5 من تحديات العمل عن بعد للأمهات والحلول

في عالم ما بعد الوباء العالمي صار العمل عن بعد واقع لدى الكثير من الفئات المجتمعية ولدى الكثير من المؤسسات حول العالم. لعل الأمهات من أكثر المستفيدات من خيارات العمل المرنة، وتحديدًا من خيار العمل من البيت. سأتحدث في هذا المقال عن أهم التحديات التي تواجه الأمهات عند العمل من المنزل وكيفية التعامل معها.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء
تاريخ النشر:Oct 17th 2024
تحديات العمل عن بعد للأمهات

فوائد العمل من المنزل للأمهات

1| قضاء وقت أطول مع الأطفال

حتى وإن كنت مشغولة في عملك في البيت، إلا أن وجودك مع أطفالك في نفس المكان يساعد على زيادة التواصل بينك وبين صغارك، ويشعر أطفالك بأنك قريبة، حتى وإن كنت مشغولة.

2| المرونة

يتمتع خيار العمل عن بعد بأهم صفة تحتاجها الأم وهي المرونة. مثلاً تستطيع الأم العاملة من البيت أن تستيقظ قبل ساعتين من موعد بدء دوامها وإنجاز بعض المهام المتعلقة بوظيفتها وإضافة هاتين الساعتين إلى استراحة الغداء، واستغلالها لحضور اجتماع أو فعالية في مدرسة أطفالها، أو الذهاب إلى موعد الطبيب، أو القيام بواحدة من عشرات المهام الملقاة على عاتقها كأم.

3| توفير الوقت

الوقت هو ذلك الطيف التي تطارده الأم العاملة، ويتسرب من يديها كلما شعرت بأنها تمسكه. كم نتمنى نحن الأمهات العاملات أن يكون هناك 36 ساعة في اليوم بدلًا من 24، فدائمًا لا يوجد لدينا وقت، ودائمًا مستعجلات، ودائمًا متأخرات. أما عند العمل من البيت، فأنت توفرين يا ماما بضع ساعات ثمينة، هي تلك التي تقضينها بالاستعداد للذهاب إلى العمل، والتي تقضينها في طريق الذهاب والعودة أيضًا.

4| الابتعاد عن دراما المكتب

بالرغم من الفوائد العديدة للعمل في المكتب، إلا أن الحقيقة في الأمر أنه، وفي كل مكان عمل هناك نوع من أنواع الدراما. ويعلم الله أن الأم لا ينقصها أي دراما أو حتى تشويق وإثارة ورعب في حياتها. لذلك فعند العمل من البيت تنقذ الأم العاملة نفسها من الحلقات المفرغة للنميمة، والغيرة والمشاكل الموجودة في أماكن العمل المختلفة.

5| توفير المال

عند العمل من البيت ستوفرين وقود السيارة، أو غيرها من تكاليف المواصلات، بالإضافة إلى التوفير في ميزانية شراء الملابس، فلن تحتاجي لتجديد محتويات خزانتك كل بضعة أشهر، فالبيجاما هي الزي الذي سترتدينه يوميًا. وفي خلال الاجتماعات حيث عليك الظهور أمام الكاميرا قد ترتدين قميصًا، أو جاكيت، ولكننا نعلم أن بنطلون البيجاما والشبشب يكملان إطلالتك غير المرئية. كما سيساعدك العمل من المنزل على التوفير في تكلفة العناية بطفلك من راتب العاملة المنزلية، أو قسط الحضانة وغيرها من التكاليف التي تنفقها الأم العاملة خارج المنزل.

تحديات العمل عن بعد والحلول لمواجهتها

الصورة ليست وردية تماما، للعمل من البيت مثل الكثير من الأشياء في حياة الأم العاملة ملغوم بالتحديات التي لا يعرفها الكثيرون. من خبرتي في العمل من البيت على ما يزيد من عقد من الزمن فيما يلي أبرز هذه التحديات:

1| قد يظن زملائك ومديرك أنك لا تعملين

هناك صورة مغلوطة عن العاملين من بيوتهم أن إنتاجيتهم أقل، أو أنهم لا يعملون على الإطلاق، وأنهم يشاهدون التلفزيون أو يمارسون الرياضة خلال ساعات الدوام. بينما العكس هو الصحيح حيث يتيح العمل من المنزل فرصة أكبر للإنتاجية والإنجاز حتى وإن لم يكن ظاهرًا للآخرين في المكتب.

الحل: استخدام إحدى أدوات تنظيم المهام ومشاركتها مع فريق العمل، والمدير، وتدوين المهام اليومية عليها لكي يكون واضحًا جليًا، ما تقومين به خلال اليوم. ولا تخجلي من مشاركة إنجازاتك مع فريق عملك، فهذا لن يثبت إنتاجيتك فقط، بل قد يكون فرصة إلهام للآخرين.

2| تنظيم الوقت

عند الالتزام بمواعيد الدوام والبقاء ضمن إطار زمني واحد كل يوم يكون تنظيم الوقت أسهل بكثير منه عندما تكونين في مرونة العمل عن بعد. فأنت ملزمة بقضاء ثمان أو تسع ساعات في المكتب لتعودي إلى بيتك في نهاية يوم العمل. بينما نقع نحن الأمهات العاملات عن بعد في فخ الوقت الفضفاض لنجد أنفسنا نفتح جهاز اللابتوب في السادسة صباحًا، ولا نغلقه حتى السادسة مساءً، بسبب التوقف عدة مرات إما لتحضير الغداء، أو إحضار الأطفال من المدرسة أو غيرها من المهام التي لا تنتهي. وهو أمر مرهق جسديًا ونفسيًا.

الحل: دوني برنامجك مسبقًا، وقسمي يومك إلى عدة صناديق وضعي مهامك العملية في إطار بين الثامنة والخامسة، وضعي مهام الأمومة مثل إحضار الأطفال من المدرسة وتقديم الغداء، في صندوق استراحة الغداء. وقومي بتحضير الطعام وتنظيف البيت إما قبل بدء الدوام، أو في المساء السابق. ولا تنسي الاستعانة بأي وسيلة أو أي شخص يساعدك وضعي عنك رداء سوبر ماما فلن يسبب لك إلا التعب والإحباط.

3| الحضور الممزوج بالغياب

نعم أنت موجودة في البيت مع أطفالك، ولكنك غير حاضرة، فأنت قريبة فسيتمكن طفلك من احتضانك عدة مرات في اليوم، ولكنك منشغلة كثيرًا لدرجة أنه سيشعر بذلك. قد تكونين موجودة لسماع شكوى ابنتك، ولكن لن يكون لديك الوقت لتتعاملي معها، وتنصحيها إلا في نهاية اليوم. ولن تكوني متاحة طيلة الوقت للرد على مكالمات أهلك وصديقاتك، بالرغم من أنك في البيت.

الحل: خذي لحظات من عملك واحضني صغارك كلما تسنى الوقت أخبريهم أنك تحبينهم وخططي لقضاء أمسية لطيفة معهم بعد نهاية دوامك بمشاهدة فيلم عائلي أو لعب ألعاب جماعية مسلية. لا تشعري بالذنب؛ لأنك لا تتحدثين مع أهلك وصديقاتك، وجدولي مكالماتك معهم من السيارة أثناء ذهابك لإحضار أطفالك من المدرسة، أو خلال استراحة الغداء.

4| العزلة والوحدة

بالرغم من مميزات العمل من المنزل خصوصًا للأم، إلا أنه من السهل أن يكون مصدرًا لشعورها بالوحدة. حيث لا يمكنك الخروج مع صديقاتك كثيرًا؛ لأنك مشغولة خلال أوقات الدوام، وبعد الدوام مشغولة بالأمومة وممارسة الرياضة، وقضاء الوقت مع أسرتك. كما أنت بعيدة عن أجواء المكتب وعلاقات الزمالة، والتواصل، والنشاطات الاجتماعية المرتبطة بالعمل؛ مما يزيد من وحدتك وعزلتك.

الحل: التعويض عن النقص في العلاقات الاجتماعية من خلال الانضمام لنادي قراءة أو أي مجموعة تمارس هواية من التي تحبينها لتلقي بهم خلال عطلة نهاية الأسبوع. اسعي للقاء صديقاتك كلما تسنى لك الوقت وحاولي زيارة المكتب بين الحين والآخر لكي تلتقي الزملاء، وتتفاعلي معهم عن قرب.

5| المشاكل الصحية

عمل من البيت يعني الجلوس خلف شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة، وهذا يسبب آلاماً في الرسغ، واليد، والرقبة، والظهر، والعينين. وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالجلوس المطول.

الحل: استخدمي قطرة ترطيب العينين لمكافحة الجفاف التي تسببه الشاشات. واحرصي على ممارسة الرياضة بانتظام فهي أمر أساسي وضروري لتقوية العضلات ومقاومة الآلام، ضعي موقتًا ليذكرك بالنهوض والمشي في المكتب المنزلي لمدة دقيقتين كل ساعة. استثمري في كرسي عمل مريح لتريحي ظهرك وأكتافك، بعد عدة تجارب اكتشفت أن كرسي اللعب الذي يستخدمه لاعبي ألعاب الفيديو المحترفين هو الخيار الأفضل. ولا تنسي أن تستخدمي الأدوات الداعمة مثل المشدات فهي مفيدة جدًا، خصوصًا خلال فترات الضغط.

الخلاصة،

العمل عن بعد من أهم الخيارات المرنة التي تحتاجها الأمهات، وبالرغم من أنها كانت حلًا مؤقتًا خلال الجائحة، إلا أن هذا النموذج لا يزال متبعًا لدى العديد من الشركات والمؤسسات حول العالم. وبالرغم من أنه يقدم للأم المرونة التي تحتاجها لتوازن بين العمل والعائلة، إلا أن هذا الخيار يصاحبه بعض التحديات التي يمكن إيجاد الحلول لها بالقليل من الصبر والمجهود.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء مديرة المحتوى لمنصة أمومة

أم لثلاثة يافعين، ومديرة المحتوى لمنصة أمومة. حاصلة على ماجستير باللغة الفرنسية وآدابها من الولايات المتحدة الأمريكية. اختارت دراسة اللغة الفرنسية لشغفها باللغات منذ الطفولة، حيث أنها تجيد 6 لغات منها أربع لغات بطلاقة كبيرة. عملت نورس منذ تخرجها في مجالات عديدة، في التعليم المدرسي، والتعليم العالي، والترجمة. قبل توجهها للاختصاص بالتحرير وإدارة وصناعة المحتوى المكتوب باللغتين العربية والانجليزية. لديها اهتمام كبير بكل ما يخص الأمومة والتربية، ولديها شغف خاص بكل ما يتعلق بالتعليم.

مقالات ذات صلة