تأثير تشنج المهبل على العلاقة الزوجية

تشنج المهبل هي حالة صحية تؤثر على الحياة الجنسية والصحة النفسية وجودة الحياة والعلاقة الزوجية للعديد من النساء. تتميز بحدوث تشنج لا إرادي لعضلات المهبل يسبب ألماً شديداً أثناء العلاقة الجنسية. ورغم أن هذه الحالة قد تكون شائعة، إلا أنها غير معروفة بشكل كافٍ للكثير من النساء. لذلك قررنا في هذا المقال أن نوضح لكِ كل ما تحتاجين معرفته عنها، لمساعدتكِ على فهم هذه الحالة وكيفية التعامل معها للحفاظ على صحتكِ وعلاقتكِ الزوجية.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Oct 7th 2024
أسباب تشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية

ما هو تشنج المهبل؟

التشنج المهبلي (Vaginismus) هو حدوث تشنجات مفاجئة أو تقلصات لاإرادية للعضلات المحيطة بالمهبل عندما يحاول شيئاً ما اختراق المهبل أو الدخول فيه، مثل القضيب أو الإصبع أو أداة طبية ما أو سدادة قطنية، أو عندما يتم لمس المرأة بالقرب من منطقة المهبل. ويمكن أن تتراوح من تشنجات خفيفة وغير مريحة إلى تشنجات قوية ومؤلمة للغاية.

تعتبر هذه المشكلة نوعاً من العجز الجنسي، ويمكن أن تصيب جميع النساء، ولكنها أكثر شيوعًا عند النساء في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات.

هل هذه المشكلة شائعة؟

في الحقيقة لا يعرف الخبراء عدد النساء المصابات بهذه المشكلة، فالكثيرات يخجلن من مراجعة الأطباء، على الرغم من أنها يمكن أن تتداخل مع العلاقة الزوجية ونوعية الحياة.

ولكن يعتقد العلماء أن هذه الحالة غير شائعة كثيرًا، وتصيب 1 - 7% من الإناث في جميع أنحاء العالم.

أنواع التشنج المهبلي

في الحقيقة ينقسم تشنج المهبل إلى نوعين رئيسيين، وهما:

1| التشنج الأساسي

يعرف هذا النوع بالتشنج المهبلي المزمن أو التشنج الذي يستمر لمدى الحياة، ويحدث عند شعور المرأة بالألم والتشنج والحرقان في كل مرة يدخل فيها شيء داخل المهبل بما في ذلك القضيب، أو عندما لا تستطيع المرأة إدخال أي شيء داخل المهبل على الإطلاق.

2| التشنج الثانوي

يعرف هذا النوع بالتشنج المكتسب، ويحدث عندما تكون المرأة مارست العلاقة من قبل دون ألم، ولكن بعد ذلك وخلال مرحلة ما من مراحل حياتها أصبح الأمر مؤلمًا للغاية وصعبًا أو مستحيلًا نتيجة الخضوع لجراحة نسائية أو التعرض لصدمة أو نوع من الإشعاع أو انقطاع الطمث أو الإصابة بعدوى أو الولادة أو عوامل أخرى.

ويجدر التنويه أنه حتى بعد أن يعالج الطبيب أي حالة كامنة قد تكون السبب وراء التشنج بنجاح، قد يستمر الألم في حال أصبح الجسم مهيئًا للاستجابة بهذه الطريقة، فقد يلعب العامل النفسي دورًا في الإصابة أيضًا.

أسباب التشنج في المهبل

في الحقيقة حتى الآن لم يستطع الأطباء تحديد الأسباب الدقيقة والمباشرة وراء حدوث تشنج في المهبل، ولكن قد ترتبط هذه الحالة بمشاكل جسدية أو نفسية أو جنسية أو جميعهم. وفيما يأتي العوامل التي يمكن أن تساهم في ذلك:

1| العوامل الجسدية

تشمل العوامل الجسدية التي يمكن أن تساهم في حدوث التشنجات المهبلية:

  • الحالات الطبية، مثل: التهابات المسالك البولية المتكررة، أو عدوى الخميرة (القلاع)، أو السرطان، أو الحزاز المتصلب.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • انقطاع الطمث، إذ تصاب بعض النساء بتشنج في المهبل؛ بسبب انخفاض مستويات الإستروجين خلال انقطاع الطمث والذي يسبب جفاف المهبل.
  • الخضوع لجراحة في منطقة الحوض سابقًا.
  • إصابات الولادة كالتمزقات المهبلية.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • جفاف المهبل وعدم كفاية الترطيب المهبلي.

2| العوامل النفسية والجنسية

تلعب العوامل الآتية دورًا في الإصابة بتشنج المهبل أيضًا:

  • اضطرابات القلق، ووجود مخاوف بشأن ممارسة العلاقة الجنسية أو بشأن الأداء الجنسي.
  • الخوف من ممارسة العلاقة أو الشعور بمشاعر سلبية؛ بسبب التعرض لاعتداء جنسي أو اغتصاب أو صدمة عاطفية في الماضي.
  • وجود تجربة جنسية سابقة مؤلمة أو التعرض لفحص طبي مؤلم أو تجربة ولادة سابقة صعبة.
  • الخوف من الحمل.
  • مشاكل العلاقة، كأن يكون الزوج مسيئاً أو الشعور بالضعف أمامه.
  • الإصابة الاكتئاب.

كيف أعرف أني لدى تشنج مهبلي؟

تصف بعض النساء هذا الشعور بوجود كتلة في المهبل يصاحبه ألم وحرقان. وبشكل عام تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، ولكن قد تشمل ما يأتي:

  • صعوبة إدخال أي شيء في المهبل أو عدم القدرة على ذلك.
  • الجماع المؤلم، أي الشعور بالضيق والحرقان واللسع خلال الجماع، ويعرف هذا بعسر الجماع (Dyspareunia).
  • الشعور بالألم عند إدخال السدادة القطنية.
  • الألم الشديد أثناء إجراء الفحوصات الطبية في المنطقة.
  • تشنج العضلات العام أثناء الجماع.
  • ألم جنسي طويل الأمد مع أسباب معروفة أو بدون.
  • قد يتراوح الألم من خفيف يسبب الإحساس بعدم راحة طفيفة وحرقان إلى ألم شديد جدًا وغير محتمل.

علاج تشنج المهبل

لحسن الحظ يمكن علاج هذه المشكلة تمامًا والشفاء منها، ويعد الحصول على التشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى في طريق العلاج. لذا إن شعرتِ بالأعراض التي ذكرناها سابقًا استشيري طبيبتك، والتي سوف تسألك عن تاريخك الصحي والجنسي والأعراض التي تعانين منها، ومن ثم سوف تقوم بإجراء فحوصات للحوض لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تكون السبب وراء الألم.

وبمجرد أن يتم تشخيص إصابتك بهذه الحالة، هناك أكثر من خيار علاجي ناجح يركز على التقليل من تشنج العضلات اللإرادي ومواجهة القلق والمخاوف الأخرى التي تساهم في تشنج المهبل. ويختار الأطباء الأنسب منها اعتمادًا على حالتك. وفيما يأتي شرح بسيط عنها:

  • العلاجات الموضعية: في بعض الحالات قد يصف الطبيب كريم التخدير الليدوكائين أو كريمات مركبة أخرى لتخفيف الألم المصاحب لهذه الحالة.
  • الموسعات المهبلية: هي أجهزة على شكل أنبوب تتوفر بأحجام مختلفة، والغرض الأساسي منها توسيع المهبل وزيادة مرونته. يتم استخدام الحجم الأصغر من هذه الأجهزة؛ ومن ثم زيادة الحجم بشكل تدريجي لتعويد المهبل على إدخال شيء فيه تدريجيًا.
  • العلاج الطبيعي لعضلات قاع الحوض: قد يطلب الطبيب أخذ جلسات علاج طبيعي، يتم خلالها تعليم المرأة كيفية إرخاء عضلات قاع الحوض لديها والتحكم فيها.
  • تقنيات الاسترخاء: يتم تعليم المرأة مجموعة من التمارين التي تساعد على استرخاء عضلات المهبل، ومنها تمرين اليقظة الذهنية والتنفس واللمس اللطيف.
  • العلاج السلوكي المعرفي: هذا النوع من العلاج يساهم في معرفة كيفية تأثير الأفكار على العواطف والسلوكيات. لذا يعد هذا النوع فعالاً في علاج القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
  • العلاج النفسي الجنسي: هذا العلاج النفسي هو نوع من العلاج بالكلام يهدف إلى مساعدة المريضة على فهم وتغيير مشاعرها تجاه جسدها والعلاقة الجنسية، وتساعد الزوجين على الشعور بالمتعة الجنسية في العلاقة.
  • الجراحة: في حالات نادرة جدًا قد يقوم الطبيب بإجراء جراحة في المهبل لمعالجة المشكلة التي تسبب أعراض التشنج المهبلي.

يجدر التنويه أن هذه المشكلة قابلة للعلاج، ففي إحدى الدراسات بلغت نسبة نجاح العلاج 92%. ولكن كلما كان السبب أكثر تعقيدًا والأعراض أكثر شدة يستغرق العلاج وقتًا أطول.

ما هي مضاعفات تشنجات المهبل؟

يمكن أن يؤثر تشنج المهبل على ثقة المرأة بنفسها بشكل كبير، وعلى حياتها الجنسية وعلاقتها مع زوجها، وذلك لأنها سوف تبدأ بتجنب جميع أشكال العلاقة الحميمة. كما يمكن أن تؤثر على صحتها العقلية، وتسبب الشعور الدائم بالقلق أو الاكتئاب. ويمكن أن تزيد من صعوبة الحمل في حال محاولة ذلك.

الخلاصة

التشنجات المهبلية هي حالة صحية مؤلمة تسبب شد وتشنج عضلات قاع الحوض المحيطة بالمهبل عند محاولة إدخال أي شيء فيه. من الممكن علاج هذه الحالة، ولكن تعتمد الطريقة الأنسب على السبب الأساسي، والذي قد يكون جسديًا أو نفسيًا أو مزيجًا بين الاثنين.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة