قراءة المقال لتتعرفي على التفاصيل المتعلقة بعلاج بطانة الرحم المهاجرة، بالإضافة إلى معلومات أخرى مهمة حول هذه المشكلة الصحية.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Nov 1st 2024

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) هي حالة شائعة تؤثر على امرأة من كل 10 نساء تقريبًا بين عمر 15 - 44 عامًا، وفيها ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، ويسبب ظهور أعراض مؤلمة ومزعجة قد تؤثر على الحياة اليومية، وعلى الدورة الشهرية، وقد تجعل الحمل أكثر صعوبة.

إذ إن هذه الأنسجة لا تتساقط مثل أنسجة بطانة الرحم السليمة، ويمكن أن يؤدي تراكمها خارج الرحم إلى حدوث تفاعل التهابي مزمن وتندب، وقد تراكم الأنسجة الليفية بين الأعضاء التناسلية، وهذا يسبب التصاقها ببعضها البعض وتليف في منطقة الحوض، وفي مناطق أخرى من الجسم.

يحدث غالبًا نمو النسيج على الأعضاء التناسلية أو حولها في منطقة الحوض والبطن، وتشمل المناطق الأكثر شيوعًا:

  • المساحة خلف الرحم.
  • الأربطة المحيطة بالرحم.
  • بطانة تجويف الحوض.
  • السطح الخارجي للرحم.
  • المسافة بين الرحم والمستقيم أو المثانة.
  • المبايض.
  • قناتي فالوب.
  • الصفاق.
  • ولكن في حالات نادرة، يمكن أن ينمو النسيج على أو حول المستقيم، والأمعاء، والمعدة، والمثانة، والمهبل، والرئة، وعنق الرحم.

ما أسباب الإصابة بها؟

لم يستطع العلماء حتى الآن تحديد أسباب بطانة الرحم المهاجرة، ولكن قد تلعب العوامل الآتية دورًا في حدوثها:

  • الحيض الرجعي أو العكسي، وهي حالة تسبب تدفق دم الحيض بشكل عكسي عبر قنوات فالوب إلى الحوض بدلًا من خروجه خارج الجسم.
  • مضاعفات بعد بعض العمليات الجراحية، ومنها: العملية القيصرية، أو عملية استئصال الرحم.
  • مشاكل في الجهاز المناعي تجعله غير قادر على التعرف على أنسجة بطانة الرحم وتدميرها.
  • العوامل الوراثية، فقد تلعب الجينات دورًا في الإصابة بهذه المشكلة.

ما أبرز الأعراض المرافقة لها؟

تختلف طبيعة وشدة الأعراض التي تعاني منها النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، إذ تعاني بعض النساء من أعراض شديدة قد تعيق الحياة اليومية، وقد لا تشعر نساء أخريات بأي أعراض.

ولكن تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا الألم الذي يتصف بأنه يشبه تقلصات الدورة الشهرية، وقد ينتشر للبطن وأسفل الظهر، وتشعر به المرأة أيضًا أثناء أو بعد ممارسة الجماع، ويصبح أسوأ قبل وأثناء الدورة الشهرية مباشرة بسبب التغيرات الهرمونية. كما تسبب بطانة الرحم المهاجرة الأعراض الآتية:

  • الإسهال أو الإمساك خلال فترة الدورة الشهرية.
  • نزيف الحيض غزير جدًا.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • ألم عند التبول خلال فترة الحيض.
  • ظهور بقع دم أو حدوث نزيف بين الدورات الشهرية.
  • العقم وصعوبة الحمل.

هل يمكن حدوث حمل مع وجود بطانة الرحم المهاجرة؟

تعد بطانة الرحم المهاجرة واحدة من الأسباب الرئيسية للعقم، فهي مسؤولة عن 24 - 50% من حالات العقم بين النساء؛ لأنها تسبب تندب وانسداد في قنوات فالوب، كما قد تتداخل الأنسجة مع كيفية تحرك الحيوان المنوي والبويضة والتقائهما معًا لحدوث الحمل أو قد تسبب الأنسجة تلف الحيوانات المنوية أو البويضة المخصبة قبل انغراسها في الرحم.

ولكن بالخضوع للعلاج المناسب والمتابعة المستمرة مع الأطباء يمكن أن يحدث الحمل في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، بالرغم من أنه قد يكون أكثر صعوبة مقارنة بالنساء غير المصابات.

علاج بطانة الرحم المهاجرة

اعتمادًا على مدى شدة الأعراض التي تعانين منها، وخطورة الحالة، ورغبتك في الحمل بالمستقبل، وعمرك يضع الأطباء الخطة العلاجية المناسبة، والتي تنطوي على تناول بعض الأدوية أو الخضوع للجراحة أو كلاهما.  وفيما يأتي تفاصيل أكثر حول طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة:

العلاج الدوائي

عادةً ما ينصح بالعلاج الدوائي في البداية، وفي حال عدم نجاحه تصبح الجراحة هي الخيار المناسب، وفيما يأتي أبرز الأدوية التي قد توصف:

1| أدوية تسكين الألم

يوصي الأطباء عادةً بمسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية للتخفيف من التقلصات والألم الذي يرافق بطانة الرحم المهاجرة، والذي يمكن أن يعيق الحياة اليومية.

