تجربتي مع تحديات الرضاعة الطبيعية للأم العاملة

يخبرك الجميع عن أهمية الرضاعة وعن فوائدها لك ولطفلك، وتتغنى الكتب بهذه الهبة الفريدة والتي تنفع الأم وطفلها. ولكن لا أحد يخبرك أن الرضاعة الطبيعية وظيفة ثانية، بدوام كامل. لذلك إذا كنت أم عاملة، وعلى وشك أن تلدي طفلك الأول، أو وضعت بالفعل وتعانين مع مشاكل الرضاعة الطبيعية، تابعي القراءة فهذا المقال يحتوي على تجربتي مع تحديات الرضاعة الطبيعية كأم عاملة وأم لأول مرة.

dr karen.webp
كارين شهدا
تاريخ النشر:Sep 10th 2024
الرضاعة الطبيعية للأم العاملة

الموازنة بين وظيفتين

كما ذكرت، فإن الرضاعة الطبيعية هي بمثابة وظيفة بدوام كامل، حتى وإن ابتعدت عن طفلك خلال ساعات الدوام. حيث تحتاج الأم المرضعة أن تشفط الحليب في أثناء تواجدها في الدوام. وللأسف لا توفر جميع المؤسسات الوقت والخصوصية للأم المرضعة لكي تقوم بشفط الحليب خلال ساعات الدوام، أو حتى خلال استراحة الغداء وهو ما تقوم به أغلب الأمهات المرضعات العاملات.

من المهم مناقشة الرضاعة الطبيعية مع رب العمل، ومدراء الموارد البشرية قبل العودة من إجازة الأمومة، والمطالبة بغرفة فيها خصوصية، واستراحات قصيرة متكررة. فمن خلال مثل هذه المطالبات ستضمنين حقك وحق غيرك من النساء العاملات اللاتي يرغبن في الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.

تختلف تجارب عمل الأمهات المرضعات فبعض أماكن العمل توفر حضانة للموظفات؛ مما يعني أنه يمكن للأم الذهاب إلى الحضانة وإرضاع طفلها خلال استراحة الغداء. وقد تتمكن الأم أيضًا من العودة إلى البيت إن كان البيت قريبًا، وكانت مدة استراحة الغداء تسمح بذلك.

خطوات تسهل الرضاعة الطبيعية للأم العاملة

تحتاج الأم التي تعمل خارج البيت، وتقوم بإرضاع طفلها لعدة أشياء تسهل عليها وظائفها العديدة، وتساعدها على الاستمرار بالرضاعة:

  • منح الأم المرضعة بعض المرونة، وإعطائها عدة استراحات خلال النهار لكي تتمكن من شفط الحليب.
  • الالتزام بتقليل ساعات عمل الأم المرضعة كما ورد في قانون العمل.
  • من المهم استخدام وسائل شفط الحليب الحديثة مثل شفاط الحليب القابل للارتداء، والذي يوضع داخل حمالة الصدر، ويسمح للأم أن تشفط الحليب في أثناء العمل.
  • وجود ثلاجة نظيفة لحفظ الحليب إلى حين العودة إلى البيت.
  • في حال عدم وجود الثلاجة، يُفضل أن يقوم أحد بتوصيل الحليب المشفوط إلى البيت، في حقيبة حافظة للحرارة.
  • تناول عدة سناكات خلال اليوم تحافظ على حليب الثدي، وتزيد الإدرار مثل الجوز، والتمر.
  • شرب كميات كافية من الماء.
  • تعويد الطفل على شرب حليب الأم من خلال رضاعات الحليب قبل انتهاء إجازة الأمومة والعودة إلى العمل.
  • عدم الشعور بالذنب، لأن العمل خارج البيت صعب، والأمومة صعبة، والرضاعة الطبيعية صعبة، والأم تقوم بما بوسعها.
  • الاستمرار بالرضاعة الطبيعية وعدم اليأس مهما كان الأمر صعبًا.
  • عدم لوم الأم العاملة وتذنيبها إن لم تتمكن من إرضاع طفلها بشكل كامل، أو اضطرت للتوقف بعد أشهر قليلة. وتقديم الدعم والمساعدة بدلًا من اللوم والتجريح.

تجربتي مع الرضاعة الطبيعية

عملي كقابلة يستدعي مني التواجد في العمل لساعات طويلة، فقد تصل مناوباتي إلى 12 ساعة. وبالرغم من ضغط العمل إلا أني كنت أتمكن في أغلب الأيام من شفط الحليب مرتين خلال المناوبة. ولكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك ممكنًا، فكانت تمر أيام لا أتمكن من تناول أي سناك أو وجبة مغذية، وبعض الأيام كان يتحتم علي العمل المتواصل لدرجة أنه في إحدى المرات تسرب الحليب من ملابسي من شدة تحجر الثديين، وعدم تمكني من شفط الحليب. ولكن، بالرغم من كل هذه الصعوبات تمكنت من إرضاع طفلي لمدة ستة شهور كما خططت من قبل. وهنا أود أن أنوه على أهمية الدعم العائلي، فزوجي كان داعمًا ومساعدًا، وكان له دور مهم في قدرتي على الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.

الخلاصة،

الرضاعة الطبيعية مهمة جدًا لصحة الرضيع، وهي توفر للأم المرضعة وقاية من عدة أمراض، ولكن الرضاعة الطبيعية للأم العاملة ليست بالمهمة السهلة. ولكنها ليست بالمهمة المستحيلة، فمع الدعم اللازم من العائلة ومكان العمل يمكن للأم العاملة الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.

dr karen.webp
كارين شهداقابلة قانونية ومدربة دورات ما قبل الولادة

أم شابة وقابلة قانونية حاصلة على إجازة في القبالة من الجامعة اللبنانية. عملت كارين في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت لمدة سنتين في قسم العناية الفائقة للأطفال وحديثي الولادة. وانتقلت من بعدها لتلعب دورها كقابلة في نفس المشفى لمدة خمس سنوات. ثم انضمت إلى قسم الولادة في مستشفى دانة الإمارات في بداية عام 2021. كارين شغوفة بمهنتها كقابلة، وتؤمن بأنها عطية من الخالق أن تشهد معجزة حياة تولد من حياة، وتظن أنه لا يوجد أجمل من رؤية هذه المعجزة من خلال عملها. وتؤمن كارين بأن كلاً منا اختير للقيام بدور معين في الحياة، وهي تعتقد أن دورها هو ليس فقط مهنة، بل رسالة تقوم من خلالها بمساعدة الآخرين، وهي ممتنة لهذه النعمة.

مقالات ذات صلة