عام جديد: بداية جديدة شاملة

في كل عام جديد وفي هذا الوقت، نفتح الأجندة الجديدة، وعلبة الأقلام الجديدة التي اشتريناها خلال تخفيضات نهاية العام، ونبدأ بكتابة الأهداف للعام القادم. وعادةً ما تحتوي كتاباتنا على خطط لفقدان الوزن، وتحسين الصحة الجسدية والنفسية. بالإضافة إلى مخططات السفر وقضاء الأوقات الممتعة، وجميع تلك الأشياء الجميلة التي تجعلنا نشعر بانتعاش البدايات. ولكن هل هذا فقط ما نحتاجه لنحظى ببداية عام جديد متكاملة؟ الإجابة في هذا المقال.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء
تاريخ النشر:Dec 31st 2023 | تاريخ التعديل :Mar 10th 2024
بدايات عام جديد

إعادة تقييم العلاقات

أجرى علماء اجتماع في جامعة هارفارد دراسة استمرت لمدة 70 عامًا، تتبعوا خلالها حياة مئات المشاركين في الدراسة من مختلف الأعمار، والأجناس، والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، وخلُصت هذه الدراسة الشهيرة إلى أن علاقاتنا مع الآخرين هي المؤثر الأهم في سعادتنا في الحياة. لقد أظهرت هذه الدراسة أن أسعد الناس ليسوا الأغنياء أو الأكثر صحة، وإنما أولئك المحاطون بأشخاص يحبونهم ويدعمونهم. لذا، يتعين علينا أن نستثمر أكثر في علاقاتنا مع أولئك الذين يحبوننا ويدعمونا في بداية هذا العام، وأن نعيد تقييم العلاقات التي لا تجلب لنا السعادة.

خطوات عملية

  • تمامًا كما تجدولين زيارات طبيب الأسنان ومواعيد العناية بالأظافر، ضعي في مدونتك الأسبوعية مواعيد الاتصال بأحبائك، ولقائهم. إذا كان من الصعب أن تلتقي بأهلك، وأفراد العائلة بشكل أسبوعي، أو أن تلتقي صديقاتك بشكل شهري، بسبب بعد المسافات، حددي مواعيد اجتماعات افتراضية مع كل من تحبين. اتصلي بهم، وأرسلي لهم رسائل بانتظام، وابقي على تواصل دائم مع من تحبين، ومن يحبونك.
  • زوجك هو شريك حياتك، ومن أهم الأشخاص في حياتك. لا تهملي زواجك؛ حافظي على الرومنسية بينكما، وإذا كانت هناك مشاكل زوجية، فليكن هذا العام هو الوقت الذي ستسعين لحلها مع زوجك بدلاً من تجاهلها كما كنت تفعلين بالسابق.
  • استغلي كل فرصة سانحة لكي تُخبري أحباءك بأنك تحبينهم، وكم هم مهمون لديك، وكم تقدرين وجودهم في حياتك.
  • تخلصي من أي علاقات سامة، وتجنبي الأشخاص السلبيين، واتبعي طريقة ماري كوندو لترتيب الأشياء، لكي ترتبي حياتك، وتتخلصين من أي شخص لا يجلب لك الفرح.
  • كوني المدافعة الأولى عن أفكارك، وعن قيمك الإنسانية، ولا تدعي أحدا يقوضها.

إعادة ضبط الروح

فقدان الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، وتناول المكملات الغذائية، والنوم بشكل أفضل، والاعتناء بالصحة النفسية والعقلية هي خطوات ضرورية لرعاية الجسم الذي أنعم الله علينا به. وقد وهبنا الله أجسامنا لتكون وعاءً لوجودنا في هذا العالم ولتسهيل مهمتنا في عبادته وتحقيق واجباتنا كعبيد له وكبشر يبنون المجتمعات ويخدمون الإنسانية. لذا، العناية بهذا الوعاء الفريد هي من واجباتنا بالتأكيد للحفاظ على هذه الأمانة الغالية. دوني هذه الأهداف في أجندتك وقومي بكل ما يلزم لتلتزمي بتحقيقها، وأن تستمري بذلك حتى ما بعد مرور أول أشهر السنة، وانتهاء فصل الربيع، حينما نصاب بالكسل، ونترك كل هذه الأهداف.

لكن ماذا عن الجانب الآخر من وجودنا؟ الروح! ماذا نفعل لتغذيتها والعناية بها؟

قد لا نعرف ما هي الروح بالضبط، ولكننا نعلم أنها تحتاج إلى الرعاية والعناية.

خطوات عملية

  • دعونا نخصص جزءًا للروح والجزء غير المادي من وجودنا في نفس الأجندة الجميلة التي نستخدمها للتخطيط للسنة الجديدة. الروح من عند الله، لذلك يمكننا الاعتناء بها فقط من خلال تحسين صلتنا بالله.
  • كما نستعد لتجديد اشتراكنا في النادي الرياضي، دعونا نواصل صلتنا بالله من خلال قراءة كلام الله بشكل يومي.
  • وتمامًا كما نقوم بالتخلص من الطعام والعادات غير الصحية من نظامنا الغذائي، دعونا نتوقف عن الأفكار السامة والسلوكيات الخاطئة. إذا قللتِ من السكر، قللي من الثرثرة، والغيبة، والنميمة أيضًا. إذا قررتِ ترك التدخين، اتركي أمرًا محرمًا، مثل الكذب مثلًا.
  • بجانب قرارك بأن تشربي المزيد من الماء، وشراء مطارة الماء الجميلة والمحفزة، خططي لشراء مسبحة جميلة، تعينك على الذكر، والتسبيح.
  • لا بد أن كتاب التنمية الذاتية، وتحسين الذات الذي أهدتك إياه صديقتك في عيد ميلادك، كان يتحدث عن فوائد الامتنان. لا جدال في ذلك؛ أضيفي هذا إلى جدولك اليومي من خلال شكر الله بوعي وبامتنان على كل النعم وحتى على المصاعب في حياتك. فالامتنان يشفي ويغذي الروح.
  • تحسين الصحة العقلية والنفسية يعتبر أمرًا ذا أولوية كبيرة للتمتع بصحة جيدة، لذلك إذا لم تقومي بإضافته بعد إلى قائمة قرارات السنة الجديدة، ووضعته كهدف لهذا العام، فربما يجب عليك إضافته حتى إذا كنت تشعرين بأنك بخير. الروحانية هي حاجة إنسانية؛ صلتنا بشيء أكبر منا هي جزء من طبيعتنا. لذلك، نحن لا نكتمل دون تلبية هذه الحاجة الروحية. واحدة من أفضل الممارسات الروحية التي تغذي العقل والروح، وتوفر السعادة الفورية هي إسعاد الآخرين من خلال مساعدتهم بأي وسيلة يمكننا. امسكي قلمك الجميل وأضيفي التطوع والتبرع إلى قائمة أهدافك، ومخططاتك لهذا العام، فهذه الأعمال كفيلة بتحسين صحتك العقلية والروحية.

 

مع تمنياتنا من منصة أمومة لك بسنة مليئة بالخير وبتحقيق الأهداف.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء مديرة المحتوى لمنصة أمومة

أم لثلاثة يافعين، ومديرة تحرير مدونة أمومة. حاصلة على ماجستير باللغة الفرنسية وآدابها من الولايات المتحدة الأمريكية. اختارت دراسة اللغة الفرنسية لشغفها باللغات منذ الطفولة، حيث أنها تجيد 6 لغات منها أربع لغات بطلاقة كبيرة. عملت نورس منذ تخرجها في مجالات عديدة، في التعليم المدرسي، والتعليم العالي، والترجمة. قبل توجهها للاختصاص بالتحرير وإدارة وصناعة المحتوى المكتوب باللغتين العربية والانجليزية. لديها اهتمام كبير بكل ما يخص الأمومة والتربية، ولديها شغف خاص بكل ما يتعلق بالتعليم.

مقالات ذات صلة