2| العلاج الهرموني

لا يعد العلاج الهرموني علاجًا دائمًا للمرض، إذ يمكن أن تعود الأعراض بعد التوقف عن تناول الدواء. ولكن بشكل عام تساعد الأدوية الهرمونية على التخلص أو التخفيف من آلام بطانة الرحم المهاجرة، فارتفاع وانخفاض الهرمونات أثناء الدورة الشهرية يزيد من سمك بطانة الرحم؛ والتي تزول ويحدث نزيف الدورة في حال عدم انغراس بويضة مخصبة فيها. لذا قد تساعد الأدوية الهرمونية في إبطاء نمو هذا النسيج ومنع تكوين أنسجة جديدة. وفيما يأتي أبرزها:

  • موانع الحمل الهرمونية: يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل أو اللصقات أو الحلقات المهبلية في التحكم في الهرمونات التي تحفز نمو الأنسجة، وتساعد في تخفيف ألم ونزيف الدورة الشهرية في الكثير من الحالات.
  • منبهات ومضادات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية: هذه الأدوية تمنع الدورة الشهرية، وتخفض مستوى هرمون الإستروجين، وهذا بدوره يسبب تقلص أنسجة بطانة الرحم.
  • العلاج بالبروجسترون: يمكن أن يساعد البروجسترون في إيقاف فترات الحيض ونمو أنسجة بطانة الرحم، وهذا بدوره يخفف الأعراض التي تعاني منها المصابة.
  • مثبطات الأروماتيز: هذه الفئة من الأدوية تقلل كمية هرمون الإستروجين في الجسم، وقد يوصي بها الطبيب مع حبوب منع الحمل المركبة لعلاج التهاب بطانة الرحم.

العلاج الجراحي

في حال فشلت الأدوية في علاج بطانة الرحم المهاجرة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة؛ وبالتالي التخفيف من الألم والأعراض الأخرى ورفع فرص الخصوبة. وتشمل الخيارات العلاجية:

  • الجراحة بالمنظار: خلال هذا النوع من الجراحة يقوم الطبيب بإجراء جرح صغير في البطن وإدخال أداة صغيرة تشبه الأنبوب تعرف بالمنظار في نهايتها كاميرا داخل الجسم تمكن الطبيب من رؤية بطانة الرحم المهاجرة وإدخال أدوات أخرى لإزالة الأنسجة غير المرغوب بها.
  • استئصال الرحم: في الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب بإزالة الرحم والمبيضين، ولكن في هذه الحالة لن تتمكن المرأة من الحمل مجددًا.

يجدر التنويه أن بطانة الرحم المهاجرة هي مرض مزمن، أي يمكن أن تزول الأعراض، وتشعر المرأة بالراحة بعد الجراحة، ولكن يمكن أن تعود الأعراض في غضون عدة سنوات، وعادةً ما تلعب شدة الحالة دورًا في مدى سرعة عودتها بعد الجراحة.

أسئلة شائعة

إليكِ أكثر الأسئلة شيوعًا وإجابتها حول هذه المشكلة:

هل تسبب بطانة الرحم المهاجرة زيادة الوزن؟

لا، لا تسبب هذه المشكلة زيادة في الوزن، ولكن يمكن أن يسبب احتباس السوائل والانتفاخ شعور المرأة وكأنها تكتسب المزيد من الوزن.

هل يمكن أن تختفي بطانة الرحم المهاجرة دون علاج؟

نعم، في بعض الحالات يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها دون علاج، ويحدث هذا عادةً بعد انقطاع الطمث؛ بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. ولكن تحتاج معظم المصابات للخضوع للعلاج بشكل مستمر للتحكم بالأعراض.

متى تكون بطانة الرحم المهاجرة خطيرة؟

تكون هذه الحالة خطيرة في حال تركت دون علاج، فبالإضافة للألم المزمن والذي قد يعيق الحياة اليومية والإصابة بالعقم، قد يسبب عدم علاجها مشاكل في الأمعاء أو المثانة، وفي حالات نادرة يمكن أن تؤثر على الرئتين أو الحجاب الحاجز، وقد تسبب صعوبات وضيق في التنفس.

الخلاصة

يمكن أن تنمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم على الأعضاء المجاورة، وتعرف هذه الحالة طبيًا ببطانة الرحم المهاجرة. يمكن أن تؤثر هذه الحالة على حياة المرأة بشكل كبير جسدي وعاطفي، وقد تسبب العقم. ولكن ولحسن الحظ هناك العديد من الخيارات لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، ومنها العلاج الدوائي والجراحي.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة